تمدد جزائري في أفريقيا عبر أنابيب الغاز

23
رمطان لعمارة - جانيوري يوسف مكامبا
محادثات وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمارة مع جانيوري يوسف مكامبا، وزير الطاقة لجمهورية تنزانيا

أفريقيا برس – الجزائر. جاءت زيارة وزير الطاقة التنزاني جانيوري يوسف مكامبا، للجزائر نهاية الأسبوع الماضي، في ظرف صعب تمر به سوق الطاقة في العالم وسط أزمة مغاربية كبيرة على خلفية قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية وعدم تجديد عقدها لخط الغاز العابر لأراضيها، وكما تأتي وسط سعي جزائري لتطبيق اتفاقها مع نيجيريا بخصوص خط الغاز العابر لأرضيهما والذي يمر عبر النيجر. كما تأتي هذه الزيارة وسط سعي الجزائر لتوسع في السوق الأفريقية في مجال الطاقة وعدة مجالات أخرى.

خبايا الزيارة

تمدد جزائري في أفريقيا عبر أنابيب الغاز

تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وكما قال ضيف الجزائر لدى استقباله من طرف وزير الخارجية رمطان لعمامرة، “لقد قدمت إلى الجزائر حاملا رسالة أخوّة من رئيسة تنزانيا، سامية سولوهو حسن، وكذلك رسالة من الشعب والحكومة التنزانية لشعب الجزائر الشقيق”. واعتبر الوزير التنزاني أن “الجزائر تعتبر بلدا صديقا لتنزانيا منذ استقلالنا كما كانت من بين أول الدول التي فتحت سفارتها بدار السلام”. وحظي وزير الطاقة التنزاني باستقبال الوزير الأول الجزائري وأيضا نظيره الجزائري محمد عرقاب.

وتصريحات الوزير جانيوري يوسف مكامبا لم تتوقف عند الجانب التاريخي فقط، حيث تطرق إلى التعاون في مجال الطاقة، وقال: “نحن على ثقة بأن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين يمكن تدعيمها وتطويرها بشكل أكبر”، وأكد الوزير التنزاني أن بلده “تعول كثيراً على الاستفادة من خبرة الجزائر التي نجحت كثيرا في مجال الطاقة”.

والتعاون في مجال الطاقة الذي تحدث عنه وزير تانزانيا، هو إمكانية إمداد تنزانيا بالمحروقات، وأيضا الاستثمار في الهندسة وتوليد الكهرباء وتطوير شبكة الكهرباء في تنزانيا، رابطا الأمر باستراتيجية التنمية لمجمعي “سوناطراك” و”سونلغاز” التي تستهدف انفتاحها على السوق الأفريقية.

وأفادت وزارة الطاقة الجزائرية، بأنها بحثت مع السلطات في تنزانيا “سبل ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقة والمناجم”. وجاء ذلك خلال استقبال وزير الطاقة  محمد عرقاب، وفدا برئاسة نظيره التزاني جانيوري يوسف مكامبا.

وأوضحت الوزارة في بيان أن الوزيرين وافقا على مخطط عمل بهذا الشأن، حيث “تم تكليف مجموعة عمل مشتركة بتنفيذ الإجراءات المختارة لدراسة إمكانات إمداد تنزانيا بالمحروقات (النفط الخام والمنتجات المكررة) وتخزين المحروقات”، كما ناقش الجانبان “فرص الاستثمار في الهندسة وتوليد الكهرباء وتطوير شبكة الكهرباء في تنزانيا”، إذ تم الاتفاق على التوقيع مذكرة تفاهم في هذا الصدد مستقبلا. وشدد وزير الطاقة والمناجم الجزائري على رغبة الجزائر في تعزيز العلاقات بين البلدين وتكثيف التبادلات مع الدول الأفريقية، كما أكد استعداد الجزائر لـ”دعم تنزانيا ومرافقتها بدرايتها وخبرتها في هذه المجالات”.

شرق أفريقيا وناقلات سوناطراك الغاز 

الموقع الجغرافي لتنزانيا، شرق أفريقيا يصعب التفكير في مشروع أنبوب غاز، يبقى الحل الوحيد هو النقل البحري للمحروقات عبر أسطول شركة سونارطراك الجزائرية.

تتوفر شركة سوناطراك في فرعها لنقل المحروقات عبر البحر شركة “هيبروك” على 6 ناقلات من الحجم الكبير تقوم بنقل الغاز الطبيعي المسال إلى زبائنها، هذه الناقلات التي تبلغ حمولتها الإجمالية، 765 ألف و177 متر مكعب هي، ناقلة الغاز “الوقارطة ”، بطاقة استيعاب 171 ألف و800 متر مكعب، ويصل طولها 291.5 متر، الناقلة “تسالة” بنفس حمولة وخصائص ناقلة  الغاز “الوقارطة “. الناقلة الثالثة هي الباخرة “لالة فاطة نسومر”، ويبلغ طولها 289.5 متر، أما حمولتها فتقدر بـ145 ألف و445 متر مكعب، وناقلة الغاز “عبان رمضان”، هي الرابعة في أسطول سوناطراك ويبلغ طولها 274.42 متر، أما حمولتها فتصل إلى ”126 ألف و132 متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال”. أما الناقلتان الخامسة والسادسة، تحملان تسمية الشيخ بوعمامة والشيخ المقراني، وتبلغ حمولتهما 75 ألفا و500 متر مكعب بطول يقدر بـ220 متر.

