أفريقيا برس – الجزائر. تدخل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، من أجل سحب البطلة الأولمبية ايمان خليف، شكواها أمام القضاء ضد الرئيس الأمريكي السابق والرئيس المحتمل دونالد ترامب، في خطوة توحي الى أن الرجل استغل علاقته الطيبة مع الرياضية التي تعرضت لحملة تنمر وتشويه من شخصيات عالمية من بينها ترامب خلال مشاركتها في ألعاب باريس الأولمبية، من أجل عدم الدخول في مناكفات مبكرة مع شخصية مرشحة لشغل البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأسقطت ايمان خليف، اسم ترامب من لائحة الشخصيات الدولية التي قدمت ضدهم شكوى أمام القضاء الفرنسي، بعد مشاركتهم عبر تدوينات وتصريحات متعددة في حلة التنمر والتشويه التي تعرضت لها خلال مشاركتها في الألعاب الأولمبية التي احتضنتها باريس خلال الصائفة المنقضية.
وجاء الاسقاط بايعاز من الرئيس عبدالمجيد تبون، الذي يكون قد استغل علاقته الطيبة مع الرياضية المذكورة وحتى سلطته الرسمية، لحمل البطلة الأولمبية على حذف ترامب من اللائحة التي اشتكت ضدهم، مما يوحي أن الرجل استغل نفوذه من أجل تلافي مناكفات مبكرة مع المرشح للعودة الى البيت الأبيض خلال الانتخابات القادمة دونالد ترامب.
وإن برر الرئيس السابق للجنة الأولمبية الجزائر مصطفى براف، الخطوة بكون ” الجزائر لا تريد التدخل بأي طريقة كانت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية “، فان مصدر مطلع أكد لـ “أفريقيا برس”، بأن ” الرئيس الجزائري يريد بهذه الخطوة تقديم خدمة للرئيس المحتمل، لقناعته بالفرضية الكبيرة لعودة ترامب الى البيت الأبيض، وبشخصيته ” العنيدة والمتهورة “، التي قد تتحول الى سلوك سياسي معاد للبلاد برمتها “.
وأضاف: ” مسعى الرئيس الجزائري يهدف الى تأكيد نواياه تجاه الانتخابات الأمريكية، وحتى فرضية الاسقاط المؤقت مستبعدة، وقد يكون القرار نهائيا حتى بعد الانتخابات سواء فاز ترامب أو خسر “.
وصرح رئيس اللجنة الجزائرية السابق مصطفى براف، بأن ” رئيس الجمهورية منع كل شيء لتجنب الجدل خلال الانتخابات في الولايات المتحدة.. إنه قرار حكيم، وأن الجزائريين لن يتدخلوا أبدا الانتخابات في الولايات المتحدة، البلد الذي يجب أن نتذكره، الذي وقف إلى جانب الجزائر من أجل استقلالها “.
وكانت الملاكمة الجزائرية ايمان خليف، الحائزة على ذهبية الألعاب الأولمبية الأخيرة، قد تعرضت لحملة تنمر وتشويه واسعة، أخذت أبعادا دولية بعد مشاركة شخصيات وازنة فيها، على غرار مالك منصة ” اكس ” ايلون ماسك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودونالد ترامب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، والأديبة البريطانية جيه كيه رولينج، والعديد من الوجوه الرياضية والفنية والإعلامية، الذين اتهموها بأنها ” رجل متحول ” وليست بنت.
وفي شهر أوت المنقضي، أعلن فريق الدفاع بقيادة المحامي نبيل بودي، عن ” تقديم شكوى في باريس بتهمة التحرش الجسيم، في أعقاب حملة التشهير الالكترونية والإعلامية التي شنت ضد الملاكمة ايمان خليف، وأن لائحة المشتكى ضدهم تضمنت العديد من الشخصيات، على غرار دونالد ترامب، ايلون ماسك، جورجيا ميلوني، ماتيو سالفيني، والأديبة جيه كيه رولينج، والعديد من مستخدمي الإنترنت الذين اتهموا البطلة بأنها ” رجل متحول جنسيا “.
وكانت قضية البطلة المذكورة قد تحولت الى سجال سياسي في أروقة الأمم المتحدة بين ممثلي الجزائر وروسيا في مجلس الأمن، الأمر الذي أوحى الى أن ايمان خليف، تحولت الى كبش فداء لتصفية الحسابات السياسية بين الطرفين، في أعقاب الأزمة غير المعلنة بينهما لأسباب مختلفة.
وأكد مصطفى براف، فالذي يشغل حاليا منصب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، على أن ” فريق الدفاع كان ينوي ملاحقة دونالد ترامب أمام القضاء الدولي، لكن رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، اعترض على الخطوة حتى لا يتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، ولذلك أعطى تعليمات واضحة وصريحة بعدم المضي في هذا المسار “.
وأضاف: ” الجزائر دولة تؤمن بمبادئ الحياد واحترام سيادة الدولة، ولن تشارك في أي عمل من شأنه أن يعرقل العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، وأن السلطة العليا في البلاد تدخلت لدى الرياضية ولدى المحامي لاسقاط الشكوى ضد مرشح الانتخابات القادمة في أمريكا دونالد ترامب، لقناعتها بعدم استغلال قضية رياضية للإضرار بالعلاقات الدولية أو تعطيل المناخ الانتخابي في البلدان الأخرى “.
وتربط الرئيس الجزائري علاقة مميزة بالملاكمة ايمان خليف، وهو ما ظهر في العديد من الأحاديث الهامشية بينهما في عدد من المناسبات والاحتفالات والتكريمات، كما ظهرت الرياضية في الاستحقاق الرئاسي الجزائري الأخير، وهي تدلي بصوتها في مسقط رأسها بمدينة تيارت، ولم تتردد أمام وسائل الاعلام في كونها ” تدعم الرئيس عبدالمجيد تبون “.
وكان مكتب المدعي العام بباريس، قد أعلن خلال الأسابيع الماضية عن الشروع في فتح تحقيق في شكوى ” التحرش الإلكتروني الجسيم ” التي تقدمت بها الملاكمة الجزائري إيمان خليف.
ونقلت مصادر إعلامية فرنسية عن المكتب المذكور، بأن ” المركز الوطني لمكافحة الكراهية عبر الإنترنت، باشر عملية التحقيق في تهمة التحرش الإلكتروني على أساس الجنس، والإهانة العلنية على أساس الجنس، والتحريض العلني على التمييز والإهانة العلنية بسبب أصل الجنس “.
وقد أوكلت التحقيقات إلى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الكراهية.
أما المحامي نبيل بودي، فقد صرح بأن الرياضية التي وقعت ضحية للجدل الدائر حول جنسها، ” قررت خوض معركة جديدة: معركة العدالة والكرامة والشرف “.
وشدد المتحدث على أن ” التحقيق الجنائي سيحدد من الذي بدأ هذه الحملة الكارهة للنساء والعنصرية والتمييزية، ولكن سيتعين عليه أيضا التركيز على أولئك الذين غذوا هذا الإعلام الرقمي دون مساءلة، وأن إن المضايقات غير العادلة التي تعرضت لها بطلة الملاكمة الجزائرية ستظل أكبر وصمة عار في هذه الألعاب الأولمبية “.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس