مرضى في رحلات استشفاء بصحارى تاغيت وبني عباس

6
مرضى في رحلات استشفاء بصحارى تاغيت وبني عباس
مرضى في رحلات استشفاء بصحارى تاغيت وبني عباس

أفريقيا برس – الجزائر. يشق العشرات من المرضى طريقهم نحو صحراء تاغيت (ولاية بشار) وبني عباس من أقصى الهضاب العليا الغربية، حيث البرودة القاسية في شتاء في النعامة ومشرية وعين الصفراء ومكمن بن عمار والبيوض وعين بن خليل، بحثاً عن علاج شعبي قديم يجدد فيهم الأمل في التخفيف من آلام الروماتيزم وأمراض المفاصل.

أكد مسنون التقتهم الشروق أن سنوات الحياة القاسية التي عاشوها، جراء الأعمال الشاقة في الفلاحة والرعي والبناء، إلى جانب تعرضهم الدائم لموجات البرد القارص شتاءً، كلها عوامل تراكمت عبر الزمن. ومع تقدمهم في العمر، بدأت آثارها تظهر في شكل آلام المفاصل والروماتيزم التي أرهقت أجسادهم. ولهذا وجدوا في العلاج بالرمال الساخنة بصحراء الجنوب فرصة للتخفيف من هذه المعاناة.

الصمايم.. أنسب فترة للعلاج

وينتهز سكان هذه المناطق حلول فصل الصيف، ولا سيما الفترة الأشد حرارة المعروفة بـ”الصمايم”، التي تمتد على مدار أربعين يوماً تقريباً، حيث تصل الرمال إلى درجة حرارة عالية تجعلها أكثر فعالية في العلاج. ويعتبر الأهالي أن هذه الفترة هي الأنسب لردم الجسد في الرمال الساخنة، لما توفره من حرارة طبيعية تخترق العظام وتساعد على طرد الرطوبة والآلام عبر التعرق الغزير الذي يتصبب من الجسم تحت وطأة الحرارة.

شهادات من رحم المعاناة

يقول الحاج الميلود، أحد سكان بلدية النعامة: «البرد القارس عندنا يزيد من حدة الروماتيزم، وجربت العلاج بالرمال في بني عباس، فوجدت راحة لم أشعر بها منذ سنوات”.

أما الحاجة خديجة من عين الصفراء، فتصف تجربتها قائلة: «عندما تدفن جسدك في الرمال وتشعر بالحرارة تتغلغل في العظام، تحس وكأن الألم يتلاشى شيئاً فشيئاً مع العرق المتصبب من جسدك.

وأفاد عدد من المتحدثين بأنه خلال رحلاتهم العلاجية في صجارى تاغيت وبني عباس، التقوا أشخاصاً قدموا من مختلف ولايات الوطن، وكلهم يشتركون في هدف واحد هو البحث عن الاستشفاء الطبيعي عبر الردم في الرمال الملتهبة.

العلاج بالرمال.. تقليد قديم يعود للواجهة

الطقس العلاجي يقوم على دفن المريض جسده في الرمال الساخنة، باستثناء الرأس، لفترة تتراوح بين 10 و20 دقيقة. ويُعتبر هذا الأسلوب، المعروف محلياً باسم التعرق بالرمال، وسيلة تقليدية اعتمدها سكان الصحراء منذ أجيال، وأثبت فعاليته لدى الكثيرين في التخفيف من أوجاع المفاصل وآلام الظهر، خاصة خلال فترة الصمايم.

ورغم التحذيرات الطبية بضرورة التعامل بحذر مع هذا النوع من العلاج، إلا أن التجربة لا تزال تستقطب عدداً متزايداً من الزوار كل عام. فهي بالنسبة لهم ليست مجرد علاج بل أيضاً رحلة استجمام في فضاءات طبيعية ساحرة، بين كثبان الرمال وواحات النخيل.

وهكذا، تبقى صحراء تاغيت وبني عباس محطة علاجية وسياحية مفضلة لسكان النعامة وبلدياتها، ومعهم زوار من مختلف ولايات الوطن، الذين يجدون في “الصمايم” فرصة مثالية للبحث عن الشفاء، حيث تتحول الرمال الملتهبة إلى وصفة طبيعية لتخفيف آلام المفاصل والروماتيزم، بعد سنوات طويلة من العناء مع البرد القارس وأعباء الحياة الشاقة.

المصدر: الشروق

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here