عدوى بالوعات الصرف الصحي داخل السكنات أخطر من فيروس كورونا

26

أقدم العديد من قاطني أقبية سوريكال في باب الزوار أمس، على تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الدائرة الإدارية للدار البيضاء، في وقت نقل هؤلاء احتجاجهم إلى الطريق المؤدية باتجاه المطار للتعبير عن نفاد صبرهم بعد تبخر كل الوعود الممنوحة من طرف المسؤولين المتعاقبين بشأن ترحيلهم، وهم من قضوا أكثر من 35 سنة داخل أقبية العمارات محولة حياتهم إلى جحيم حقيقي نظير الأوضاع المعيشية بما يشبه حياة الكهوف، فلا راحة نفسية ولا صحية، واصفين خطر بالوعات الصرف الصحي داخل سكناتهم بالأخطر من فيروس كورونا.

وقال المحتجون الذين تحدثوا لـ”الشروق”، إن صبرهم نفد بعد طول انتظار دام لسنوات منذ انطلاق عملية الترحيل الأولى المبرمجة من طرف ولاية الجزائر سنة 2014، مشيرين إلى أن لجوءهم إلى غلق الطريق لإسماع أصواتهم للمسؤولين الذين يتلاعبون بتمرير ملفاتهم في كل مرة ويتحججون بأمور لا أساس لها من الصحة على الرغم من أن فئة الأقبية كانت الولاية قد أعطت لها الأهمية في عمليات الترحيل رفقة الأسطح.

ولم يخل الاحتجاج من بعض المناوشات لضبط الوقفة التي أرادها هؤلاء أن تكون مدوية حتى تأخذ حقها غير مبالين بانتشار فيروس كورونا، حيث أكدوا في الشأن أن الأخطار الصحية محدقة بهم داخل الأقبية نظير التواجد المستمر لبالوعات الصرف الصحي داخل سكناتهم، فهم عرضة للفيروسات كل يوم أما كورونا بالنسبة لهم فهي تعيش بداخلهم وبقربهم، فهم يموتون في اليوم ألف مرة.

فترة أكثر من 35 سنة قضتها ما يناهز 800 عائلة تحت غطاء الأقبية، تعد أسوأ مرحلة عاشها هؤلاء، لغياب أدنى شروط الحياة الكريمة حتى أن بعضهم فقد أبناءه بطرق مختلفة بعدما غمرتهم مياه الأمطار التي تسربت بشكل كبير دون ذكر انفجار بالوعات الصرف الصحي وهناك من لقي حتفه بسبب لسعات الجرذان، ناهيك عن أمراض الحساسية والربو التي فتكت بأجساد أبنائهم نظرا للرطوبة مقابل غياب نوافذ للتهوية كلها مشاكل وأخرى دفعت بالمحتجين التعجيل بترحيلهم وإدراجهم ضمن العمليات المقبلة بعد تأجيل دام لسنوات. يذكر أن ممثلي عن الحي استقبلوا من طرف الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للدائر البيضاء من اجل طرح انشغالهم ومعرفة رد الإدارة بالمقابل.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here