“سلفيات”.. رمي للفضلات و صراخ في أول جمعة منذ أشهر

24
“سلفيات”.. رمي للفضلات و صراخ في أول جمعة منذ أشهر
“سلفيات”.. رمي للفضلات و صراخ في أول جمعة منذ أشهر

افريقيا برسالجزائر. هناك إجماع لدى كل الذين أمّوا مساجد الوطن، زوال الجمعة، لأداء صلاة الجمعة، على الالتزام الحضاري الصارم للمصلين بالبروتوكول الصحي، من وضوئهم في المنازل وحملهم للسجادات الخاصة وارتدائهم للكمامات وتطهير أنفسهم واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، وهذا من دون أدنى تدخل من المنظمين والمتطوعين الشباب الذين تواجدوا بقوة خارج وداخل المساجد لأجل منع أي تجاوز، ولكن فترة اكثر من سبعة أشهر جعلت الفضول أحيانا يتغلب على الخشوع، والشوق يتغلب على التركيز الضروري في أداء الصلاة المفروضة.

مواقع التواصل الاجتماعي من زوال الجمعة إلى غاية السبت، لم تتوقف عن نشر صور المساجد التي احتضنت فريضة صلاة الجمعة، حيث أبى الكثيرون سوى أن يلتقطوا لأنفسهم صور سلفيهات أمام صفوف المصلين أو محراب الجامع ومنبره، وبينما اعتبر البعض ما حدث مجرد تعبير عن شوق المصلين للمساجد، قام آخرون بانتقاد الظاهرة ووضعها ضمن الشؤون الدنيوية أو الرياء التي لا علاقة لها بالالتزام بأداء الفريضة، وهناك من تمكن من عمل “مباشرات” تابع خلالها أصدقاءه على مواقع التواصل الاجتماعي من صفحته، صلاة الجمعة والخطبتين من دون أن يدري إمام الجامع وغالبية المصلين.

ولأن الجو المشمس الذي ميّز عامة ولايات الوطن زوال الجمعة والإقبال الشديد للمصلين أجبر على استعمال الساحات الخارجية للجامع فإن مظاهر ترك الفضلات من أكياس بلاستيكية وقارورات ماء فارغة وحتى قشور بعض الفاكهة نغصت على المصلين فرحة العودة، وكشفت صور من باتنة وقسنطينة والعاصمة بعض المناظر السيئة التي لا تتلاءم مع البرتوكول الصحي المبني في الأساس على النظافة.

لقاء كبار السن في المسجد مع أصدقائهم ومعارفهم الذين كان يجمعهم سقف نفس الجامع فرض واقع التحدث عن الأحوال وعن الصحة وعن وباء كورونا إلى الانتخابات الأمريكية إلى الرغي في شؤون أخرى لا علاقة لها بالدين والصلاة، ولأن الكمامة إلزامية والتباعد الجسدي مفروض وسمع الشيوخ ناقص، فقد علت الأصوات وتحولت أحيانا إلى صراخ في قلب المسجد ضمن الزلات التي يمكن تفهمها مع أناس فرقتهم كورونا ولم يلتقوا منذ سبعة أشهر كاملة، وهم الذي كانت تجمعهم صلاة الجمعة كل أسبوع مهما تفرقوا في بقية المحلات والشارع.

وقد حاول كثير من المصلين كما حدث في جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة الاحتفال كل بطريقته بعودة صلاة الجمعة، كالذي اقترح إحضار طبق شخشوخة أو حلويات تقليدية ومشروبات وقهوة وشاي، ولكن المشرفين على الجامع اعتذروا بلطف وأخروا هذه الإكراميات إلى ما بعد زوال الوباء القاتل.

عموما قدّم المصلون نموذجا راقيا من احترام الالتزام بالبروتوكول الصحي وتشبث بالدعاء لله بإزالة سريعة للوباء والشفاء للمرضى، وكانوا زوال الجمعة في قمة أناقتهم ونظافتهم آملين في العودة التدريجية للحياة العادية، بعد أن ضرب الوباء في المصانع والإدارات والمدارس والمستشفيات وحتى المساجد.
ب.ع

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here