غزة: “موقف الجزائر حذر”

8
غزة:
غزة: "موقف الجزائر حذر"

أفريقيا برس – الجزائر. يرى محللون، اتصلت بهم “الخبر” لتقديم قراءة لبيان وزارة الخارجية الأخير، أن موقف الجزائر من وقف إطلاق النار في غزة، الصادر أمس الخميس، ارتكز على مبادئ إنسانية وقانونية راسخة، مجمعين على أن الجزائر لم تتعامل مع الهدنة كغاية، بل كمرحلة أولى نحو حل جذري للقضية الفلسطينية واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

في هذا السياق، قال رشيد علوش، الباحث في الشؤون الاستراتيجية، إنّ “وقف إطلاق النار الفوري في غزة مثّل للجزائر خطوة أولى نحو إنهاء العدوان والمقتلة والإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني طيلة أكثر من 700 يوم”، موضحا أنّ هذه الخطوة ينبغي أن “تعقبها خطوات حاسمة، أهمها التشديد على ضرورة وجود ضمانات تلزم الكيان المحتل بعدم العودة للحرب، مع أهمية تسريع عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وصولا إلى إعادة توطين النازحين في مناطقهم التي هجّروا منها بفعل آلة التدمير الإسرائيلية”.

وأضاف علوش أنّ الجزائر “دعت أيضا إلى إدخال المساعدات الإغاثية بصفة مستعجلة، ومن دون أي عراقيل أو شروط مسبقة، لأن حالة المجاعة والمعاناة المستفحلة في القطاع لا تنتظر التأجيل”، مشيرا إلى أنّ “هذه الأولويات الملحّة تبنتها الجزائر في سياق موقفها، ورافعت لأجلها منذ بداية حرب الإبادة، وخاضت في إطارها معارك دبلوماسية في مجلس الأمن الدولي”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنّ الجزائر “تنظر إلى الوقف الفوري لإطلاق النار باعتباره مرحلة حاسمة في مسار نضال الشعب الفلسطيني في معارك صموده وتشبثه بأرضه، ودعما لحقه في سبيل نيل حقوقه الوطنية المشروعة لإقامة دولته التي ستكون الحل الدائم والنهائي للقضية الفلسطينية”.

كما ذكّر المتحدث بأنّ “الرئيس عبد المجيد تبون كان قد جدّد التأكيد على هذا الموقف في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2023، حين شدّد على أولوية الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة مركزية في مسار بناء السلام بالمنطقة”.

ومن جانبه، أوضح خالد خليف، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، أنّ “بيان الخارجية جاء متوازنا من الناحية الموضوعية وحذرا في الوقت نفسه لعدة اعتبارات”.

وبيّن خليف أنّ “الحذر نابع من عدم التزام الاحتلال الصهيوني في عديد المرات بدعوات الهدنة ووقف إطلاق النار المتفاوض عليه أو الذي فرضته المجموعة الدولية، وبالتالي تدرك الجزائر أنّه لم يتغير الكثير في إلزامية أن تتوقف الحرب اليوم أكثر مما كانت عليه قبل أشهر أو سنة”.

وأضاف أنّ “الحذر يرتبط أيضا بعدم ثبات الموقف الأمريكي الذي يرعى وقف إطلاق النار منذ الأشهر الماضية، وهذا ما يتجلى سواء في تصريحات الرئيس الأمريكي أو مساعديه أو في بيانات الخارجية الأمريكية”.

كما نبّه خليف إلى أنّ “الدبلوماسية الجزائرية تدرك كذلك أن عقبات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار كثيرة، ربما لا تظهر في بداية المرحلة الأولى، لكن مع تسارع الوقت وضغط الأطراف سنرى عراقيل على أرض الميدان، خاصة ما تعلّق بسير التدفق القوي والمنتظم للمساعدات الإنسانية التي هي أكثر من ضرورة لقطاع غزة، إضافة لتفاصيل تتعلق بقوائم الرهائن والمحتجزين”.

أما عبد الرزاق صاغور، أستاذ العلوم السياسية، فقد أكد أنّ “موقف الجزائر كان دائما واضحا ومعلنا، يقوم على ما توافق عليه المقاومة وما من شأنه إيقاف الإبادة”.

وأضاف صاغور أنّ “الموقف الذي دافعت عنه الجزائر في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتمثل في الاعتراف بدولة فلسطين، يجعل من المفاوضات الحالية منسجمة تماما مع مطلبها الثابت وهو وقف المجازر على غزة”.

وختم صاغور بالقول إنّ “الجزائر كانت تاريخيا تدافع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، ولهذا فإن موقفها اليوم لا يختلف عن موقف الشعب الفلسطيني، بل يعبر عنه في المحافل الدولية بكل وضوح وثبات”.

المصدر: الخبر

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here