هذه هي أهم الملفات التي تقف وراء الاحتجاجات بالجنوب

6
هذه هي أهم الملفات التي تقف وراء الاحتجاجات بالجنوب
هذه هي أهم الملفات التي تقف وراء الاحتجاجات بالجنوب

أفريقيا برسالجزائر. مرة أخرى وبأكثر حدة وانتشارا هذه المرة، عاشت أغلب ولايات الجنوب، في الأيام الأخيرة أحداث تعتبر الأولى بهذا الحجم، جراء التراكمات التي نجمت عن تسيير بعض الملفات الهامة في حياة الساكنة، وبالخصوص من فئة الشباب، فقد كان ملف التشغيل الأكثر أهمية وأولى المطالب بعد أن عجزت مختلف الهياكل المكلفة بهذا الملف عن زرع الثقة بين فئات البطالين والمؤسسات التشغيل، وعلى رأسها وكالات التشغيل.

ورغم التغيير الذي عرفته هذه الهياكل سوى من خلال المسؤولين الذين يتم تغييرهم تباعا، أو من خلال إضفاء أنظمة تسجيل شفافة للبطالين، في منظومة تسيير اليد العاملة بالجنوب، التي على رأسها نظام الوسيط، فقد بقيت التراكمات والاحتجاجات تلاحق مُسيري قطاع التشغيل ومسؤولي وكالات التشغيل، بسبب ما يصفه البطالون بالضبابية وحديث عن المحاباة في التوظيف، خصوصا ما تعلق بالمناصب التي تفتح مرارا على مستوى المؤسسات البترولية، التي تقع أغلبها تحت مسؤولية مجمع سوناطراك، وكذا المؤسسات التي تنشط في إطار نظام المناولة، مع هذه الأخيرة، فعدد المناصب المفتوحة أقل بكثير من أن تستجيب للطلب المعبر عنه وسط البطالين، حيث يتداول الحديث عن التوظيف بطرق ملتوية، وأخرى تسودها شروط تعجيزية لامتصاص البطالة وسط الشباب، منها فرض شروط غير متوفرة وسط البطالين، حتى في المناصب التي لا تتطلب تأهيلا أو تخصصا هاما، مثل مناصب الأعوان المهنيين العاملين داخل المؤسسات، كالحراس والسائقين وحتى المكلفين بأعمال الصيانة البسيطة.

في جانب آخر يسود الإعتقاد أن الملف برمته لا يلقى متابعة جادة رغم الاهمية التي يكتسيها خلال السنوات الأخيرة كونه أحد العوامل التي تهدد الأمن العام بالجنوب، كما تشهده المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وزاد من هذا الوضع عدم تدخل أي جهة بما في ذلك الدائرة الوزارية المعنية ممثلة في وزارة العمل والتشغيل، لامتصاص التشنج العارم في الشارع، وهو ما زاد من إطالة أزمة خروج الشارع وتحوله إلى فضاء للتعبير عن الرفض العارم حيال تسيير ملف التشغيل بولايات الجنوب، خصوصا على مستوى الولايات التي تعرف بكونها ولايات بترولية على غرار ورقلة، ايليزي، عين صالح غرداية وغيرها، وهو ما يفسر تركز الاحتجاجات بأكثر حدة في تلك المناطق.

المطالب التنموية تدخل ضمن مطالب المحتجين الاحتجاجات

رغم أن الشرارة التي تسببت في الأحداث الأخيرة، كان وراءها سبب رئيسي، وهو تفشي البطالة وسط الشباب، إلا أن الاحتجاجات كانت فرصة لإثارة العديد من المطالب والتراكمات التي تعرفها عدد من الملفات الأخرى، بينها المطالب التنموية والخدماتية، ومن ذلك، ملف السكن، فولايات الجنوب تعرف، رغم كل الجهود المبذولة، بطئا كبير في مسايرة البرامج السكنية لمطالب الساكنة خصوصا بالنسبة للبرامج السكنية الاجتماعية، وحتى الإعانات الموجهة للبناء الريفي، والتجزئات الاجتماعية، التي يجري تسييرها، وفق الكثير من المحتجين، بطرق بيروقراطية وثقيلة، يرافقها ضعف الحصص السكنية المنجزة لأسباب عديدة.

في جانب آخر كان للتغطية الصحة حصة هامة من المطالب بسبب ضعف الهياكل الصحية وغياب التخصصات وبطء إنجاز الهياكل الصحية المسجلة منذ فترة لفائدة ولايات الجنوب، فولايات على غرار ورقلة ايليزي، لا تزال تنتظر إنجاز المستشفى الجامعي بورقلة الموعود منذ سنوات، والأمر ذاته بالنسبة لمستشفيات لم تنطلق بها الأشغال بكل من ايليزي وجانت، وأخرى انطلقت بها الأشغال وهي في مراحلها الأخيرة، غير أنها أصبحت ضمن المشاريع المعطلة رغم أهميتها في تخفيف معاناة التنقل لولايات الشمال بحثا عن العلاج المتخصص كما هو الوضع بولاية تقرت.

هذه ومشاكل أخرى تخص المنشآت العامة على غرار ازدواجية الطرقات والمرافق الشبانية ومرافق الترفيه وتوفير العديد من مستلزمات الحياة، ومشكلة الجباية البترولية التي لا تستفيد منها الولايات المنتجة للبترول ومشاكل أخرى عديدة لا تزال تغذي هذه الاحتجاجات، وهو الأمر الذي يحتاج إلى جدية أكبر من طرف الحكومة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في تسيير مختلف البرامج والمطالب السالفة الذكر بولايات الجنوب، وهو الأمر الذي يستدعي تدخلا من أعلى هرم في السلطة لإعادة الثقة للمواطن بالجنوب.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here