أفريقيا برس – الجزائر. البيطري حجيرة: الظاهرة خطيرة جدا وتسبب سرطانات وسمنة غير صحية
يستهلكون حليب العجول لزيادة الوزن، وحبوب منع الحمل لنفخ العضلات، وكريمات الأبقار والأحصنة لعلاج آلام الرقبة والمفاصل…هي سلوكات خطيرة وغريبة، يلجأ إليها بعض الشباب ذكورا وإناثا وفق ما كشفه لنا بياطرة، حذّروا من الظاهرة، التي تسبب سرطانات وأمراضا خطيرة.
حوّل البعض أدوية ومكمّلات غذائية خاصة بالحيوانات، إلى الاستعمال البشري، دون دراية بمخاطرها الصحية، والغريب أنّ بعض البياطرة متورط في مثل هذه الممارسات، أما آخرون فيتم الاحتيال عليهم، بحجة أن الأدوية ستوجه للاستعمال الحيواني.
وفي هذا الصدد، كشف لنا الطبيب البيطري وصاحب عيادة الأمل، حسان حجيرة، حقيقة وجود كثير من المواطنين، خاصة من الشباب يستهلكون أدوية موجهة للاستعمال الحيواني، والأمر فيه خطورة كبيرة على صحتهم.
وحسب محدثنا، فإن أي دواء بيطري لا يصلح بتاتا للاستعمال البشري، مهما كان نوعه، بسبب وجود مواد يتم إضافتها لهذا الدواء، وهي خاصة بالحيوانات فقط.
مرهم ضرع البقرة لمعالجة آلام الرقبة والروماتيزم!
ومن الأدوية الحيوانية، التي باتت تُستهلك من قبل البشر لأغراض معينة، كريم لعلاج مفاصل أو أوتار الأحصنة، والذي يُستعمل أيضا لدهن ضرع الأبقار الحلوب، فهذا الكريم أو المرهم، حسب الطبيب البيطري، بات يستعمله مواطنون، يُعانون من آلام الرّكبة والمفاصل والروماتيزم، وآلام الظهر والرقبة وغيرها، حيث يدهنون به هذه المناطق لتخفيف آلامهم.
والخطير أن هذا الكريم مصنوع من مواد قوية، تتحملها الحيوانات فقط، “فمثلا جميعنا يعلم أن ضرع البقرة خشن وصلب، ويتحمل الكثير من المظاهر الطبيعية القاسية، على غرار الاحتكاك بالأشواك والمواد الصلبة، أمّا أن يستعمل إنسان هذا المرهم لدهن الرقبة والمفاصل، فأكيد مفعول الدواء سيتغلغل مباشرة في الأعصاب ويصل حتى القلب لقوته، مسببا أعراضا خطيرة جدا، تصل حدّ الأمراض السّرطانية” على حدّ قول محدثنا.
عشّابون يضعون أدوية كيميائية في خلطات التسمين
كما باتت بعض الفتيات النحيفات وخاصة المقبلات على الزواج، يستهلكن بودرة الحليب الموجهة لتغذية العجول، لغرض الحصول على وزن إضافي، في ظرف أيام فقط، ويستهلكه أيضا الشباب الممارسون لرياضة كمال الأجسام، لغرض نفخ عضلاتهم في وقت قياسي.
ويقول حجيرة، حليب الغبرة الموجه لتغذية العجول، يحتوي على فيتامينات ومكملات غذائية عالية جدا، لا يتحمّلها سوى الحيوان، وبالتالي استعمالها يقتصر على البشر، سيتسبب في ظهور أمراض القلب ومشاكل في الضغط الدموي.
وأضاف “هذا الحليب يعطي سمنة للفتاة فعلا، ولكنها سُمنة غير طبيعية، وتتركز في كامل الجسم، وليس في المناطق الأنثوية فقط، فيتحوّل جسم الفتاة إلى ما يشبه جسم البقرة ويكون ممتلئا بالشحوم في كل المناطق وهي سمنة غير مرغوبة وخطيرة على القلب”.
وعن تواطؤ بعض الأطباء البياطرة في الظاهرة، أكّد محدثنا، أن المواطنين الباحثين عن أدوية الحيوانات، يحتالون على البياطرة ويؤكدون لهم، بأن الأدوية التي سيشترونها يحتاجونها لحيواناتهم، وقال أيضا “غالبا أتفطن لهم، خاصة إذا جاءني شاب يبدو رياضيا، ويطلب شراء حليب العجول، فدائما أحذرهم من استهلاكه، وأعدّد لهم مخاطره، وأرفض بيعه لهم”.
والإشكال حسب قوله، أن هذه الأدوية والمكملات الحيوانية، باتت تباع وبصفة علنية وعلى مرأى من الجميع، في أسواق الحيوانات الأسبوعية..وبإمكان أي شخص اقتناؤها، واستعمالها للغرض الذي يريد.
وفي موضوع ذي صلة، باتت بعض الفتيات النحيفات تلجأن لشراء بعض الخلطات “المسمنة” والتي يُجهل تركيبتها، حيث أكّد أطباء وصيادلة بأن هذا الخلطات يقوم أصحابها بطحن أدوية تستعمل لفتح الشهية ولبعض الأمراض الأخرى، ويضيفونها لخلطات الحلبة والعسل وبعض الأعشاب، فعندما تستهلكها الفتاة وتُفتح شهيتها، تحسب أنّ الأعشاب ساعدتها، ولكنها تجهل أن الدواء المطحون هو من رفع وزنها وفتح شهيتها، والنتيجة أن صحتها ستكون في خطر، لأنّ بعض الأدوية المستعملة في الخلطات، تخص أمراض الحساسية والنوم والمهدئات.