الجزائر – افريقيا برس. تعتبر المباراة التي بُرمجت لسهرة الجمعة، بين “الخضر” ونيجيريا في النمسا، من أهم المباريات الودية بالنظر لقيمة “النسور الممتازة” على الساحة العالمية، وأكيد أن مباراة المكسيك أيضا التي ستلعب في هولندا، ستكون مهمة وقد يبقى الناس يذكرونها لزمن طويل.
إذا كانت مباريات فريق جبهة التحرير الوطني ذات أبعاد سياسية أكثر منها رياضية قبل الاستقلال، فإن المنتخب الجزائري بعد الاستقلال باشر البحث عن المباريات الودية ليدخل أجواء الكرة من بابها الواسع، وكانت أهم مباراة لعبها في الفاتح من سنة 1964 أمام منتخب ألمانيا الغربية الذي كان يضم بعض اللاعبين الكبار وعلى رأسهم المهاجم زيلر وكارل هينز شنيلينغر، واحتضن ملعب العناصر أو 20 أوت حاليا، المباراة التي فاز فيها “الخضر” بهدفين نظيفين، ويذكر الجزائريون تلك المباراة لأنها أنجبت بعد 18 سنة مباراة كبيرة هي أيضا، والأولى في كأس العالم 1982 وفاز فيها “الخضر” بهدفين مقابل هدف، ويذكرون مباراة لُعبت بعد نصف قرن بالتمام والكمال في البرازيل 2014 وفازت بها ألمانيا بهدفين مقابل واحد، بعد الوقت الإضافي، وهي آخر مباراة في كأس العالم لـ”الخضر”، ومنتخب ألمانيا الذي خسر أمامهم هو نفسه الذي وصل إلى نهائي كأس العالم في إنجلترا 1966 وخسر أمام البلد المضيف برباعية مقابل هدفين بأخطاء من الحكم.
في جوان 1965 رفع الجزائريون السقف عاليا واستقبلوا في ملعب وهران العتيق منتخب البرازيل وهو صاحب كأس العالم في الشيلي 1962 وكان يُحضّر للدفاع عن لقبه في مونديال إنجلترا، وكانت المواجهة من طرف واحد حيث فاز رفقاء بيلي بثلاثية نظيفة، وتوالت بعد ذلك المباريات الودية والتي كانت تلعب جميعا في الجزائر، وخاصة أمام أندية مثل مانشستر يونايتد وتوتنغهام فوريست وبايرن ميونيخ، فبالنسبة للمباراة الأخيرة أمام النادي البافاري فقد لعبت على بساط 5 جويلية المعشوشب اصطناعيا بداية 1980 وانتهت بالتعادل السلبي.
وتبقى أهم المباريات الودية تلك التي سبقت منافسة كأس العالم 1982 حيث حضر بعضها ما لا يقل عن مئة ألف متفرج، ومنها التعادل الإيجابي بهدف لمثله أمام بيرو، في مباراة رفعت معنويات الجزائريين خاصة بعد الأداء الكبير، لأن بيرو بعد أربعة أيام انتصروا على فرنسا في عقر ديارها بهدف نظيف، ثم فازوا على منتخب إيرلندي صعب بهدفين مقابل صفر، وأنهوا مباريات التحضير بالفوز على ريال مدريد قبل أيام من المونديال أمام 100 ألف مناصر بهدفين مقابل واحد، وفي هذه الوديات سجل ماجر ثلاثة أهداف وعصاد هدفا وبويش هدفا آخر.
إلى هنا كانت غالبية المباريات تقام في الجزائر، بدعوة من الاتحاد الجزائري، وتبقى أولى أهم وأشهر المباريات الودية التي مازالت راسخة في الذاكرة تلك التي لعبت في فرنسا في السابع من أكتوبر من سنة 2001، حيث قاد ماجر المدرب فريقه إلى باريس لمواجهة بطل العالم منتخب فرنسا، وفاز الفرنسيون برباعية مقابل واحد من تسجيل جمال بلماضي، ولكن أنصار “الخضر” الذين تفوقوا على الفرنسيين في العدد والحماس اقتحموا الملعب وتوقفت المباراة قبل ربع ساعة من نهايتها، وبقي الحديث عن مباراة الرد في الجزائر، وقد تكون في سنة 2021 خلال تدشين ملعب براقي أو ملعب وهران أي بعد عشرين سنة من مباراة الذهاب، مع التذكير بأن أهداف فرنسا تم تسجيلها من طرف كانديلا وبوتي وتيري هنري وبيراس، ثلاثة منها في الشوط الأول، وجاء هدف بلماضي من مخالفة مباشرة في آخر دقيقة من الشوط الأول.
ومن أهم المباريات الودية التي لن ينساها الجزائريون تلك التي لُعبت في برشلونة في جوان 2007 أمام الأرجنتين، حيث كان ميسي يافعا وفازت الأرجنتين بصعوبة برباعية مقابل ثلاثة وبعد أيام قليلة طار “الخضر” إلى ليون الفرنسية، وواجهوا منتخب البرازيل وخسروا أيضا أمامه بهدفين نظيفين، وإذا كانوا حينها بعيدين عن الحدث من دون مونديال ولا حتى المشاركة في أمم إفريقيا، فإنهم بعد سنتين أي في خريف 2009 حققوا التأهل التاريخي في أم درمان على حساب الفراعنة وعادوا إلى المونديال، ويريدون الآن العودة إلى مونديال قطر بوديات قوية باشروها بمنتخبي كولومبيا ونيجيريا وسيتبعوها بمواجهة المكسيك.
ب.ع