دعت الجزائر إلى “ضرورة الحفاظ على مسار المفاوضات المباشرة (بين المغرب وجبهة البوليساريو) دون شروط مسبقة وبنية حسنة بين طرفي النزاع”، وذلك في أول رد فعل لها عن قرار الهيئة الأممية بتمديد مهمة المينورسو في الصحراء الغربية، إلى غاية نهاية أكتوبر من العام المقبل.
وعبرت الجزائر بالمناسبة عن “امتعاضها من غياب إجماع كبير لأعضاء مجلس الأمن الدولي، حيث أشارت العديد من الدول إلى الطابع غير المتوازن للنص، وهو ما أكده بشكل خاص عضوان دائمان في مجلس الأمن وعضو إفريقي”.
وزارة الخارجية أوضحت أن الجزائر ستبقى بمثابة “المراقب الرسمي لمسار السلام، والبلد الذي لطالما قدم دعما بلا تحفظ لجهود الأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي”، كما جددت “تشبثها بمساندتها لجبهة البوليساريو، وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفق حل سياسي عادل”، مكذبة بذلك ما صدر عن رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني، من تصريحات بهذا الخصوص.
أما جبهة البوليساريو فقد وجهت انتقادات لاذعة للأمم المتحدة، بسبب القرار الجديد، والذي اعتبرته “رجوع مؤسف وغير مقبول إلى سياسة ترك الأمور على حالها”، كما اعتبرت ما جرى بأنه “نكسة خطيرة للزخم السياسي الذي خلقه مجلس الأمن”.
جبهة البوليساريو دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى “إعادة النظر في مشاركتها في عملية السلام برمتها”، والتي باتت مضيعة للوقت في رأي الكثير من المراقبين، بسبب غياب ضغط المجموعة الدولية على سياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها المغرب.
وبينما أكدت الجزائر على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بتنظيم حوار مباشر بين الطرفين المتنازعين، المغرب وجبهة البوليساريو، باعتباره يبقى الطريق الأسلم لإنهاء هذا النزاع الذي عمر لأكثر من أربعة عقود، تحاول المغرب المناورة من خلال سعيها إلى تعويم المفاوضات وذلك عبر إشراك دول الجوار مباشرة، بالرغم من تأكيد الجزائر وموريتانيا والمجموعة الدولية على أنهما طرفان ملاحظان.
وقد عبر عن الموقف المغربي هذا، وزير خارجيته، ناصر بوريطة، الذي قال إن “مسلسل الموائد المستديرة هو الإطار الوحيد للوصول إلى حل سياسي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”، في محاولة يائسة للتهرب من الحوار المباشر مع الطرف المعني مباشرة بالقضية، ممثلا في جبهة البوليساريو.
ما صدر عن المسؤول المغربي يبقى في عمومه مرفوض من طرف المجموعة الدولية، إلا في جانبه المتعلق بالحل السياسي، ومع ذلك يرى مراقبون أن اللعب على هذا الوتر هدفه محاولة الخروج من عنق الزجاجة، بعد أن بات موقفه نشازا في أعين المجموعة الدولية.