جزائريون يحتجزون ويتاجرون بالحيوانات البرية

جزائريون يحتجزون ويتاجرون بالحيوانات البرية
جزائريون يحتجزون ويتاجرون بالحيوانات البرية

أفريقيا برس – الجزائر. دق مشاركون في حملة تحسيسية، بالتنسيق بين قطاعات البيئة والصحة والفلاحة، موجهة للأطفال وأوليائهم، تتعلق بسبل التعامل “السليم والمسؤول” مع الحيوانات الأليفة، ناقوس الخطر حول الأسواق السوداء التي تبيع حيوانات برية يحضر القانون الدولي الاتجار بها، بحيث باتت منصات التواصل الاجتماعي بحسبهم، وسيلة لاستقطاب الراغبين في تربية أصناف من الطيور والزواحف، والقوارض وغير ها من الحيوانات الدخيلة على تلك الأليفة، وهو ما يهدد بخلل في التنوع البيولوجي، وبأمراض تتربص بصحة الإنسان.

وقالت رئيسية قسم تسيير الموارد البيولوجية بالمركز الوطني لتنمية هذه الموارد، مدني العالية نوال، إن الكثير من الجزائريين، يروجون عبر منصات التواصل الاجتماعي لحيوانات برية يربونها في بيوتهم، وهي لم تكن من قبل تزاحم الحيوانات الأليفة، وهذا ما انتعش أسواق سوداء يريد أصحابها الربح من خلال الاتجار بأصناف الحيوانات البرية، كالغزلان، والقوارض، والزواحف، والطيور، الأمر الذي يهدد بخلل بيولوجي.

وأكدت أن القانون الجزائري والقانون الدولي يمنع ويجرم الاحتجاز والاتجار بالحيوانات البرية، ويحذر من تربيتها في البيوت، وقالت إن ذلك يشكل خطرا على الإنسان من حيث نقل الأمراض والفيروسات، ويهدد التنوع الحيواني، ويغير نظام حياتها عند إخراجها من نظامها البيئي الخاص بها، فمثلا طائر الحسون بحسبها، يمنع تربيته في البيوت والاتجار به، وهذا حسب القانون الدولي.

ومن جانبها، أوضحت حياة عاشور، المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية المنضوية تحت وصاية وزارة البيئة وجودة الحياة، إن تربية الحيوانات خاصة البرية في المنزل، يساهم في تغيير سلوكياتها ونظام غذائها، وتصبح غير قادرة على العيش من جديد في محيطها الأصلي، وعلى البقاء في البرية، وهذا أمر يعود بالخطر على النظام البيولوجي، أين يصبح الإنسان في مشكلة صحية وفي محيط مختل بيولوجيا.

موازنة بين تربية الحيوان الأليف والوقاية من الأمراض

وفي ما يخص الحيوانات الأليفة، وتعايش الأطفال معها، أوضحت الدكتورة أمينة صاري، أستاذة مساعدة في المستشفى الجامعي اسعد حساني ببني مسوس بالعاصمة، ومختصة في أمراض الأطفال، أن هناك سبل للعيش مع مثل هذه الحيوانات، تتمثل في الوعي والوقاية والعلاج، بحيث يجب التركيز بحسبها على ترسيخ ثقافة النظافة كغسل اليدين، وعزل الحيوان الأليف عن فضاءات تغذية ونوم الأطفال، مع الحرص على تلقيح هذه الحيوانات.

وقالت إن هناك حالات حساسية جلدية وتنفسية تصيب الأطفال، وتتطور يكون الحيوان الأليف سببا فيها، وما يساهم زيادة هذه الحساسية بحسبها، التدخين السلبي في الوسط المغلق.

و بالمناسبة، تضمن اليوم الدراسي حول تعايش الأطفال مع الحيوانات الأليفة تحت شعار “وعي، وقاية وعلاج”، والمنظم تحت إشراف وزيرة البيئة وجودة الحياة، كوثر كريكو، رفقة وزير الصحة، محمد الصديق آيت مسعودان، الإعلان الرسمي عن انطلاق الحملة التحسيسية الموجهة للأطفال حول كيفية التعايش مع الحيوان الأليف كالقطط والكلاب، وتم الكشف عن الومضة الإشهارية الخاصة بهذا الحدث والتي يمكن منها أن يفهم الطفل طريقة تعايشه وتعامله مع هذه الحيوانات.

وعلى هامش هذا اللقاء الذي احضنه المركز العائلي للضمان الاجتماعي ببن عكنون، نظمت ورشات تفاعلية موجهة للأطفال، تهدف إلى توعيتهم بكيفية التعامل الآمن مع الحيوانات الأليفة، أين كانت بعض أصناف الطيور والقطط والكلاب حاضرة.

وللإشارة فإن وزيرة البيئة وجودة الحياة، أكدت على أهمية هذه الحملة التي ستنظم عبر مؤسسات الصحة الجوارية، والبياطرة، وعبر المعهد الوطني للتكوينات البيئية، ودور البيئة على مستوى التراب الوطني، والتي ستسلط الضوء على أهمية التعايش مع الحيوانات الأليفة في بيئة صحية ومستدامة، مع توضيح السبل الكفيلة بذلك، في حين، أبرز وزير الصحة، ضرورة الموازنة بين ما يحمله التعايش مع الحيوانات الأليفة من فوائد نفسية وتربوية، والمساهمة في تنمية روح المسؤولية والتوازن العاطفي للأطفال، وبين ما يحمله ذلك من مخاطر صحية محتملة خاصة مع غياب الوعي والالتزام بالإجراءات الوقائية.

وانتهى اللقاء التحسيسي، بتشديد المشاركين، على ضرورة المرافقة الواعية والمسؤولة للأولياء من جهة، والهيئات المؤسساتية من جهة أخرى، خاصة في قطاعات البيئة والصحة والفلاحة، من أجل ترسيخ الثقافة البيئية لدى الناشئة، والتي تشمل مفاهيم التنوع البيولوجي والتعامل الصحي مع الحيوانات، ومنها الأليفة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here