أفريقيا برس – الجزائر. أعلنت مصالح الدرك الوطني بقسنطينة، في حدود مغرب الجمعة، بشرى ظهور التلميذ، أحمد رستم. ب، صاحب الـ 15 سنة، الذي استنفر كل سكان المدينة، بعد أن تحولت حادثة اختفائه إلى لغز محيّر ومأساة بالنسبة لوالديه الموظفين، اللذين أخرجاه عشية بداية امتحان شهادة التعليم متوسط، أي مساء الاثنين الماضي، لأجل شمّ النسيم في حديقة زواغي بقسنطينة، بعد أيام عصيبة من التركيز مع المراجعة، ليختفي فجأة عن الأنظار في قلب الحديقة، وهو ما أدخل والده في حالة من الذهول حتى كاد يفقد عقله إلى درجة أنه راح يتحسس مياها راكدة من نافورة في حديقة زواغي، ظنا منه أنه غرق فيها.
ولأن موعد امتحان السنة الرابعة متوسط كان قريبا جدا على بعد ساعات، انتشرت صور الطفل رستم على مواقع التواصل الاجتماعي وعجزت كل محاولات والده الذي أمضى الأيام الثلاثة من الامتحان من الثلاثاء إلى الخميس في حالة تيه، يتابع الامتحان في غياب ابنه، ويبقى المحير في القضية أن التلميذ رستم من أحسن التلاميذ دراسة وجدّية وذكاء ليس في متوسطته التي يتمدرس فيها، وإنما في كامل قسنطينة وهو ما حيّر كل من عرفه وخاصة أساتذته الذين قالوا لـ”الشروق” إن علامات رستم لا تنزل عن 18 من عشرين في كل المواد، ولا أحد شكك في إمكانية نجاحه، وكان مجرد حضوره في يوم الامتحان سيضمن له النجاح.
أما عائلة رستم، فقد نسيت الامتحان نهائيا بعد أن طال غيابه وصار همها أن تجد ابنها حيا، بعد أن ظهرت إشاعات مزقت تفكيرها، منها حتى ما تحدث عن تنقله في زورق هجرة غير شرعية. وبحسب مصادر، فإن الطفل وجد في مزرعة غير بعيد عن مكان اختفائه، وحيدا وفي حالة بدنية سيئة جدا، توحي بأنه لم ينم أبدا ولم يأكل شيئا لمدة أربعة أيام، إضافة إلى حالته النفسية البائسة التي جعلته ينسحب من امتحان مضمون نجاحه فيه وتأسفا لوالديه اللذين عاشا أياما من الهواجس والخوف.
يذكر أن مصالح الدرك الوطني في بيانها شكرت مواطني قسنطينة الذين ساعدوا في إيجاد التلميذ رستم من دون إصابته بمكروه.
ب. ع
