أفريقيا برس – الجزائر. تضاعف السلطات الصحية في الجزائر، جهودها لإقناع الجزائريين بجدوى التلقيح ضد الفيروس التاجي كوفيد 19، وسط موجة وبائية ثالثة حادة وتزايد القلق حيال انتشار طفرة “دلتا” التي تهدد بانتكاسة خلال الشهور المقبلة .
في سياق انخراطها في الجهود المبذولة للدولة لتحقيق الأهداف المسطرة لعملية التلقيح الوطنية ضد الفيروس التاجي “كورونا”، شرعت المديريات الولائية للصحة في المدن الساحلية في تنفيذ إجراءات عملية جديدة ترمي إلى تقريب الحملة التلقيحية لفائدة زوار الشواطئ والمصطافين، حيث تحركت وحدات طبية متنقلة تشكل قوافل ميدانية تحط يوميا بالشواطئ المرخصة لها بالسباحة في المدن الساحلية، بغرض توسيع دائرة التلقيح وتكثيفها لتشمل الفئات التي لم تأخذ جرعاتها من اللقاحات في ظل توافر اللقاح الذي نجحت الجزائر في كسب رهانه اعتمادا على “دبلوماسية اللقاحات” التي نجحت فيها، بحصولها على 1 مليون لقاح “سينوفارم الصيني” المضاد للجائحة .
وتهدف الحملة الميدانية لتلقيح الأشخاص البالغين من العمر 55 إلى 60 عاما فما فوق، والذين تعذر عليهم الحضور إلى مراكز التلقيح لعدة أسباب، وشملت العملية التطعيمية فئات عمرية أخرى ما بين 45 و50 عاما، كما لوحظ أطباء يعرضون اللقاح على فئات شبابية كون أن الطفرات المتحورة لا تفرق بين طاعن في السن وصغير، وتم في هذا السياق، تجنيد أطباء وأطباء نفسانيين وكوادر في قطاع الصحة، يؤدون دورا تعبويا لإقناع المصطافين بحتمية التلقيح كواجب وطني للمساهمة في جهود كبح انتشار الفيروس، مع انخراطهم في حملة توعية لإقناع المواطنين بالعودة إلى التقيد بقواعد السلامة الصحية واحترام البروتوكول الصحي الذي أقرته الدولة، لتفادي وقوع انتكاسة وبائية جديدة، خاصة في ظل اكتشاف سلالات متحورة بالبلاد.
وتراهن المصالح الصحية على الشواطئ لمضاعفة حملة التلقيح وعدم اختزالها في قاعات ومراكز الصحة، لأنها تتوقع أن تشهد شواطئ الوطن، إنزالا بشريا هذه السنة، بعد تدابير الغلق التي خضعت لها بعض الشواطئ في مدن ساحلية العام الماضي بسبب الوضع الصحي الخطير الذي كانت عليه الجزائر في الصيف الماضي .
ووفق تصريحات رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية مستغانم، فإنه تقرر توسيع تغطية حملة التلقيح باستهداف الشواطئ والمنتجعات الساحلية والفنادق لتوسيع رقعة التلقيح، ودفع المواطنين إلى الإقبال على برنامج التطعيم، من أجل تحقيق المناعة الجماعية.
وخاضت الأطر الصحية في الجزائر، حملة مماثلة قبل أسابيع باستهداف المواطنين المسنين غير القادرين على التنقل إلى مراكز التلقيح، بتشكيل وحدات طبية انتقلت إلى منازل طريحي الفراش للتلقيح، كون أن المصابين بأمراض مزمنة صنفوا إلى جانب الموجودين في الصفوف الأمامية، ضمن طليعة الملقحين .
ومن المرجح أن تعرف الحملة الوطنية للتلقيح، تخفيضا في سن المواطنين الذين سيتلقون الجرعات إلى ما دون الأربعين عاما، وبالتالي فإن كل الجزائريين معنيون بالتلقيح دون استثناء وذلك مع تزايد المتوفر من الجرعات.
أما على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في الجزائر، فإن هناك ولايات أعلنت عن حالات طوارئ على مستوى مستشفياتها في ظل الارتفاع القياسي لعدد الإصابات، وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة مستويات مقلقة بعديد الولايات.