مليون جزائري مهددون بأمراض الغدّة الدرقية

1
مليون جزائري مهددون بأمراض الغدّة الدرقية
مليون جزائري مهددون بأمراض الغدّة الدرقية

أفريقيا برس – الجزائر. تشهد مختلف أمراض الغدة الدرقية انتشارا واسعا وسط الجزائريين، خلال السنوات الأخيرة، إلى درجة باتت فئة الأطفال عرضة للإصابة بها، ويرجع المختصون أسبابها إلى كثرة استعمال مختلف المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية، كما يأتي سرطان الغدة الدرقية في الجزائر في المرتبة الثالثة بين أكثر السرطانات انتشارا لدى النساء بالدرجة الأولى. وكل هذا يستوجب دق ناقوس للخطر للوقاية من هذا المرض.

يُؤكّد المختصون في أمراض الغدّة الدرقية، أن هذا المرض بات ينتشر وبشكل سريع في مجتمعنا لدى مواطنين من مختلف الأعمار، معتبرين أن القلق والتوتر من أهم أسباب ظهور هذه الاختلالات الهرمونية.

ويؤكّد رئيس جمعية أطباء الغدد والسّكري الخواص، الدكتور بُوّاب ضياء الدين، في لقاء مع “الشروق”، أن أمراض الغدة الدرقية مُتعدّدة، والأكثر انتشارا هو مرض خمول الغدة الدرقية ذو المناعة الذاتية، وهو مُنتشر كثيرا في الجزائر، بحيث تحصي التقديرات وجود مليون مواطن مصاب به، وغالبيتهم من النساء، بحيث تقدر نسبة الإصابة الأولية بـ 4 نساء مقابل رجل واحد، وهذا المرض محصور خصوصا بين الفئة العمُريّة 20 و40 سنة، كما يمكن أن يُصاب به من هم أقلّ أو أكبر في السّن، أمّا المرض الثاني للغدّة، بحسب محدثنا، فهو زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهو أقل انتشارا من الخمول، يصيب بدوره النساء أكثر من الرّجال، ويظهر بسبب التوتر وأيضا بسبب إنتاج العقيدات أكثر للهرمونات.

زيادة نسبة الإصابة وسط الأطفال ينذر بالخطر

أما النوع الثالث، بحسب الدكتور بُواب، فهو سرطان الغدة الدرقية. هو ثالث أكثر السرطانات انتشارا لدى النساء في الجزائر، وأشار إلى أن من بين أهم أسباب ظهوره، كثرة اللجوء إلى العمليات الجراحية لاستئصال الأورام السرطانية في مراحلها الميكروسكوبية، وهي الجراحات التي تمتنع عنها الدول الأخرى، “وهنالك أنواع أخرى لأمراض الغدة الدرقية، ومنها وجود العقيدات البسيطة والحميدة، التي تصيب بدورها 80 بالمائة من النساء مقابل 20 بالمائة للرجال”.

ويكشف محدثنا، عن ملاحظة الزيادة في الإصابة بأمراض الغدة الدرقية عند الأطفال مقارنة بسنوات فارطة، وهو ما يحتاج لتفصيله عبر دراسات علمية وطبية، ومع ذلك أرجع الدكتور بواب أسباب ذلك إلى عوامل مختلفة، وبحسب قوله: “التوتر بصفة عامة يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، وأيضا يصاب الأطفال باختلالات في الغدد بسبب كثرة استعمال المنتجات المحتوية على مواد كيميائية، وعلى رأسها مواد التنظيف، الماكياج، أدوات التغليف، المبيدات الحشرية.. وكل ما نستعمله في حياتنا اليومية من مواد بها كيماويات”.

لا علاقة للتغذية بأمراض الغدة الدرقيّة

وأكد مصدرنا أن العامل البيئي له دور مؤثر جدا للإصابة بأمراض الغدة الدرقية خاصة عند الأطفال، إضافة إلى تأثير بعض الأمراض الهرمونية الأخرى، ومنها حالات عسر الحمل والعقم، ويتخوّف كثير ممّن تُشخص إصابتهم بأمراض الغدة الدرقية، أن يكون مرضهم مزمنا.

أما طريقة اكتشاف المرض، بحسب المُختص، فتختلف بحسب نوع المرض، فإذا كان تضخم في الغدة مع وجود عقيدات، فإن الشخص يلاحظ وجود تضخم في رقبته أو يكتشفه الطبيب عن طريق إجراء أشعّة طبية، “فمثلا مرض خمول الغدة الدرقية، تصاحبه أعراض مثل التعب الشديد، زيادة في الوزن، تنميل في الأطراف، إمساك وسقوط الشعر، بينما يعرف مرض الزيادة في إفراز الغدة الدرقية، بالتعرق الشديد، زيادة نبضات القلب، جحوظ العينين، وإسهال”.

ويقول الدكتور بواب ضياء الدين، بأنه يمكن تشخيص الخلل الوظيفي في الغدة، عن طريق تحليل “تي أس أش”، بينما الخلل الهيكلي أو المورفولوجي في الغدة فتكشفه الأشعة الطبية. ويمكن للمختص في الغدد، أن يطلب من شخص إعادة التحاليل الطبية حتى ولو ظهرت سليمة، عندما يتوقع اختلالا مستقبليا في الغدة، فيحاول تفادي التشخيص والتكفل المتأخر.

ويخلص رئيس جمعية أطباء الغدد والسّكري الخواص، إلى أن للقلق والتوتر علاقة مباشرة بأمراض الغدة الدرقية، سواء بزيادة إفرازها، إثر حدوث اختلال في النظام المناعي، أم بخمولها إثر إنتاج مضادات للجسم مثبطة وليست منشطة”.

بينما يؤكد الدكتور، أنه لا توجد علاقة مباشرة للتغذية بأمراض الغدة الدرقية، ما عدا مادة اليود الموجودة في الملح، التي تعتبر أساسية لصناعة هرمونات الغدة الدرقية، ولذلك تم سن قانون في 1991 يجبر منتجي الملح على إضافة مادة اليود”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here