تصريحات ماكرون المستفزة.. تفجر غضبا جزائريا ضد فرنسا

36

بقلم : فريدة شراد

أفريقيا برسالجزائر. لم يتأخر الرد الجزائري على الاستفزازات الفرنسية، بعد ساعات من الكشف عن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قررت الجزائر، استدعاء سفيرها بباريس للتشاور.

لم تمر تصريحات الرئيس الفرنسي، التي نشرتها يومية “لوموند” الفرنسية برداً وسلاماً عليها، ولثاني مرة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الفرنسية، تستدعي الجزائر سفيرها في فرنسا.

ونشرت يومية “لوموند” الفرنسية، تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي عند لقائه مع أحفاد الحركة، قال فيها “إن الضغينة ضد فرنسا لا تأتي من المجتمع الجزائري بل من السلطة السياسية والعسكرية الجزائرية”، مؤكداً أن الجزائريين لا يكنون أي ضغينة لفرنسا.

ووصفت الرئاسة الجزائرية تصريحات الرئيس الفرنسي بالاستفزازية و اللامسؤولة التي بلغت حد مسح تاريخ الجزائر عندما عبر الرئيس الفرنسي عن رغبته في إعادة “كتابة التاريخ الجزائري” باللغة الجزائرية لمحو “تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك”.

بداية التوتر العالي

د. عامر رخيلة – مؤرخ وأستاذ القانون الدستوري الجزائري

يرى المؤرخ وأستاذ القانون الدستوري الجزائري عامر رخيلة، في تصريح لـ”أفريقيا برس” أن استدعاء دولة لسفيرها يعني أن العلاقة بين البلدين متوترة أو في بداية التوتر، وقد سبق للجزائر أن استدعت سفيرها في باريس ولم يكن هناك إعلان عن نتائج للعملية.

وأضاف عامر رخيلة في الصدد ذاته: “لكن هذه المرة الوضع يختلف وأتوقع رد فعل قوي وحاد من الجزائر، لسببين، الأول هو أن الرئاسة هي من استدعت السفير، و ثانيا لشدة الجرم وفظاعة التصريحات التي صدرت من الرئيس الفرنسي ماكرون”.

وتوقع رخيلة أن يضع الرئيس الجزائري النقاط على الحروف في الرد الذي سيصدر من السلطات الجزائرية، التي أعلنت أنها ستصدر بيانا في هذا الشأن.

ووصف رخيلة تصريحات إيمانويل ماكرون بالبغيضة والمغرضة، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي يجهل التاريخ، قائلا: “أقول له مع من أمضت فرنسا عشرات الاتفاقيات ما بين سنة 1513 و1830، هل أمضتها مع الجزائر كدولة أم مع شيخ قبيلة، فليعد إلى الأرشيف ليعرف”.

من جهة أخرى قال المؤرخ رخلية أن الجزائر تعودت على مثل هذه التصريحات من رؤساء فرنسا كلما اقتربت الانتخابات، ومثل هذه التصريحات هي حملة انتخابية مسبقة.

وأضاف رخيلة أن ماكرون بهذا التصريح سقط سقطة كبيرة، بتصريحات عنصرية، حيث أصبح من اليمين المتطرف ولم يعد يختلف عن آل لوبان.

ماكرون يهاجم الجزائر ليغطي فشله

د. علي ربيج – باحث ومحلل السياسي ونائب برلماني

يرى الباحث والمحلل السياسي الدكتور والنائب البرلماني علي ربيج، في تصريح لـ “أفريقيا برس” أن قرار الرئاسة الجزائرية، يعني أن السياسة الفرنسية لا تلقى القبول في قصر المرادية “مقر الرئاسة الجمهورية الجزائرية”، وهي إشارة قوية وواضحة.

وربط علي ربيج بين الانتخابات الفرنسية وتصريحات الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، قائلا: ” مشكلة الفرنسيين هي إقحام الجزائر في الحملة الانتخابية، وماكرون اليوم استفز الجزائريين بتصريحاته، وهو يحاول تغطية فشله داخليا وخارجيا”.

ولم يستبعد ربيج أن تكون الجزائر قد وقعت ضحية ابتزاز فرنسي تحت ضغوطات مغربية، لأن فرنسا تعلم أن الجزائر لن تقطع علاقتها معها بين ليلة وضحاها، لعدة عوامل.

وأضاف علي ربيج أن الهدف منه استفزاز الجزائر وإضعافها بفتح جبهة صراع جديدة وبالتالي تشتيت قواها، بفتح جبهات توتر على الحدود.

وتوقع الدكتور علي ربيج، أن تكون ردة الفعل قوية، حيث ستأخذ الجزائر الوقت لأخذ القرارات، خاصة بعد التشاور مع السفير، والتي قد تكون مراجعة الامتيازات الاقتصادية الفرنسية بالجزائر.

الجزائر ترد وتعلن عن عدد شهدائها

رفضت الجزائر رفضا قاطعا، في بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية التدخل في شؤونها الداخلية، مثلما ورد في هذه التصريحات الرئيس الفرنسي.

وكشف البيان عن عدد شهداء الجزائر والمقدر عددهم 5.630.000 شهيد، الذين ضحوا بالنفس والنفيس، في مقاومتهم البطولية، ضد الغزو الاستعماري الفرنسي، وكذلك في حرب التحرير الوطني المباركة.

وأضاف البيان أن “جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى، وتستجيب لتعريفات الإبادة الجماعية، ضد الإنسانية. فهذه الجرائم، التي لا تسقط بالتقادم، يجب أن لا تكون محل تلاعب بالوقائع وتأويلات تخفف من بشاعتها”.

