لوموند: على الرغم من الانقسامات.. أوروبا وأفريقيا تضعان أسس علاقة جديدة

4
لوموند: على الرغم من الانقسامات.. أوروبا وأفريقيا تضعان أسس علاقة جديدة
لوموند: على الرغم من الانقسامات.. أوروبا وأفريقيا تضعان أسس علاقة جديدة

أفريقيا برس – الجزائر. قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن القمة السادسة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي استطاعت أن تنعقد دون أن يشوش عليها الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد جمع المنتدى رفيع المستوى في بروكسل حوالي 70 رئيس دولة وحكومة والعديد من المؤسسات متعددة الأطراف، تضاعفت فيه الدعوات إلى التعاون بين القارتين، رغم التاريخ المؤلم أحيانا بين الطرفين إلا أنهما يريدان الآن تجاوزه، حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان غالبا ما أعرب عن رغبته في “إعادة بناء العلاقة” لجعلها حوارا بين طرفين متساويين.

وبينما لم يتلق لقاح كورونا سوى 11% من الأفارقة بداية شهر فبراير/ شباط، تم مطولا مناقشة سبل استمرار جهود التطعيم وخاصة على تنمية القدرات الأفريقية لإنتاج اللقاحات والأدوية.

ومن هنا، سيجمع الاتحاد الأوروبي 300 مليون جرعة لأفريقيا بحلول هذا الصيف لتصل تبرعاته إلى 450 مليون جرعة إجمالاً. كما يريد الاتحاد الأوروبي تخصيص 425 مليون يورو كمساعدات لتسريع حملات التطعيم من خلال دعم توزيع الجرعات، الأمر الذي قد يشكل تحديات لوجستية.

ومن جانبها، حددت منظمة الصحة العالمية الدول الست الأولى التي ستستفيد من برنامج عالمي لتصنيع لقاحات الحمض النووي الريبي، ويتعلق الأمر بجنوب أفريقيا ومصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وتونس.

الهدف هو تمكين أفريقيا في عام 2040 من تصنيع 60% من اللقاحات التي تحتاجها بنفسها مقارنة بنسبة 1% فقط اليوم.

رفع براءات الاختراع

رحب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بهذه القرارات، لكنه استمر في المطالبة برفع براءات الاختراع من شركات الأدوية الغربية، وهو ما سيتم مناقشته الربيع المقبل.

موضوع آخر لم تفصل فيه أوروبا بالمدى الذي كان يريده الأفارقة، إذ إن الإعلان الختامي يدعو فقط إلى “مساهمات طوعية وطموحة” من الدول الأوروبية، من أجل تخصيص حقوق خاصة للأفارقة من أجل سحب استثنائي من صندوق النقد الدولي لمواجهة آثار وباء كورونا.

حتى الآن أعاد الأوروبيون توزيع 13 مليار دولار “فقط” من حقوق السحب الخاصة من أصل 60 مليار دولار أعادت تخصيصها جميع البلدان الغنية، وهو مستوى أقل من هدف 100 مليار دولار الذي وعدوا به.

مشاريع بقيمة 150 مليار يورو

ومع ذلك ، أكدت أوروبا عزمها على تخصيص ما مجموعه 150 مليار يورو، على شكل منح وقروض وضمانات عامة واستثمارات خاصة ناتجة عن هذه الحوافز العامة لأفريقيا في الفترة ما بين 2027-2021، أي ما يمثل نصف ميزانية مبادرتها الجيوسياسية التي تهدف إلى مواجهة مشروع طريق الحرير الصينية الجديدة والدبلوماسية العدوانية لروسيا في المنطقة لا سيما في منطقة الساحل.

سلط الاتحاد الأوروبي الضوء أيضا وبشكل ملحوظ على سلسلة من “المشاريع الرئيسية” التنموية، على سبيل المثال قدرات إنتاج الهيدروجين، وحاضنات المشاريع الرقمية، والإنجازات البيئية لتثبيت التربة.

الاستقرار

ويهدف الاتحاد الأوروبي، من خلال تنمية اقتصادية ومجتمعية أفضل، إلى تحقيق الاستقرار في القارة التي اهتزت مؤخرا على وقع العديد من الانقلابات. وقد التزم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التزما “بمنع الهجرة غير النظامية” ومحاربة الاتجار بالبشر. كما يريد الطرفان أيضا إحراز تقدم في قضية عودة المهاجرين غير الشرعيين في الاتحاد الأوروبي إلى بلدانهم الأصلية.
آليات متابعة

شدد شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي وهو خبير كبير في الشؤؤن الأفريقية، على أنه تم التخطيط لآلية مراقبة كل ستة أشهر لضمان أن “تؤدي هذه المشاريع إلى نتائج ملموسة”. وأضاف أنه في غضون سنوات قليلة فقط سنتمكن من تحديد ما إذا كانت قمة بروكسل هذه قد نجحت بالفعل في “تغيير برنامج” العلاقة الأوروبية الأفريقية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here