أفريقيا برس – الجزائر. اهتزت، مساء السبت، مدينة الونزة، التي تبعد بنحو 90 كيلومترا عن عاصمة الولاية تبسة، على فاجعة جديدة، إثر وفاة التلميذ، سيف الدين بوخملة، الذي لم يتجاوز 16 ربيعا، الذي تعرض للغرق حينما كان برفقة أصدقائه يسبحون بسد ولجة واد ملاق، بمنطقة الصخرة الحمراء، على بعد ستة كيلومترات عن بلدية الونزة.
وقد تم انتشال جثة الضحية، وتحويلها مباشرة إلى مصلحة حفظ الجثث، بحضور مكثف لأصدقاء الضحية الذين تنقلوا من عدة أماكن، لمواساة عائلة الفقيد المقيمة بحي مبارك الميلي ببلدية الونزة.
وبحسب أقارب الضحية، الذين تحدثوا إلى “الشروق”، فإن سيف الدين تناول وجبة الغداء ومازح أخويه الصغيرين ووالدته، التي كانت تحثه على الانتظام في الدروس الخصوصية، استعدادا لامتحانات شهادة البكالوريا خلال السنة القادمة، علما أنه يعد من المتفوقين والأوائل في دراسته، وكان سيف الدين يتحدث لوالدته، عن طموحه لنيل الباكالوريا، كي يصبح طيارا عسكريا. قبل أن يغادر البيت متوجها رفقة بعض أصدقائه متوجهين نحو السد الذي ابتلع العشرات من أبناء المنطقة، دون أن تتخذ السلطات المحلية أي إجراء وقائي لإنقاذ الأطفال العطشى للسباحة والمحرومين من أي مرفق ترفيهي بالولاية.
وعند وصول الضحية سيف الدين، اختار منطقة من السد اسمها الصخرة الحمراء، وهي عبارة عن حجارة منتشرة بالوادي، وبعد دقائق من السباحة، غرق فطلب النجدة من أصدقائه، لكن لا واحد منهم استطاع إنقاذه، إلى أن اختفى عن الأنظار، ليتم الاتصال بأهله الذين هرعوا إلى عين المكان، على غرار مصالح الأمن وفرق من غطاسي الحماية المدنية، الذين تمكنوا في أقل من 20 دقيقة، من انتشال جثة الضحية، حيث تم تحويله مباشرة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الدكتور بوغرارة، بحضور أفراد من أسرته وأقاربه، أين تحول محيط المستشفى إلى مكان يعج بالمواطنين.
وقبلها، كانت وفاة الأشقاء الثلاثة بمثابة جرس خطر، حيث طالب المواطنون السلطات بوضع عمال لتأمين البرك والسدود ومنع السباحة فيها صيفا، وثمن حينها مسؤول في الولاية الاقتراح، لاسيما وأن البلديات تضم أعدادا كبيرة من العمال، الذين يمكن تسخيرهم لهذا الغرض.