تواصل مصالح أمن دائرة سيدي عيسى بالمسيلة، التحقيق في قضية اختطاف الطفلة خولة، ومن المرتقب إحالة المشتبه فيهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي عيسى نهار الأحد، حسب المعلومات الأولية المتحصل عليها من مصادر موثوق فيها. وحسب مصادرنا، فإن 6 مشتبه فيهم غالبيتهم من ذوي السوابق العدلية، يجري الاستماع إلى أقوالهم، إضافة إلى آخرين قد تكشف عنهم مجريات التحقيق سواء كمتهمين أو كشهود.
وبالعودة إلى حيثيات القضية التي اهتز لها سكان المنطقة والرأي العام المحلي، تعود اثر اختفاء الفتاة “خولة.م” البالغة من العمر حوالي 11 سنة، في ظروف غامضة، بعد ما اتجهت نحو أحد المحلات التجارية الواقع بحي محمد بوضياف، لاقتناء بعض الحاجيات، أثناء تواجدها رفقة البعض من أفراد عائلتها في وليمة زواج، في حدود الساعة الخامسة والنصف مساءً، إلا أنها تأخرت في العودة، رغم أن المسكن قريب، وهو الأمر الذي أثار شكوكا حول إمكانية إصابتها بسوء، وبعد فترة من الانتظار والترقب على أمل عودتها، ومع دنو غروب الشمس، تضاعف الخوف لدى الأهل الذين، سارعوا حسب جهات محلية، إلى تبليغ مصالح الشرطة الذين باشروا على الفور تحقيقا وأبحاثا في عدة أحياء وتجمعات سكانية بالتنسيق مع مصالح الدرك وكذا العشرات من المواطنين الذين هرعوا من كل الجهات للبحث عنها، ونشر صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتواصل البحث إلى غاية الساعات الأولى من اليوم الموالي لليلة الجمعة، أين عثر عليها داخل مسكن وفي صحة جيدة ودون أن تتعرض لأي مكروه أو اعتداء، ماعدا أصابتها بذعر وهلع بالنظر إلى صغر سنها، وتم نقلها إلى غاية مقر أمن الدائرة وسط حضور المئات من المواطنين والمتضامنين، من سكان المدينة وسط فرحة كبيرة بعودتها سالمة بعد ليلة من البحث.
وذكرت مصادرنا، بأن المشتبه فيهم قاموا بتحويل الضحية مثلما سبق ذكره على متن مركبة نفعية، ملك لشخص آخر، وحولوها إلى مسكن أحد الأصدقاء. وبخصوص خلفيات ودوافع هذا الفعل، تفيد المعلومات المتوفرة بأنها أسباب انتقامية، خاصة وأن المشتبه فيهم الرئيسيين مسبوقون قضائيا ولديهم خلافات سابقة بينهم وبين أحد أقارب الفتاة، بينما أشارت جهات أخرى إلى خلفيات لا تزال محل تحقيق، لتبقى التحقيقات التي باشرتها الجهات الأمنية المختصة كفيلة بإزالة الغموض واللبس وكشف كل الحقائق بخصوص هذه الحادثة التي تتزامن مع المصادقة على مشروع قانون لحماية الأطفال من حالات الاختطاف والإبعاد وجرائم القتل وغيرها وتشديد العقوبات على خاطفي الأطفال والمنكلين بهم والتي تتراوح ما بين المؤبد إلى الإعدام وهو المشروع الذي سيعرض اليوم على مجلس الوزراء، بعد المصادقة عليه من قبل نواب غرفتي البرلمان.
وفي السياق ذاته، أثنى مواطنون في حديث مع “الشروق اليومي”، على الجهود المبذولة من قبل قوات الأمن واحترافيتهم العالية في عملية البحث والتمشيط واستغلال كل الوسائل والإمكانيات المتاحة في ايجاد الطفلة خولة والإطاحة بالجناة. ومن جانبه والد خولة الذي يشهد له الكل بالطيبة وحسن الأخلاق والصفات الحميدة، باعتباره لاعب سابق في كرة القدم، ويشتغل حالياً في مجال التجارة في الخضر والفواكه، ومحبوب لدى “العواسيين”، نفى أي صلة بالمشتبه فيهم أو معرفتهم.