جزائريون تخطفهم الأمواج وعائلات تجازف بالأبناء في الشواطئ

1
جزائريون تخطفهم الأمواج وعائلات تجازف بالأبناء في الشواطئ
جزائريون تخطفهم الأمواج وعائلات تجازف بالأبناء في الشواطئ

أفريقيا برس – الجزائر. رغم التحذيرات الجوية تعمد الكثير من الجزائريين المخاطرة والمجازفة بحياتهم على الشواطئ، حيث شهدت معظم السواحل خلال الأيام الأخيرة، اضطرابات جوية مفاجئة رافقها ارتفاع كبير في علو الأمواج، وتيارات بحرية قوية جعلت من السباحة مخاطرة حقيقية، ورغم نشرات الأرصاد الجوية والتحذيرات المتكررة من الحماية المدنية، توافدت العائلات بأطفالها نحو الشواطئ، متحدية الخطر، متسببة في تسجيل حوادث مؤسفة للمصطافين المتواجدين بها وغرق العديد منهم بسبب التهور.

وتمكنت مروحية تابعة للحماية المدنية منذ يومين من إنقاذ أب وابنته من موت محقق بعد أن جرفتهما التيارات البحرية إلى وسط البحر، حيث مكن التدخل الجوي من انتشالهما في اللحظات الأخيرة بعد أن عجز أعوان الإنقاذ على الشاطئ من الوصول إليهما بسبب الأمواج العالية، كما سجلت خلال نفس الفترة حالات إنقاذ وصفت بالخطيرة، استدعت الإسعافات الأولية والإنعاش التنفسي على الشاطئ قبل تحويل المصابين إلى المستشفيات في وضع حرج، بينهم أطفال وأشخاص كانوا يسبحون في أماكن ممنوعة أو خارج أوقات الحراسة.

ورغم هذه التحذيرات المتكررة، يواصل البعض التهاون، والتوجه إلى البحر في أسوإ حالاته الجوية، غير مبالين برايات التحذير الحمراء أو ظروف البحر، وكأنهم في سباق مع الأمواج بدلا من التمتع الآمن بالعطلة. وقد أثارت هذه الحوادث موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب اصطحاب الأولياء لأطفالهم إلى البحر رغم التحذيرات لتتحول النزهة إلى بكاء وصراخ على الشاطئ لإنقاذ الغرقى، خاصة منهم الأطفال.

تسجيل 12 حالة وفاة خلال 72 ساعة

من جهته، كشف المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية كريم بن حفصي عن أرقام مرعبة سجلتها مصالح الحماية خلال اليومين الماضيين، مئات الحالات عبر مختلف الشواطئ على السواحل الوطنية، وإنقاذ عشرات المواطنين من الغرق، وأضاف أن مصالح الحماية سجلت خلال الـ72 ساعة الأخيرة 1999 تدخلا عبر مختلف الشواطئ، مكنت من إنقاذ 2202 شخص من موت محقق بسبب الغرق.

وأكد المتحدث أن تدخلات الأعوان لم تمنع للأسف من تسجيل 12 حالة وفاة على مستوى عدد من الشواطئ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الغرق حسب المتحدث منذ بداية موسم الاصطياف إلى أكثر من 140 ضحية، معظمهم قضوا بسبب سلوكيات متهورة، على غرار السباحة في السدود والأودية والمجمعات المائية غير المخصصة، السباحة في الشواطئ الممنوعة وغير المحروسة، تجاهل تعليمات الرايات التحذيرية التي تحدد حالة البحر، وكذا التواجد في البحر خارج أوقات الحراسة الرسمية.

وشدد بن حفصي على ضرورة رفع درجة الوعي والمسؤولية لدى المصطافين، كما دعا إلى الالتزام الصارم بتعليمات أعوان الحماية المدنية المنتشرين على مستوى الشواطئ، واحترام الراية سواء كانت خضراء، برتقالية أو حمراء، باعتبارها مؤشر رسمي لحالة البحر، مؤكدا في ذات الوقت أن الامتثال للإرشادات المقدمة في الميدان هو الضمان الوحيد لقضاء موسم اصطياف بعيد عن تسجيل حوادث مأساوية.

شباب يغامرون بركوب الأمواج بحثا عن الشهرة رغم المخاطر

وفي ذات السياق، أكد الدكتور أمحمد كواش، مختص في مجال السلامة، أن الأرقام الأخيرة للوفيات غرقا تستدعي وقفة جادة من جميع الجهات المسؤولة وحتى من قبل المواطنين أنفسهم، خاصة أن أغلب الحالات المسجلة تعود إلى فئة المراهقين الذين يفتقرون إلى الوعي الكافي بمخاطر البحر، وأضاف إن الكثير من الشباب أصبحوا يغامرون بالدخول إلى البحر رغم تحذيرات منع السباحة، بفعل تأثيرات سلبية ناتجة عن التنمر أو انسياقا وراء مقاطع التحدي المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تروج لمغامرات قاتلة بحثا عن الشهرة، وركوب الأمواج العالية من دون الاكتراث للمخاطر الناجمة عن ذلك.

وأوضح المتحدث أن واحدة من أخطر الظواهر التي تهدد المصطافين هي التيارات الساحبة، والتي يجهلها الكثيرون، وهي تيارات قوية تتشكل بشكل مفاجئ في منطقة محددة من الشاطئ، حيث تعمل الأمواج على خلق فراغ مائي يسحب كل ما حوله من مياه ورمال وحتى أشخاص، باتجاه العمق، وأكد أنها تشكل خطرا حتى على السباحين المحترفين، بل وقد تبتلعهم رغم قربهم من الساحل.

وشدّد الدكتور كواش على ضرورة إطلاق حملات تحسيسية واسعة، خاصة مع موسم الاصطياف، لنشر ثقافة السلامة البحرية وتعريف المواطنين بمخاطر التيارات الساحبة وكيفية التصرف في حال الوقوع فيها، بالإضافة إلى التنبيه بشأن مختلف التقلبات البحرية المفاجئة التي قد تتسبب في كوارث خلال لحظات، كما دعا إلى تكثيف التوعية عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، مع إشراك المجتمع المدني والمدارس الصيفية لضمان وصول الرسالة إلى كل فئات المجتمع، بهدف الحد من هذه الحوادث المؤلمة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here