أفريقيا برس – الجزائر. تكريما لعمال النظافة، والذين بذلوا مجهودات جبارة ومضاعفة خلال أيام عيد الآضحى المبارك، أطلق رواد التواصل الاجتماعي ما أسموه حملة “شكر” لهم، وهي عبارة عن اعتراف بمجهودات أعوان النظافة وإشادة بمهنتهم “النبيلة” في المجتمع، وطلب السماح منهم بسبب تصرفات “سلبية” فردية من مواطنين، زادت من أعبائهم يوم العيد.
كثيرة هي السلوكيات السلبية والمتعلقة بنظافة المحيط والتي تم رصدها خلال يومي العيد الأضحى، رغم زيادة الوعي في المجتمع وكثرة الحملات التحسيسية التوعوية، ومع ذلك استخرج عمال النظافة عبر مختلف الولايات أحشاء الأضحيات وجلودها من داخل قنوات الصرف الصحي..! و”هيدورات” أخرى كانت مرمية بدمائها على طول الشوارع والأزقة، يتطاير حولها الذباب وتنطلق منها روائح كريهة في أيام حارة، ولولا الجهود المضاعفة لعمال النظافة باختلاف المؤسسات التي ينتمون اليها، لغرقنا في مخلفات عملية النحر، ولذلك قررت جمعيات تنشط في مجال الحفاظ على البيئة ومواطنون ورواد التواصل الإجتماعي، توجيه رسائل شكر وطلب “السماح” من أعوان النظافة.
يرمون مخلفات البناء يومي العيد..!
ومن الجمعيات التي نشرت رسائل اعتذار لعمال النظافة جمعية “Green Bike” أو الدراجة الخضراء، وهي جمعية تجمع بين الرياضة والمواطنة والتطوع في خدمة البيئة، فأعضاء الجمعية نشروا رسالة لطلب السماح من عمال النظافة، مبررين ذلك، بأن كثيرا من المواطنين كانوا أنانيين أيام العيد، وبأن بعض الأشخاص “استغلوا بهجة العيد، ليُفرغوا ما في مخازنهم بلا رحمة ولا شفقة من نفايات رموها في الشارع ليجمعها عمال النظافة مع مخلفات الأضحيات”.
وحسب الجمعية، هنالك من ألقى مخلفات البناء، والنفايات الصلبة والأخشاب والأجهزة التالفة، وأبوابًا ونوافذ قديمة، أغصان اشجار، حشائش، أوراق الأشجار وملابس قديمة.. وحتى بقايا الأضاحي تُركت مرمية على الأرصفة من دون أكياس أو احترام للمكان أو الجيران.
وهذا السلوك حسب “Green Bike”، دليل على انعدام الوعي والرحمة، دفع ثمنها عمّال النظافة البسطاء في يوم عيدهم، بعد ما حول هؤلاء فرحة عامل النظافة إلى مشقة، وراحته عذابًا، تحت شمس حارقة.
ودعت الجمعية إلى المسارعة في تفعيل قانون الرمي العشوائي، وتسليط الغرامات، لجعل بعض الأشخاص “المخربين” للمحيط يحترمون بيئتهم ويقدّرون من يخدمها، ولو بسيف بالقانون.
وترى الجمعية التي تبذل جهودا جبارة للتحسيس بأهمية العيش في محيط نظيف، على أن رمي النفايات ليس عشوائيًا، بل هو قانون ونظام، ولكل نفاية وقتها، ومكانها، وطريقتها.
أنتم أبطال في صمت..
وأكدت الجمعية أن بعض النفايات تُجمع في أيام محدّدة، وبعضها لا يجوز رميه من دون مقابل، لأنه توجد حسبها نفايات تتطلّب دفع رسوم للتخلص منها، احترامًا للمنظومة وحقوق الآخرين، وليس بعقلية “أرواح وارمي”.
ودعت “Green Bike”، إلى التعاون لاحترام بيئتنا، وجعل سلوكياتنا رسالة حب حقيقية لهذا الوطن، والذي نحبه بالأفعال لا الأقوال.
ورسائل عرفان أخرى لعمال النظافة، نشرها رواد التواصل الاجتماعي، ومنها “سامحونا على لامبالاتنا، على كل كيس ما تحطش في مكانو، وعلى كل زاوية وسخناها وتجاهلناها، وخليناكم تواجهو التعب وحدكم”، وأضافوا “أنتم أبطال بصمت، تخدموا والناس نايمة، تنظفوا والناس تحتفل.. من قلوبنا نقول لكم نعتذر منكم ونشكركم، ربي يعوضكم خير على كل قطرة عرق سالت على جبينكم”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس