أفريقيا برس – الجزائر. دعت عائلات “الحراقة” الـ11 المفقودين والقاطنين بالعاصمة، السلطات العليا إلى التدخل من أجل البحث وتحديد مصير أبنائها المفقودين في عرض البحر، الذين يفترض أنهم اختفوا منذ خروجهم على متن قارب مخصص للهجرة السرية “البوطي” بتاريخ الـ17 من شهر سبتمبر المنصرم، ولم تظهر عليهم أي أخبار إلى غاية الساعة، في وقت بلغ مسمعهم أن 4 منهم من أصل المجموعة تمكنوا من النجاة مقابل وفاة اثنين، لفظتهما أمواج البحر بضواحي سواحل ولاية بجاية.
المفقودون الـ11 الذين ركبوا قارب “الحرقة” صبيحة ذات جمعة من شهر سبتمبر الماضي على أمل منهم الوصول إلى الضفة الأخرى، لم يسعفهم الحظ في تحقيق أحلامهم الوردية بإسبانيا التي تبخرت في عرض البحر بعد انقلاب القارب خلال ساعتين فقط عن انطلاقه بساحل تامنفوست قبالة بلدية برج البحري شرق العاصمة –حسب تأكيدات العائلات- ومنها عائلة ميساوي القاطنة بجسر قسنطينة في العاصمة التي تعيش منذ الحادثة أوقاتا عصيبة بسبب المعلومات الشحيحة التي تصلها منذ اختفاء “البوطي” الذي ركبه ابنها موسى رفقة أصدقائه الـ19 منتصف الشهر الماضي..
يقول أبو المعني “يحي ميساوي” والدموع تسبق كلماته، إنه لم يعد يتحمل الغموض الذي يكتنف قضية فقدان ابنه رفقة أقرانه الذين لم يظهر عليهم أي خبر، خاصة وأن 4 منهم نجوا بعد انقلاب القارب في عرض البحر، واليوم هم أحياء يرزقون وينحدرون من باب الوادي والثنية وهراوة، أما اثنان منهم فحددا ضمن أعداد الموتى بعد ما لفظتهما أمواج البحر بضواحي سواحل بجاية شرق الوطن، مشيرا أن والدة ابنه طريحة الفراش، تعيش مأساة حقيقية همها رؤية ابنها في اقرب وقت، مردفا بالقول: “قلبها مكوي بالجمر” تنتظر بين الفينة والأخرى دخول ابنها الذي لا يتعدى سنه الـ28 ربيعا، داعيا السلطات التدخل من أجل مساعدتها للبحث عنه حيا أم ميتا حتى يرتاحوا من رحلة البحث التي باشروها في كل مكان منذ الإعلان عن الحادثة. من جهتها، تقول صبرينة أخت عيسى المفقود، إن ما جرى زعزع كيان العائلة بأكملها حتى إن عائلات المفقودين الآخرين يعيشون نفس الأوضاع الصعبة فلا هم ارتاحوا من أخبار تفيد بوصولهم إلى إسبانيا ولا هم تمكنوا من إطفاء جمرة قلوبهم بوفاتهم ولا حتى أنهم ضمن الذين أوقفوا وزج بهم في السجن، داعية السلطات فتح تحقيق في القضية التي اعتبرتها اللغز الذي حيرهم، خاصة وأن المعلومات التي تصلهم متضاربة وغير متطابقة ما خلف في نفوسهم الكثير من الريبة وعلامات الاستفهام .