أفريقيا برس – الجزائر. أسرت مصادر عليمة لـ”الشروق” أن مصالح ميناء وهران أعلنت حالة طوارئ مساء الاثنين بعد عثور فرق مختصة في ذات المؤسسة المينائية، على مواد بيضاء غريبة داخل كثير من الحاويات من سعة 20 قدما، كانت مسجلة على أنها تحمل مواد مستوردة تتعلق بمادة مسحوق الحليب “بودرة الحليب المستورد”، حيث سارعت المصالح المكلفة بدوري الرقابة والفحص، إلى منع تفريغ كل ما كانت تحمله الحاويات القادمة من خارج الوطن إلى ميناء وهران.
وأصدرت المصالح المختصة، تعليمات حازمة بمنع تفريغ هذه الحاويات وتشميعها مع اقتطاع عينات منها لمعرفة مصدر هذه المادة بيضاء اللون، التي كانت على متن حاويات قادمة من الخارج على أساس أنها “بودرة حليب”، لكن تثير جهات تشتغل على الملف، عدة شكوك أنها مادة مشبوهة بيضاء اللون، وحسب ما ذكرته المصادر، فإن المحققين يعملون لكشف نوعية هذه المادة مع انتظار نتائج العينات المقتطعة التي حولت إلى مخبر مختص في التحاليل المخبرية وإخضاع المادة للتجارب في آن واحد.
وتشير المعطيات الواردة إلينا، أن التحقيقات تعكف على تحديد المسؤوليات في استيراد مواد كان يفترض أن تكون “بودرة حليب” تم الترخيص لمؤسسة جزائرية باستيرادها، وتبين المعلومات أن الجهات المختصة لم توجه أصابع الاتهام إلى أي جهة لحد الآن، كونها تتحين ظهور نتائج تحاليل العينة.
هذه الحادثة قد تكون الثانية من نوعها على مستوى ميناء وهران، إذا ما تأكد أنها مادة مشبوهة مستوردة من الخارج، وذلك بعد العثور على جثة خنزير نافق في حمولة قمح مستورد من فرنسا بالجزائر وذلك عند تفريغ حمولة إحدى الشحنات بوزن أكثر من 2680 قنطار من القمح اللين بمخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالمنطقة الصناعية في ولاية سعيدة قادمة من ميناء وهران.
وعلى اثرها، تم تبليغ الهيئات المعنية، منها مصالح مديرية التجارة لولاية سعيدة والأمن الوطني والدرك الوطني لمعاينة المنتج المستورد، على متن باخرة أبحرت من ميناء روان الفرنسي، بعد استقبال شحنات القمح اللين انطلاقا من ميناء وهران إلى سعيدة منذ تاريخ 12 جوان الجاري. وقد تم وقتها اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية من طرف الهيئات المعنية، حيث تم تشميع مخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة بسعيدة خوفا من استهلاك ذات السلعة. وتم إعادة ذات الشحنة إلى ميناء وهران من خلال محضر رسمي، حيث تقرر توقيف عملية تفريغ الشحنة من القمح المستورد.
