يوسف إسلام جاري: أسطول الصمود حقق أهدافه قبل الإقلاع

1
يوسف إسلام جاري: أسطول الصمود حقق أهدافه قبل الإقلاع
يوسف إسلام جاري: أسطول الصمود حقق أهدافه قبل الإقلاع

أفريقيا برس – الجزائر. ساعات أخيرة فصلت بين تجمع أسطول الصمود العالمي وأسطول الصمود المغاربي، لاستكمال الترتيبات، وضبط الأوتار، والتدريب على السيناريوهات المحتملة في مسار كسر الحصار على غزة. وكان قفل الهواتف وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي تماشيًا مع الاحترازات الأمنية التي أقرتها لجان الإشراف والتنظيم على الرحلة ضمن تلك الإجراءات.

في تلك الأثناء، كان الناشط الجزائري يوسف إسلام جاري (يوسف ابن عبد الصمد) واحدًا من المنهمكين في عملية التنظيم والتنسيق، لكنه لم يتوانَ في الرد على أسئلة “أفريقيا برس”، ووضع الرأي العام الجزائري والمغاربي في صورة الأسطول المغاربي الذي سيدعم جهد اللجنة العالمية لفك الحصار على غزة.

ويوسف إسلام جاري هو ناشط مدني مشارك في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، أصيل مدينة سطيف بالجزائر، وخريج جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة. يكرّس نشاطه للعمل التطوعي والخيري والتربوي من خلال إدارة مؤسسة التأهيل التربوي، والنضال من أجل دعم القضية الفلسطينية.

شارك في الكثير من المبادرات لنصرة القضية الفلسطينية انطلاقًا من مدينة سطيف ومن بلده الجزائر، ومن المؤسسة التربوية التي ضُمّنت الأبعاد النضالية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني. ولذلك، ما فتئ يسجل حضوره في مختلف المبادرات والتظاهرات، على غرار الأعمال الإغاثية بالتنسيق مع جمعيات وفاعلين آخرين، مثل جمعيات الأنيس والبركة وغيث وغيرها.

هل لك أن تضع قراء “أفريقيا برس” في صورة تفاصيل مبادرة الأسطول المغاربي والمشاركة الجزائرية من حيث التعداد، اللوجستيك، والتبرعات؟

الوفد الجزائري الذي شارك في القافلة البرية باشر بعدها مشاورات بينه وبين الوفد التونسي في إطار مسعى كسر الحصار عبر البحر، فتشكّلت التنسيقية الشعبية الجزائرية لنصرة فلسطين، وكان فيها بعض الأعضاء الذين شاركوا في القافلة البرية. وتم الشروع في التحضير للمبادرة عبر إعلانات محصورة في بداية الأمر، ثم توسعت إلى إعلان مباشر، عبر إعداد صفحة خاصة واستمارة للتسجيل في القافلة، مع تطبيق معايير اللجنة العالمية لدعم غزة. وبناء عليه، تم فرز ومقابلة الأعضاء الذين تنطبق عليهم الشروط.

والحضور في الأعمال الأولية لا يضمن المشاركة، لأن العملية تخضع لترتيبات وإمكانات اللوجستيك والأماكن. أما بالنسبة للتبرعات، فكانت في ثلاثة أصناف حسب قرار اللجنة العالمية، وهي: حليب الأطفال، وأكياس الطحين، والأدوية، وفاقت التبرعات الجزائرية ما يفوق طاقة السفن المخصصة للمشاركين الجزائريين.

كيف تجري التحضيرات الأخيرة قبل الإقلاع وهل تم ضبط المشاركة الجزائرية في الأسطول؟

التعداد غير محدد لأنه يخضع لعدد السفن وللأماكن المتوفرة، ولا يملك أي وفد المعطيات الدقيقة، لأن الأمر يخضع لما توفره القافلة الدولية وما تقرره اللجنة العالمية لنصرة غزة. لكن على العموم، الوفد الجزائري يتجاوز 50 فردًا، والقائمة النهائية بيد اللجنة المختصة. أما بالنسبة للمسائل اللوجستية والتنسيقية، فقد وزّعت اللجان المختصة في اجتماعاتها التنظيمية المهام على كل فرد منتسب للتنسيقية أو متطوع، فيما يتعلق بالإطعام وتجهيز السفن والمساعدات والأدوية.

