جدل بسبب استمرار غلق الميضآت في المساجد!

20
جدل بسبب استمرار غلق الميضآت في المساجد!
جدل بسبب استمرار غلق الميضآت في المساجد!

افريقيا برسالجزائر. تشهد مساجد عبر الوطن، حالة من الفوضى أوقات إقامة الصلوات، حيث يقوم مصلون بالتوضؤ أمام بيوت الله، بقنينات الماء متسببين في تبليل الأرضية والسلالم، وتترك عديد القنينات البلاستيكية أمام مداخل المساجد في مشهد لا يليق بعمار بيوت الله.. هذا الوضع السيئ الذي فرضته تدابير الوقاية من جائحة كورونا، والتي فرضت غلق بيوت الوضوء أمام المصلين خوفا من العدوى، والتي تحوّلت اليوم إلى محل جدل وخلاف بين من يطالب بإبقائها مغلقة ومن يرى أن هذه الإجراء غير مقنع ولا بد من السماح للمصلين بدخولها والتوضؤ فيها للضرورة الملحة خاصة الذين يقطنون بعيدا عن المساجد والمسافرين والمرضى ..

بعد تسجيل حوادث عبر بعض المساجد التي تشهد إقبالا واسعا للمصلين، مثل سقوط بعض المصلين في سلم المسجد أو في مدخله، جراء انزلاقهم بسبب البلل ووجود قطرات المياه، والوقوف على تصرفات غير حضرية كرمي قارورات البلاستيكية بعد التوضؤ بمياهها، أعربت جمعية العلماء المسلمين عن استيائها من مثل هذه المظاهر التي بدأت تنتشر أمام بيوت الله، ولجوء الكثير من المصلين إلى التوضؤ بقنينات المياه خارج باحة الصلاة.

ونشرت الجمعية في صفحتها الرسمية، أن رؤية المصلين أمام المساجد وهم يتوضؤون في مشهد غير لائق، يدعو لفتح الميضآت، قائلة “افتحوا الميضآت يا عباد الله”.

وفي السياق، دعا إمام مسجد القدس بحيدرة، الشيخ جلول قسول، إلى إعادة النظر في مسألة غلق بيت الوضوء في الجزائر، وقال إن بعض المصلين يعانون ويجدون أنفسهم مضطرين للذهاب إلى محلات ومقاه مجاورة للتوضؤ أو استعمال مياه القنينات البلاستيكية، قبل دخول باحة الصلاة، ما يطرح انشغالا لا بد أن يتخذ له إجراء استعجالي.

ويرى أن المسافرين وبعض المرضى لا يجدون أماكن بديلة غير بيوت الوضوء في المساجد، رغم أن في الأصل وحسب الشريعة فإن المساجد ليست في الأصل للوضوء، ولكن يجب تسهيل الأمر لبعض المصلين، وأخذ هذه الحالات الاستثنائية.

وقال الشيخ جلول قسول، إن بيوت الوضوء هي أماكن للطهارة، وإن هناك حاجة فطرية سواء للرجال أو للنساء دخول بيت الخلاء والتوضؤ، موضحا أن الأولوية وتنظيم دخول عدد معين من المصلين لبيت الوضوء في وقت واحد سيحل المشكل، وأضاف معلقا “كيف تفتح الطرق والمقاهي والمطاعم وتبقى الميضآت مغلوقة”.

خياطي: المهم منع الازدحام.. ومكان النظافة لا ينقل العدوى!

وأكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفسور مصطفى خياطي، أن الأصل في الوقاية من انتشار فيروس كورونا، هو تفادي الازدحام، وإن فتح المساجد عبر الوطن، لا يمنع من هذه العدوى إذا لم يكن هناك فرض الكمامة وإجراء التباعد، وبقاء بيوت الوضوء مغلقة، لا فائدة منه، وهو مجرد تعقيد وعرقلة لبعض المصلين، وقد يكون حسبه، هذا الغلق، مصدر إزعاج ومشاكل إضافية في المسجد ومحيطه.

وقال خياطي، إن بيوت الوضوء تتوفر على الصابون، والماء مطهر، وهي أماكن نظافة، والمهم تطبيق إجراءات الوقاية، ومنع الازدحام في الدخول إليها.

كمال تواتي: التوضؤ أصله في البيت والميضآت في المساجد مستحدثة

ومن جهته، يرى إمام مسجد الإرشاد بالمدنية، الشيخ كمال تواتي، أن للإسلام أخلاقيات فيما يتعلق بالنظافة والتطهر، حيث أن الشريعة تقول إن التطهر والوضوء في الأصل يكون في البيت، وإن رسول الإسلام، تحدث عن الحسنات التي يكتسبها المصلي إذا صلى بنية صادقة في بيته، وإن كل خطوة إلى المسجد تحسب له.

وأوضح، الشيخ كمال تواتي، أن التطهر في المسجد من المستحدثات، لأنه استحدث حديثا، وإن الميضآت كانت موجودة قديما قريبا من المسجد، وإذا نقارن حسبه، بين منع فتح بيوت الوضوء في المساجد، والخوف من عدوى الوباء وهل يجوز فتح هذه الميضآت بعد تراجع عدد الإصابات، وحالات الانزلاق للمصلين جراء توضئهم خارج المسجد، وبين إمكانية وقوع عدوى في بيوت الوضوء، وخاصة بعد تسجيل حالات متحور، فإنه يضيف الشيخ تواتي “إذا تعارضت مفسدتان أو مضرتان نقدم الأخف منهما” وهذا حسب الشريعة الإسلامية.

وقال “إن المسؤولين في الصحة وخبراء الأوبئة والأمراض المعدية يجمعون أن بيوت الوضوء مكان للعدوى، خاصة أن هناك استنشاق واستنفار، وهناك بيت خلاء، ولمس للحنفيات ومقابض الأبواب”.

للإشارة فإن الحكومة، كانت قد أعلنت، بداية فيفري الجاري، عن الفتح الكلي للمساجد عبر الوطن، ودعت إلى التقيد الصارم بتدابير الوقاية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here