الرئيس الجزائري في القاهرة.. الأسباب والدوافع

11
الرئيس الجزائري في القاهرة.. الأسباب والدوافع
الرئيس الجزائري في القاهرة.. الأسباب والدوافع

فريدة شراد

أفريقيا برس – الجزائر. يحل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإثنين، بالعاصمة المصرية القاهرة، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ أكثر من عقدين من الزمن، حسب ما أعلنت عنه الرئاسة الجزائرية. ويلتقي خلالها الرئيس تبون نظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي للحديث حول عدد من الملفات، أبرزها القمة العربية وملف المصالحة الفلسطينية والأوضاع في ليبيا عودة سوريا للحض العربي. وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية أن “رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، تدوم يومين، ابتداء من الإثنين 24 يناير 2022”. وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد حل بمصر قبل أيام لترتيبها وسلّم خلال الرئيس السيسي رسالة خطية من الرئيس تبون.

وتأتي الزيارة وسط جدل كبير حول انعقاد القمة العربية بالجزائر الذي كان قد أعلن الرئيس الجزائري أنها ستكون في شهر مارس المقبل، في حين أكد مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في ختام زيارته للجزائر، أن القمة “لن تُعقد قبل شهر رمضان الذي سيحلّ على الأمة الإسلامية مطلع أفريل المقبل”.

زيارة التشاور

الدكتور حكيم بوغرارة أستاذ جامعي ومحلل سياسي

ويعتقد الدكتور حكيم بوغرارة أستاذ جامعي ومحلل سياسي في تصريح خص به موقع “أفريقيا برس” أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لجمهورية مصر العربية هي تتويج لأشهر عديدة من التحضير من أجل رفع مستوى التعاون الثنائي والتنسيق السياسي حول العلاقات بين البلدين وما يحدث في الدول العربية ومختلف بؤر التوتر في أفريقيا. وأضاف حكيم بوغرارة أن هذه الزيارة ستعطي دفع كبيرا لتنسيق والتشاور الذي سيتوسع لمختلف القطاعات، وسيسعي البلدين إلى إعادة بعث اللجنة الثنائية من أجل رفع المستوى الاقتصادي. وقال المتحدث ذاته إن الزيارة ستكون دفعا قريا للعلاقات الاقتصادية التي تعرف تراجع مقارنة مع المستوى السياسي، حيث لا تتجاوز المبادلات التجارية مليار دولار بين البلدين. وأضاف قائلا: “الجزائر من خلال توجهها إلى موريتانيا وتونس وانتظار ليبيا مصر تحاول أن تستغل اتفاقية تبادل الحر العربية من أجل بحث عن أسواق وتمكينها من الأسواق الجزائرية، في إطار معاملة “رابح رابح” والتقليص الهيمنة الغربية على الاقتصاديات العربية وهو ما من شأنه أن يعطي دفع لتمنية المستدامة بين البلدين”. وفي صدد ذاته قال المحلل “كما يمكن إن تنسق الجزائر ومصر من أجل تحسين العلاقات الإفريقية العربية والبحث عن أسواق مشتركة والدفع بالمشاريع الإستثمارية في أطار “رابح رابح” من خلال اللجنة المشتركة المصرية الجزائرية”.

القمة العربية

ويرى بوغرارة أن الزيارة التي تم تأجيلها لمرتين على الأقل منذ انتخاب الرئيس الجزائري في 12 ديسمبر 2019 يمكن أن تكون تحضيرا للقمة العربية بالجزائر وضبط جدول أعلمالها ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الدول العربية حول مختلف الملفات التي تطرح بعض الإشكالات. ورجح بوغرارة أن يكون الملف الفلسطيني حاضرا بقوة خاصة أن مصر قادت الكثير من مبادرات الصلح بين الأشقاء الفلسطينيين، وقبل مبادرة الجزائر بلم شملهم. وأضاف بوغرارة أن القضية التي ستكون على رأس أولويات القمة العربية ستعرف تنسيق أكثر بين الجزائر ومصر للبحث عن تحقيق المصالحة الوطنية وتمكين الداخل الفلسطيني من مؤسساته تمثله حتى يتمكن العرب من حشد الدعم للقضية سواء على المستوى الإقليمي أو على حتى العالمي.