وجاء في البيان “بشأن الذاكرة، قد أدى إلى الترويج لنسخة تبريرية، للاستعمار على حساب النظرة التي قدمها تاريخ شرعية كفاحات التحرير الوطنية، في الوقت الذي لا يمكن لأحد أو لشيء، أن يغفر للقوات الاستعمارية، ولجرائمها، لاسيما مجازر 17 أكتوبر بباريس، و هو التاريخ الذي ستُحيي الجزائر والجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ذكراه في كرامة”.

واعتبرت الجزائر أن “نزعة أصحاب الحنين إلى الجزائر الفرنسية، والأوساط التي تعترف، بصعوبة، بالاستقلال الكامل، الذي حققه الجزائريون، بنضال كبير، يتم التعبير عنهم من خلال محاولات غير مجدية، لإخفاء فظائع ومجازر ومحارق وتدمير قرى بالمئات، من شاكلة واقعة “أورادور-سور-غلان” والقضاء على قبائل من المقاومين، وهي عمليات إبادة جماعية، متسلسلة، لن تنجح المناورات المفاهيمية والاختصارات السياسية، في إخفائها.”

وأكدت الرئاسة الجزائرية أن التقديرات السطحية والتقريبية، والمغرضة، المصرّح بها، بخصوص بناء الدولة الوطنية الجزائرية، والهوية الوطنية، تندرج في إطار، مفهوم هيمنة مبتذل، للعلاقات بين الدول، ولا يمكن في أي حال من الأحوال، أن تكون متوافقة مع تمسك الجزائر الراسخ، بالمساواة السيادية للدول.

وتأسفت الرئاسة للتدخل المؤسف الذي يصطدم أساسا بالمبادئ التي من شأنها، أن تقود تعاونا محتملا بين الجزائر وفرنسا.

إعلان الحرب على الجزائر

عبد الرزاق مقري – رئيس حركة مجتمع السلم

اعتبر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن خلال تصريحه الأخير، هو إعلان الحرب على الجزائر دولة وشعبا.

وقال مقري في تغريدة له على حسابه في تويتر؛ إن خطاب ماكرون إعلان حالة حرب على الجزائر دولة وشعبا، مضيفا أن ماكرون رئيس جاهل بالتاريخ ومغرور.

واعتبر مقري أن الرئيس الفرنسي أهان نظيره الجزائري ودخل في مواجهة غير مسبوقة مع كل النظام السياسي، ويتعامل مع الجزائر وكأنها دولة غير ذات سيادة.

الجزائريون يعرفون عدوهم من صديقهم

عبد القادر بن قرينة – رئيس حركة البناء الوطني

أكد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة: “تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانوال ماكرون ضد الجزائر تعبر عن مكنونات عدوانية في حق وطننا حاضرا، وتاريخ دولته وشعبه”.

في منشور له على صفحته الرسمية استنكر ما أسماه بـ “الاستغلال السياسوي” للجالية الجزائرية في الحملات الانتخابية وإهمال حقوقها والاعتداء على قيمها المسجلة خلال السنوات الأخيرة.

ورفض بن قرينة تماما المساس بالسيادة الوطنية والتدخل في الشأن الجزائري، قائلا: “الجزائريون يدركون جيدا عدوهم من صديقهم”.

وعبر رئيس حركة البناء الوطني عن رفضه “لأي محاولة عدوانية للمساس بمؤسسات دولتنا أو محاولة التفريق بينها، فهي وحدة واحدة ينظم عملها الدستور وقوانين الجمهورية ولا نقبل من أي كان التدخل في عملها أو التمييز بينها”.

وطالب بن قرينة بالوقوف إلى جنب الدولة ومؤسساتها الرسمية “بأي موقف سيادي يمكن أن تتخذه لصد مثل هذه الاعتداءات المتكررة من أناس لم يستطيعوا أن يتخلوا عن نظراتهم الاستعمارية والتي تجعلهم محل شفقة من صفعة شعبهم لهم في المواعيد المقبلة”.

وأضاف بن قرينة أن: “حكومة ماكرون اليوم منزعجة من فشلها المسجل داخليا وخارجيا وآخره أزمة الغواصات، مضيفا أن فرنسا تريد أن تصدّر لنا مشاكلها وإخفاق حكومتها التي لم تنجح سوى في صناعة ربما بعض التوترات”

الجزائر أمة قبل أجداد!

حفيظ دراجي – إعلامي جزائري

ردّ حفيظ دراجي الإعلامي الجزائري في قنوات “بي ان سبورتس” القطرية، على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتصريحاته الاستفزازية الأخيرة ضد الجزائر والجزائريين.

وجاء في منشور حفيظ دراجي على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك يخاطب فيه الرئيس الفرنسي: “يجب أن تعلم بأن العداء يأتي من الشعب الجزائري لفرنسا الاستعمارية (الاستدمارية) التي قتلت ونهبت وأجرمت ولا تزال ويجب أن تعلم بأن الجزائر كانت أمة قبل أجدادك، وكانت دولة تقرض لكم الأموال وتدفعون لها الجزية”

وأضاف دراجي: “أنت الذي تدعي الثقافة ومعرفة تاريخ الحضارات نذكرك بأن تركيا لم تكن موجودة قبل 1924، والجزائر هي التي استنجدت بالدولة العثمانية لمواجهة أجدادك الصليبيين.. تركيا كانت خلافة إسلامية تحت لواء الدولة العثمانية، وفرنسا كانت استعمارية استيطانية مجرمة، قتلت وشردت ونهبت، ومازالت تكن العداء لشعب لن يخضع للمساومة والابتزاز”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here