كيف يتم التنسيق بين الأسطول المغاربي والأسطول الدولي؟

بالنسبة للتنسيق بين الأسطول المغاربي والأسطول الدولي، فإن العملية جارية في درجة أولى مع وفود تونس وليبيا وموريتانيا، وفي درجة ثانية هناك تواصل وتنسيق مباشر مع أسطول الصمود العالمي، بخصوص الاستمارات والمعايير. وحتى هناك تسجيلات للمشاركين الجزائريين تمت في الموقع الرسمي للجنة العالمية وليس في تنسيقية الجزائر، وهو ما يعني أن العمل متكامل وموزّع بشكل أفقي لتخفيف العبء عن المنظمين والمشرفين، ما دام الهدف والرسالة واحدة.

يبدو أن الاحترازات الأمنية دخلت حيز التنفيذ، ما أبرزها؟

إقلاع الأسطول تأجل عدة مرات لأسباب مختلفة، كالأحوال الجوية وجاهزية السفن، لكن الاحترازات الأمنية لها مكانتها أيضًا تحسبًا لأي سيناريو. ولذلك، لا يتم الكشف عن هوية ولائحة أي وفد مشارك، كما سيدخل قفل الهواتف والحسابات الاجتماعية حيز التنفيذ تفاديًا لأي استغلال أمني. لكن يبقى الوفد الجزائري من مختلف محافظات الجمهورية، ومن مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية، كالأطباء ورجال الدين والإداريين والأساتذة والإعلاميين من مختلف التيارات الفكرية والسياسية، رفعًا لأي لبس قد يعتري المسألة بشأن هيمنة تيار معين على المبادرة.

إسرائيل تتوعد بحجز السفن وسجن المتضامنين مع غزة، ما خطة المبادرة لمواجهة تلك السيناريوهات؟

جميع القادة والناشطين والمشاركين في الأسطول على علم بالتهديدات الإسرائيلية حول حجز السفن وسجن المشاركين في أسطول كسر الحصار، ووضعت جميع السيناريوهات في الحسبان. وتم تدريبهم على التعامل معها نفسيًا وجسديًا وقانونيًا، وعلى كيفية مخاطبة الجيش الإسرائيلي وكيفية التعامل مع عناصره.

الأسطول، كما يعلم الجميع، سلمي ولا عنفي، وتم تدريب المشاركين على الحالات المحتملة، خاصة وأن المشاركة باتت واجبًا وليس خيارًا لكسر الحصار على غزة. ولذلك، هم مستعدون من كل النواحي لجميع السيناريوهات، وهم لا يعيرون التهديدات الإسرائيلية بالًا.

هناك تجارب سابقة أنهتها إسرائيل قبل الوصول إلى الهدف، ما توقعاتكم لهذه الرحلة؟

نعم، كل التجارب التي سبقت الأسطول لم تحقق أهدافها، ولا يمكن الحديث عن فشلها. والآن، الأسطول حقق التفافًا إنسانيًا وإعلاميًا، ويبقى الهدف الأسمى هو كسر الحصار على قطاع غزة، وتوصيل المساعدات، وفتح ممر بحري. والأسطول الحالي يراهن على العدد الكبير للسفن، واختلاف الجنسيات، والعدد الكثيف للمشاركين، وحضور شخصيات نوعية من دول ذات وزن ثقيل، مما قد يضعف الموقف الإسرائيلي.

ما الرسائل التي تودون توجيهها من خلال الأسطول المغاربي؟

رسالتنا للشعوب بضرورة مواصلة الدعم للقضية الفلسطينية ولسكان قطاع غزة، وللفاعلين والناشطين بضرورة مواصلة النشر والدعم الإعلامي، والضغط الشعبي في حال الإساءة للأسطول من طرف الإسرائيليين. والأسطول هو مسار من أجل النصر وكسر الحصار عن شعب طحنته الحرب والجوع والإبادة الجماعية. ورسالتنا للحكومات بالوقوف إلى جانب النشطاء، إذا حدث لهم مكروه، بالدفاع عنهم لأنهم مواطنون بالدرجة الأولى.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here