الجراحة الذكية تقتحم المستشفيات واستئصال الأورام دون جراحة

الجراحة الذكية تقتحم المستشفيات واستئصال الأورام دون جراحة
الجراحة الذكية تقتحم المستشفيات واستئصال الأورام دون جراحة

أفريقيا برس – الجزائر. تسعى الجزائر إلى تعزيز موقعها الإقليمي في مجال الجراحة العامة، من خلال مشاريع لإنشاء مراكز جراحية متخصصة، وتشجيع البحث العلمي في مجالات الطب الجراحي، مع التركيز على التحول الرقمي في القطاع الصحي، حيث كشف مختصون في الجراحة أن هناك تقنيات جديدة دخلت بعض المستشفيات يمكن من خلالها استئصال الأورام دون إجراء عمليات جراحية، مع استقدام روبوتات للجراحة الدقيقة، كما يرون أن جودة التشخيص وتقنياته يمكن أن تقلل كثيرا من اللجوء للعمليات الجراحية.

وأكد الدكتور رفيق شيهوب، مختص في أمراض الجهاز الهضمي، وعضو الجمعية الجزائرية للتنظير الهضمي والباطني، أن العديد من تقنيات التنظير التي دخلت الجزائر، ستساهم بشكل كبير في التقليل من العمليات الجراحية، من بينها تقنية الفراغ الثالث وهي بحسبه، من أحدث التقنيات الطبية في العالم، عن طريقها يمكن استئصال أورام في بدايتها ونزعها من دون أي عملية جراحية، وهي نوع من أنواع الوقاية تجنب المريض تطور المرض والخضوع للعمليات الجراحية.

وأوضح أن هذه التقنيات رغم أنها تكلف الدولة مصاريف كبيرة، إلا أنها في نفس الوقت تفيد مستقبلا في تراجع تكاليف العلاج في الجزائر.

وفي السياق، قال البروفسور عبد العزيز غرابة، مختص في الجراحة العامة، وعضو الجمعية الوطنية للجراحين العامين، إن الجزائر تتجه نحو الاستغناء عن العلاج في الخارج، وخاصة بعد استقدام تقنيات الجراحة الحديثة، مشيرا إلى أنه ابتداء من التسعينيات شرعت المستشفيات الجامعية الكبرى، مثل مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة ومستشفى وهران الجامعي، في إدخال الجراحة بالمنظار ضمن الممارسة الطبية اليومية، هذا التطور فتح الباب أمام مرحلة جديدة من الدقة والسرعة في العمليات، مع تقليل فترات النقاهة ومضاعفات ما بعد الجراحة.

وشهدت، بحسبه، السنوات الأخيرة إدخال الروبوت الجراحي في بعض المؤسسات المتخصصة، وهو ما يمثل نقلة نوعية نحو الجراحة الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، وإلى جانب ذلك هناك تقنيات الاستئصال الآني للأورام في بدايتها دون جراحة، والشفاء اللحظي للمريض، ما قد يقلل من فوضى العمليات الجراحية وتباعد المواعيد، وذلك بتراجع عدد المرضى الذين يحتاجون لهذه العمليات، من جهة وزيادة الأطباء وجودة التشخيص.

التكوين المستمر والتنظيم من بين التحديات

وأكد غرابة أن وزارة الصحة تعطي اهتماما كبيرا لتكوين الجراحين الجزائريين، من خلال برامج تدريب داخلية ودورات تكوينية في الخارج، بالتعاون مع مراكز طبية عالمية، مع فتح تخصصات دقيقة داخل الجراحة العامة مثل جراحة الكبد والبنكرياس، وجراحة القولون والمستقيم، والجراحة بالمنظار للأطفال، إلا أنه يبقى التنظيم والتسيير أمرا مطلوبا في المستشفيات، إلى جانب التكوين المتواصل الذي يتماشى مع المستجدات التكنولوجية.

ورغم التقدم الملحوظ، يشير البروفسور غرابة، إلى أن الجراحة العامة في الجزائر تواجه بعض التحديات، أبرزها نقص بعض التجهيزات المتطورة في المستشفيات الجهوية، وضرورة تعميم التكوين المتخصص على كامل التراب الوطني، إضافة إلى الحاجة لتحديث البنية التحتية وتطوير نظم تسيير المواعيد والملفات الطبية إلكترونيا.

أمراض القلب والجهاز الهضمي.. التشخيص والوقاية لعلاج دون جراحة

ومن جانبه، قال البروفسور جمال الدين نيبوش، مختص في أمراض القلب والشرايين، إن هناك عوامل كثيرة وراء زيادة ملحوظة في مثل هذه الأمراض، من بينها السمنة والتدخين، والمخدرات، والنظام الغذائي المضطرب وغير الصحي، لكن يمكن مع تطور بعض التقنيات الحديثة علاج أمراض الشرايين واضطراب نبضات القلب في بدايتها، إذ يبقى التشخيص المبكر هو المطلوب.

وأكد أن أحدث التطورات في مجال التشخيص وعلاج اضطرابات نظم القلب والتحفيز القلبي، موجودة في الجزائر، فالعلاج بالقسطرة أي باستعمال أنابيب لعلاج نظم القلب، بحسبه، فعال بنسبة تتراوح بين 70 بالمائة و80 بالمائة للحالات المستمرة.

وقال في السياق، الدكتور رفيق شيهوب مختص في إمراض الجهاز الهضمي، إن أمراض السرطان المتعلقة بالجهاز الهضمي، تعرف ارتفاعا رهيبا، خاصة سرطان القولون والبنكرياس، وذلك بسبب تغير النمط المعيشي، ووجود مواد غذائية غير مراقبة، وتحتوي مكونات كيميائية وإضافات غير طبيعية، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الزيادات لمثل هذه الأمراض يستدعي الآمر الاهتمام بالتشخيص، لاسيما في حال حدوث أعراض غير طبيعية مثل التهابات جلدية بسبب أمراض “كرون ” التي تترك التهابات مزمنة.

وقال إن التقنيات الموجودة اليوم يمكن أن تجنب المريض في حال تشخيص الأورام في بدايتها، العمليات الجراحية المعقدة والتي تكون في بعض الأحيان متعددة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here