توفيق بوقعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر

من جهة أخرى يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر توفيق بوقعدة في تصرح لـ”أفريقيا برس” الجزائر لا يمكن أن تخطو أي خطوة في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية دون إشراك مصر، “باعتبار أن لها الكثير من الأوراق الضاغطة والأوراق المسهلة في أحداث اختراق في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتي ترى الجزائر أنه لا يمكن عقد قمة عربية دون أن تكون هناك مصالحة حقيقية بين الفلسطينيين وأيضا لإرجاع القضية الفلسطينية كأولوية في العمل العربي المشترك” على حد تعبيره. وبالنسبة لدخول الجزائر خط المصالحة الوطنية الفلسطينية، أكد بوقعدة أن الأمر لا يزعج مصر، قائلا: “بل بالعكس لأن مصر عقدت ونظمت عديد المؤتمرات في هذا الخصوص من قبل وقامت بجولات للتنسيق بين الإخوة الفلسطينيين لتقريب وجهات نظرهم لكنها لم تنجح فعليا في إحداث الاختراق والتقارب الذي ينهي الانشقاق والخلاف الضفة والقطاع، إضافة إلى وجود تصريحات لمسؤولين مصريين يؤيدون مسعى الجزائر ويقدمون الدعم من أجل ذلك”.

الجزائر تستغيث بمصر

في سؤال حول الأزمة التي تحيط بالقمة العربية المؤجلة التي من منتظر أن تعقد في الجزائر، قال المحلل السياسي الدكتور حكيم بوغرارة إن الجزائر تحاول استغلال مكانة مصر عربيا من أجل إنجاح القمة العربية والبحث عن كيفية تقريب وجهات النظر حول الكثير من الملفات التي تعرف اختلاف في وجهات النظر خاصة في الملف السوري. ويعتقد المصدر ذاته بأن المشاورات ستتسع لما يحدث في اليمن ومحاولة مساعدة تونس والسودان على تجاوز المراحل الانتقالية، والدفع بإخوة الليبيين إلى التباحث فيما بينهم لإيجاد حل “ليبي ليبي” وتجاوز الاختراقات الأجنبية التي تعرفها الأزمة بها. وأضاف الدكتور أن الرئيس تبون سيستغل لقائه مع نظيره المصري من أجل التحضير للقمة الأفريقية التي تعمل الجزائر ومصر من خلال الكتلة العربية على التنسيق لإسقاط عضوية دولة الاحتلال الإسرائيلي كمراقب التي حصل عليها شهر جويلية الماضي؟

مكانة مصر

ويرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر توفيق بوقعدة في تصرح حصري لموقع “أفريقيا برس” أن زيارة الرئيس تبون إلى مصر تأتي كثاني زيارة دولة له بعد زيارة تونس شهر ديسمبر الماضي، نظرا لما تحظى به مصر من مكانة في العمل العربي المشترك، وأيضا نظرا للعلاقة بين البلدين حتى قبل استقلال الجزائر. وقال بوقعدة: “إنه سيكون هناك العديد من الملفات التي ستعالج في إطار العلاقة البينية بين البلدين أو في إطار العمل العربي المشترك، وفي أولى الأولويات لعقد القمة العربية التي كانت مقررة شهر مارس القادم، والتي جرى الحديث عن تأجيلها رغم عدم تحديد تاريخ لعقدها من قبل”.

سوريا العقدة الأصعب

وأكد توفيق بوقعدة أن أهم الملفات الخلافية بين الدول العربية الآن هو عودة سوريا الجامعة العربية، وعقد قمة عربية جامعة لكل الدول العربية، قائلا إن مصر من بين الدول التي تؤيد عودة سوريا إلى شغل منصبها في جامعة الدول العربية. وحسب بوقعدة؛ فقضية عودة سوريا للحض العربي تدعمه وتأيده مصر التي تربطها الآن علاقات دبلوماسية متينة وقوية معها وأن الخلاف فقط في موقف بعض دول الخليج، ويسعى الطرفان لإقناع هذه الدول لقبول عودة سوريا إلى الجامعة لأن خيارات إبعادها لم تأت بما كانت تسعى إليه هذه الأطراف، مؤكدا أن العودة هي جزء من الحل السوري والداخلي في المرحلة القادمة. وأضاف بوقعدة قائلا: “كذلك هناك الكثير من التقارب بين البلدين في الكثير من الملفات الإقليمية بين الجزائر ومصر هذا التقارب بحاجة إلى تثبيت أكثر، والتوسع أكثر كالقطاع الاقتصادي والتعاون السياسي وأيضا التنسيق في العلاقات مع الدول الأفريقية ودول شمال ضفة البحر الأبيض المتوسط”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here