معلمة قرآن مريضة بالسرطان تُطرد إلى الشارع في رمضان

6
معلمة قرآن مريضة بالسرطان تُطرد إلى الشارع في رمضان
معلمة قرآن مريضة بالسرطان تُطرد إلى الشارع في رمضان

أفريقيا برس – الجزائر. بدل أن يحظى أهل الله وخاصته بالتقدير والتكريم، تفيض قصة معلمة القرآن ڨسايمي شريفة بالمآسي، فخدماتها الجليلة قوبلت بالنكران، وهي التي أمضت 17 سنة في تعليم القرآن الكريم، تطوعا، لتجد نفسها ونحن في شهر الرحمة تعامل بلا رحمة وتطرد إلى الشارع، وتتشرد رفقة طفليها اليتيمين، ووالديها اللذين بلغا من الكبر عتيا.

تهيب حافظة كتاب الله تعالى، الأرملة شريفة “42 سنة”، برئيس الجمهورية ووزير الشؤون الدينية ووالي البليدة، منحها سكنا يؤويها بعد طردها من قبل صاحب الأرض التي كانوا يقيمون فوقها سكنا هشا، وهي المعلمة التي كان لها الفضل في تكوين الآلاف من الطالبات اللواتي لقنتهن القرآن وبأحكام التجويد كاملة، رغم أن السرطان ينخر جسدها بيد أن دورها في الحصول على سكن اجتماعي قد يأتي وقد لا يأتي.

وبين الألم والحزن والبكاء والحسرة والانتظار والاستسلام والمقاومة والتفكير في لحظة الرحيل أو الأمل في الشفاء، تمضي “الشريفة” يومياتها بين المكاتب تستجدي المسؤولين، فملف السكن الذي أودعه المرحوم زوجها يعود لسنة 2008، فبعد وفاته إثر صراعه مع المرض هو الآخر منذ خمس سنوات عادت الشريفة رفقة طفلة وطفل يتيمين أكبرهما لا يتعدى 12 سنة، لتتقاسم مع والديها المسنين غرفة مظلمة إلى جانب الجرذان.

تقول المعلمة شريفة بوجه شاحب أعياه المرض وجرعات العلاج الكيمياوي وبنبرة يأس، إنها لم تتمنى يوما أن تصل بها الأمور حد القنوط واليأس، إلا أن صبرها نفد، فزوجها عليه رحمة الله كان قيد حياته عاطلا عن العمل ومصابا بداء الصرع، وهي اليوم تعيش على دراهم منحة ذوي الأمراض المزمنة، التي تتقاضها إذ لا تتعدى 7000 دج وتقف عاجزة عن استئجار ولو غرفة.

تضيف شريفة أن الحياة همشتها وسدت في وجهها الأبواب والدنيا أظلمت في عينيها ورغم ظروفها الصحية المتعبة ومتاهة التشرد، فهي لا تتخلف عن حصص تحفيظ القرآن بمسجد الفرقان ببلدية موزاية إلى الغرب من ولاية البليدة، لترشد طالباتها إلى طريق الله دون أن تبغي من أحد جزاء ولا شكورا، وبحسب تصريحات شريفة: “نصطدم في كلّ مرّة بالإقصاء بالرغم من تصنيف وضعنا ضمن الحالات الخاصّة ومعايير الاستفادة من السكن تتوفر فيها الجنة السكن التي زارتها مرتين تأثرت كثيرا لحالها حيث وقفت على ظروفها الصحية ومكان إقامتها المزري، إلا أنها لم تكن يوما ضمن قوائم المستفيدين منذ 16 سنة تاريخ إيداع زوجها رحمه الله ملف طلب السكن.

وتحظى السيدة شىريفة ڨسايمي بسمعة طيبة بمدينتها وخارجها لدرجة أن الأولياء يرغبون في أن يتتلمذ أبناؤهم على يدها ليضعوهم على قاعدة صلبة بداية من سنواتهم الاولى بالمدرسة القرآنية حيث تعمل، وقد لاقت قضية طردها إلى الشارع وابنيها اليتيمين، خاصة أنها تعاني الداء الخبيث، تفاعلا واسعا بمدينة موزاية، ولحد الساعة لا تزال تتنقل بين المكاتب راجية عطفهم، علهم ينظرون لغبنها ويرأفون لحال أرملة دون مأوى تفترس الأرض وتلتحف السماء برفقة أيتامها ووالديها الطاعنين في السن، وتقول محدثتنا إنها “تواجه محنتها لوحدها معتصمة بحبل الله تحت ظل عرشه العظيم، وتدعو أن يسخر الله لها من يكون عونا لها يؤازرها وهي التي تضع نصب عينيها صورة طفليها اللذين لا يزالان صغيرين وبحاجة لأمهم وبحاجة لسقف يؤويهما، مطالبة بتدخل المسؤولين كما تهيب بالمحسنين لانتشالها من حالة التيه والتشرد التي لم تقو على تحملها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here