سونلغاز امتداد كهربائي أفريقي

محمد عرقاب - جانيوري يوسف مكامبا
وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب يلتقي وزير الطاقة في تنزانيا جانيوري يوسف مكامبا، بحضور رئيسي مُجمعي سوناطراك وسونلغاز

قام مجمع سونلغاز في السداسي الأول من سنة 2021، بتوقيع عدة اتفاقيات للاستثمار في الكوت ديفوار وغانا وتشاد، خاصة أنها تصنع المولدات الكهربائية ومحولات الضغط العالي والعدادات الكهربائية محليا، إضافة إلى تواجد الشركة في ليبيا عبر مشروع تعاون ودعم تقني للشعب الليبي حسب تصريحات المديرة المركزية في التطوير الخارجي بمجمع سونلغاز وداد حمرور.

هذه التصريحات دعمها كشف شاهر بولخراص الرئيس والمدير العام شركة سونلغاز بأن المجمع حاضر في 9 دول أفريقية في مجال التكوين وذلك عبر الجمعية الأفريقية لمؤسسات الطاقة الكهربائية التي يقع مقرها بأبيدجان بكوت ديفوار، وتحدث مدير سونلغاز عن إمكانية القيام باستثمارات جديدة في القارة الأفريقية.

ويبلغ عدد سكان أفريقيا المحرومون من الطاقة الكهربائية 640 مليون شخص حسب تصريحات شاهر بولخراص، بينما لا تتجاوز نسبة التغطية بالكهرباء في الكثير من دول القارة الـ15 بالمائة وتقتصر هذه التغطية فقط على بعض المدن الرئيسية.

وتسيل هذه الأرقام اللعاب وتفتح أبواب الاستثمار، وكانت آخر اتفاقية وقعها مجمع سونلغاز بداية شهر أكتوبر مع شركة الكهرباء النيجرية “نيجيلاك”، ويسعى مجمع سونلغاز من خلال مذكرة التفاهم إلى مرافقة “نيجيلاك” التي تخطط لتطوير شبكتها وأنظمتها المعلوماتية، على أن يتم تنفيذ بنود المذكرة عبر عدة مراحل. ويحرص مجمع سونلغاز على الاندماج ضمن المخطط الوطني الرامي إلى الانفتاح على السوق الخارجية، في إطار خلق موارد جديدة للعملة الصعبة خارج قطاع المحروقات.

وسبق للشركة الوطنية للكهرباء والغاز “سونلغاز” أن وقعت على اتفاق إطار لمرافقة تطوير شبكة نقل و توزيع الغاز بهذا البلد الأفريقي والشركة الوطنية للغاز لغينيا الاستوائية. وقدّر رضا تير رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إمكانيات الجزائر بتصدير ما قيمته مليار دولار من المنتجات والمعدات الكهربائية إلى السوق الأفريقية التي تعد منفذاً للتصدير بامتياز للتصدي . وقال رضا تير إن الجزائر تتوفر على كافة الإمكانات اللازمة والمؤهلات بما فيها “موروث صناعي صرفت عليه الدولة أموالا طائلة وقد حان الوقت للاستفادة منها”، على غرار مجمع سونلغاز .

وأضاف المتحدث ذاته أن سوق المعدات الكهربائية في الجزائر عرفت تطورا سريعا، لاسيما مع تطور الشبكات الكهربائية وعملية الإمداد بالكهرباء وتدابير تحقيق النجاعة الطاقوية وتطوير الشبكات الكهربائية الذكية والتخزين والتنقل المستدام، وهي الاستعمالات التي من شأنها تطوير هذه السوق، ولهذا الغرض يضيف المسؤول نفسه أنه بات من الضروري تحليل التوجيهات الداعمة للطلب وتبني نظرة استراتيجية إيجابية لتطويره ضمن حركية التصدير.

وذكر أن نظرة المجلس تعمل على البحث عن كيفية فتح المجال لترقية الصادرات بأفريقيا، خاصة وأن نصف سكان هذه القارة لا يستفيدون من الكهرباء، أي ما يعادل 600 مليون نسمة.

وأوضح المتحدث ذاته أن: “هناك طلب كبير من الدول الأفريقية، على غرار السنغال وعدد من دول أفريقيا الغربية، يتوجب علينا تلبيتها وذلك ضمن استراتيجية استباقية لولوج هذه السوق الأفريقية في إطار منطقة التجارة الحرة الأفريقية”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here