أعوان الحماية المدنية والغابات ومواطنون يقضون العيد في مصارعة النيران

21

قضى سكان العديد من القرى بولاية بجاية يومي العيد في مواجهة لهيب النيران إلى جانب أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات، الذين تجندوا لإخماد هذه الحرائق التي لا تزال تواصل إبادة الأخضر واليابس بهذه الولاية التي شهدت حرائق مهولة ازدادت حدتها خلال شهر جويلية المنقضي، محولة كل ما هو أخضر إلى رماد.. ليبقى السؤال مطروحا “من يقف وراء هذه الحرائق؟”.

وقد أحصت في هذا الصدد مصالح الحماية المدنية بالولاية، ما لا يقل عن 31 حريقا خلال أول أيام العيد مست 21 بلدية بإقليم الولاية أضخمها اندلع بغابة آيث علوان ببلدية أكفادو.

ولا تزال العديد من هذه الحرائق مشتعلة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، فيما جندت الحماية المدنية ومحافظة الغابات كل إمكانياتهما، مادية وبشرية، حيث تم تسخير في هذا الصدد أزيد من 70 شاحنة إطفاء وأكثر من 200 عون على رأسهم مدير الحماية المدنية لولاية بجاية، بالإضافة إلى تسخير إمكانيات البلديات من دون الحديث عن الدور البطولي الذي لعبه المواطنون في هذه العملية من خلال وضع كل إمكانياتهم على غرار صهاريج وبراميل الماء وحتى جراراتهم وشاحناتهم تحت تصرف المتطوعين وذلك بأمل إنقاذ غاباتهم وحقولهم وحتى منازلهم من الاحتراق، حيث وجهت الحماية المدنية في هذا الصدد نداء إلى كل المواطنين من أجل تقديم يد المساعدة في عملية الإخماد، وقد تنقل والي الولاية ليلا إلى منطقة بوحاتم ببلدية توجة بغرض طمأنة المواطنين وكذا لتقديم الدعم ولو كان معنويا لأعوان الإطفاء الذين نال منهم الإرهاق.

وبالنظر إلى حجم الخسائر التي لحقت بالولاية، والتي تتجاوز الألف هكتار منذ بداية الصائفة، في انتظار الأرقام النهائية، فإن سكان الولاية على غرار كل الجزائريين يتساءلون عمن يقف وراء هذه الحرائق التي لا تزال تندلع فجأة، محولة الأخضر واليابس إلى رماد، من دون الحديث عن الاختناقات وموجة الحر التي تصاحب في كل مرة هذه النيران، في الوقت الذي تبرأ فيه تجار الفحم من الاتهامات الموجهة إليهم، حيث أوضح أحدهم في هذا الشأن أن إنتاج الفحم يتم بطريقة خاصة عن طريق إحراق الحطب داخل حفرة، قبل ردمها وأن النيران لا تعطي فحما، إنما تحول كل شيء إلى رماد وخراب في مشاهد كئيبة يندى لها الجبين.

وقد طالب سكان الولاية بفتح تحقيق معمق بغرض تحديد أسباب ومرتكبي هذه الجرائم في حق الطبيعة والحيوان والإنسان بالإضافة إلى ضرورة تسخير الأسطول الجوي لإخماد هذه النيران التي لم يسلم منها حتى الأموات، بشكل مستمر وليس في مناسبات فقط.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here