شاب من سطيف يعيش بسكين في ظهره منذ 26 سنة

5
شاب من سطيف يعيش بسكين في ظهره منذ 26 سنة
شاب من سطيف يعيش بسكين في ظهره منذ 26 سنة

أفريقيا برس – الجزائر. يعيش الشاب فارس من ولاية سطيف، بسكين مغروسة في ظهره منذ 26 سنة، حيث تعرض لطعنة خنجر غادرة، وعندما خضع للعلاج قام طبيب الاستعجالات بغلق الجرح، تاركا السكين داخل جسم المصاب، وما زالت مستقرة في ظهره منذ سنة 1996 إلى يومنا هذا.

الحادثة تعد من أغرب العمليات الجراحية، ومن الأخطاء الطبية التي تطرح أكثر من تساؤل عن عبقرية الطبيب الذي قام بخياطة الجرح دون أن يخرج السكين من ظهر المصاب. هذه الحادثة ضحيتها شاب يدعى فارس من بلدية عين ولمان جنوب ولاية سطيف، يبلغ من العمر حاليا 43 سنة، كان يعيش حياة عادية ولما أدرك سن 17 سنة تعرض لاعتداء خطير نفذه شاب منحرف، وجه له طعنة خنجر في الظهر.

وأدت الضربة إلى انكسار السكين فانشطرت نصفين، وانفصل المقبض عن الجزء الحاد الذي ظل مغروزا في ظهر المصاب.

ويقول فارس، في تصريح لـ”الشروق”، إنه بعدما تلقى الطعنة أغمي عليه وفقد الوعي ولم ينتبه لطبيعة الضربة التي تلقاها غدرا على مستوى الظهر، ويقول محدثنا، بعد نقله إلى مستشفى محمد بوضياف بعين ولمان ظل فاقدا للوعي ولم يفق من غيبوبته إلا بعدما تلقى العلاج وقام الطاقم الطبي بخياطة الجرح.

وبعد مغادرته للمستشفى ظل يعاني في البداية من آلام ذلك الجرح إلى أن شفي منه تماما. واستأنف حياته العادية وهو لا يعلم بأن الطاقم الطبي الذي أجرى له العملية نسي الجزء الأمامي للخنجر داخل ظهره، وهي قطعة حديدية حادة يفوق طولها 5 سنتمترات، مكثت في جسمه منذ سنة 1996 ومازال يعيش بها إلى يومنا هذا.. فالشاب كبر واعتاد على ممارسة الرياضة لسنوات وتزوج وكون عائلة وهو لا يعلم بأن الخنجر مازال مغروسا في ظهره. وكل ما في الأمر، أنّه كان يشعر من حين إلى آخر ببعض الآلام، وعندما يتوجه إلى الطبيب يخبره بأنه يعاني من داء القولون ويعطيه أدوية خاصة بالأمعاء، وهي الأدوية التي تناولها لعدة سنوات وبكميات معتبرة وهي بعيدة كل البعد عن علاج موضع الألم.

واستمر به هذا الوضع 26 سنة، وفي كل مرة يكتفي بتناول مسكنات ألم القولون إلى أن اكتشف الحقيقة الرهيبة مؤخرا فقط، بعد أن زار أحد الأطباء بسطيف فأجرى له تصويرا إشعاعيا، فإذا به يلاحظ جسما غريبا في ظهره وحينها يقول محدثنا بأن الطبيب لم يصدق ما رأى، وقال له بالحرف الواحد: “يبدو أن هناك خللا في جهاز الراديو”، وطلب منه أن يعيد التصوير في عيادة أخرى، بل قام بتكرار عملية التصوير الإشعاعي عدة مرات ليتيقن من أن الصورة تعرض بوضوح الجزء الأمامي من الخنجر الذي طعن به سنة 1996 ومازال مغروسا في ظهره، فصدم لهذه الحقيقة، ودخل في متاهات البحث عن علاج من ضربة عمرها 26 سنة.

وقد اتصل فارس بأطباء بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف من أجل التخلص من هذه السكين التي عاشت معه لسنوات، فأخبروه بأن عملية إخراج هذه القطعة الحديدية خطيرة للغاية، وقد تتسبب في إصابة بعض الأعصاب وتترتب على ذلك نتائج وخيمة، قد تصل إلى الشلل، خاصة أن السكين تتواجد بالقرب من النخاع الشوكي. ورغم هذا التصريح، استأنف فارس مساعيه وتنقل إلى الجزائر العاصمة وبالضبط إلى مستشفى مصطفى باشا، أين التقى منذ يومين بأستاذ مختص تفقد ملفه وشاهد الراديو، ليؤكد له أن العملية ممكنة، لكن عليه الانتظار ليحدد له تاريخ إجرائها وفق برنامج المصلحة المعنية.

وعن إمكانية إيداع شكوى بعد هذا الخطإ الطبي الذي ارتكب في حقه، يقول فارس بأنه لم يفكر في ذلك إطلاقا لأنه لم يكن يعلم بأن السكين بقيت في ظهره منذ سنة 1996، كما لا يمكنه أن يعلم من أجرى له العملية بمستشفى عين ولمان بعد هذه المدة الطويلة.

ومن المنتظر، أن يجري فارس عملية إخراج السكين من ظهره لاحقا، وهو يأمل أن تكون سنة 2022 آخر سنة لمكوث الخنجر في ظهره بعد عِشرة دامت 26 سنة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here