الجزائر والکیان الإسرائيلي: العداء الصامت يخرج إلى العلن

23
الجزائر والکیان الإسرائيلي: العداء الصامت يخرج إلى العلن
الجزائر والکیان الإسرائيلي: العداء الصامت يخرج إلى العلن

أفريقيا برس – الجزائر. شن ممثل الکیان الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، هجوما مُسيئا للجزائر في مداخلة، وصفها فيها بـ”البلد الفاشل بطل الثرثرة خلال العام 2024″، وهو الكلام الذي رد عليه ممثل الجزائر، بالقول: “لن أشرفكم بذكر اسم مجرم قاتل الأطفال والنساء”، وهو ما يعتبر تحولا في مسار الطرفين، فالعداء الصامت خرج إلى العلن، خاصة بعد إسهام الجزائر في طرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لحوار الحضارات المنعقد في البرتغال، الأمر الذي يعتبره مراقبون نقلة جديدة مرشحة إلى المزيد من التطورات، خاصة في ظل التطبيع بين تل أبيب والرباط، وقدوم دونالد ترامب الى البيت الأبيض شهر يناير- كانون الثاني القادم.

شن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، هجوما شرسا مسيئا للجزائر، على خلفية مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، محاولا فيه إبراز دور شكلي يكتفي بلغة الخطابة والتصريحات الاستهلاكية، لكنه لم يوضح دواعي هجومه اذا كان الأمر على ذلك النحو.

وفي حالة نادرة من نوعها يطفو إلى السطح العداء بين الجزائر وإسرائيل بعدما ظل صامتا طيلة العقود الماضية، رغم الدور القومي للجزائر في دعم القضية الفلسطينية، منذ الحروب العربية- الإسرائيلية في 1967 و1973، لما شاركت بوحدات من جيشها الى جانب جيوش عربية أخرى.

ويرى المحلل السياسي إبراهيم نفناف، في تصريح لـ”أفريقيا برس”، بأن “تصعيد الكيان الإسرائيلي من لهجتها تجاه الجزائر، ومحاولة سفيرها التقليل من دورها هو محاولة يائسة لتثبيط عزيمتها داخل مجلس الأمن باعتبارها عضوا غير دائم، كان وراء تحريك العديد من المبادرات التي أحرجت إسرائيل وحلفائها”.

وأضاف: “إسرائيل التي استطاعت تمديد حربها في قطاع غزة إلى غاية الانتخابات الأمريكية، والتأكد من عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، تحاول تسويق صورة معينة للدول والحكومات المناهضة لها، والايحاء لصناع القرار الجدد في واشنطن بمعالم الحلف الممانع ووضع الجزائر كطرف من أطرافه”.

ولفت المتحدث الى أن الكيان الإسرائيلي المنتشي بفوز دونالد ترامب الفائز بالرئاسة الأمريكية، يحاول من خلال تصعيد لهجته تجاه الجزائر، إشاعة حالة من الخوف والترقب حول مستقبل موقف الإدارة الجديدة في البيت الأبيض تجاه الدول الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خاصة في ظل التوقعات بتوسع رقعة التطبيع مع دول عربية وإسلامية جديدة.

وصرح السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، بأن “الجزائر تكتفي بالإدانات الفارغة دون تقديم أي مساعدة للفلسطينيين”، في محاولة للتقليل من دورها في دعم القضية الفلسطينية، والاكتفاء بالخطابات الاستهلاكية.

وزعم المتحدث، بأن “الجزائر تتذيل ترتيب تصنيفات الديمقراطية والحرية الاقتصادية والمساواة بين الجنسين”، كما دافع عن المعمرين الفرنسيين الذين غادروها بعد ما أسماه بـ “الانفصال”، وليس الاستقلال الذي كانت تضحياته جسيمة.

لكن نائب السفير الجزائري في الأمم المتحدة نسيم قواوي، فقد اختار الرد بطريقته الخاصة، لمّا تفادى ذكر الكيان الإسرائيلي، وقال: “لن أمنحكم شرف الرد على كلام لا معنى له لمجرم دموي قاتل للنساء والأطفال”، وهي التهمة التي باتت تؤرق الكيان الصهيوني لدى الرأي العام الدولي، رغم حظوته بدعم القوى الكبرى في العالم.

وعلى صعيد آخر، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، من مصادر قالت أنها مقربة من الوفود المتواجدة بلشبونة، في اطار الندوة الأممية لحوار الحضارات، بأن “الوفد الجزائري برئاسة وزير الخارجية أحمد عطاف، قد نجح في طرد مجرمة الحرب، وزيرة الخارجية السابقة لدى الكيان الصهيوني تسيبي ليفني، من أعمال الطبعة العاشرة لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي يعقد بمدينة كاشكايش البرتغالية”.

وأظهرت صورا إطلعت عليها “أفريقيا برس”، لحركة دؤوبة للوزير الجزائري وتبادل أحاديث مع مسؤولين في الجلسة، قبل أن تظهر تسيبي ليفني، تقوم من مكانها وتهم بمغادرة القاعة، مما يوحي بأن المنظمين قد استجابوا لطلبات وصلتهم من أجل مغادرة الوزيرة الإسرائيلية السابقة للقاعة.

وذكرت برقية وكالة الأنباء الجزائرية، بأن “الوفود المشاركة قد تفاجأت بوجود المعنية عشية افتتاح هذا المنتدى الذي من المفروض أن يجمع الضمائر الحية التي تؤمن بحوار الحضارات والعيش معا في سلام، وهو الأمر الذي دفع بالجزائر وعدد من الدول العربية والإسلامية وغيرها من البلدان الداعمة للشعب الفلسطيني إلى اشتراط منع مجرمة الحرب هذه من حضور أعمال المنتدى”.

وأضافت: “رغم التطمينات التي قدمتها الجهات المنظمة إلا أن الوفود المشاركة قد تفاجأت مرة أخرى بتواجد المجرمة تسيبي ليفني، داخل قاعة الاجتماعات تحسبا لحضور الجلسة الافتتاحية للمنتدى، وهو ما لم يترك خيارا آخرا أمام الوفد الجزائري ووفود الدول الشقيقة والصديقة سوى إبلاغ الجهات المنظمة بمغادرة قاعة الاجتماع وعدم المشاركة في أشغال الندوة، وبعد أخذ ورد، تكللت مساعي الجزائر باعتذار الجهات المنظمة والطرد النهائي لمجرمة الحرب من المنتدى وسحب الدعوة الموجهة إليها.

وتبقى الجزائر من الدول العربية والإسلامية التي ترفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية يسمح بإقامة دولتهم وعودة اللاجئين وترسيم القدس عاصمة للفلسطينيين، كما رفضت تصنيف حزب الله اللبناني أو حركة “حماس” الفلسطينية كتنظيمين إرهابيين، الأمر الذي أزعج الكيان الإسرائيلي واتهمها خلال زيارة مسؤول إسرائيلي للمغرب، بأن “تحالف الجزائر وايران يشكل مصدر قلق لإسرائيل”.

وكانت الجزائر قد اتهمت منذ أشهر “قوى معادية” بالاجتماع في تل أبيب، من أجل بلورة خطة تستهدف ضرب استقرارها، والتشويش على الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر سبتمبر الماضي، وقالت على لسان وسائل اعلام محلية، بأن تلك القوى تحاول استغلال أطراف داخلية على غرار حركة استقلال القبائل “ماك”، وشخصيات مستقلة لكسر طابوهات التطبيع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here