أفريقيا برس – الجزائر. تحت شعار “ما وراء الحدود”، احتضنت الجزائر اليوم الثلاثاء، المهرجان الدولي التاسع للفن التشكيلي، الذي شارك فيه 120 فنانا من 34 دولة، مع حضور مميز للفنانين الجزائريين في المهجر.
وقال المسؤول عن تنظيم المهرجان، الفنان حمزة بونوة: “يختلف المعرض هذا العام عن الأعوام الماضية، ففي السابق كان عبارة عن معرض جماعي وفعاليات مرافقة، بينما اليوم يدخل ضمن استراتيجية جديدة، تتمثل في دعوة أروقة فنية خاصة دولية ومحلية جديدة للعرض من داخل الجزائر وخارجه، وتشارك معنا في هذه الدورة 29 قاعة دولية”.
وأضاف: “ما وراء الحدود” شعار فكرته دعوة العالم لاكتشاف حدودنا واكتشاف حدود الاَخر أيضا، والذهاب في مفهوم سوق فنية حقيقية”، موضحًا أنه يشارك في المهرجان “أكثر من 300عمل فني، و120 فنان، والهدف هو الذهاب إلى إيجاد شراكات بين الأروقة المشاركة، وتوقيع عقود بين قاعات جديدة للترويج للفن المعاصر”.
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي في الفن المعاصر، قال بونوة: “ينبع الفن من الأشياء الجديدة ويتفاعل معها، ولديه القدرة على إعادة إخراجها في قالب جديد، مع طرح الأسئلة سواء سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، وإخراجها بنمط جدّي، ما يجعل الفن قوة حقيقية”، شارحًا القول: “القوة على طرح الأسئلة الحقيقية فنيًا، ومعالجة المواضيع المعقدة، لمساعدة الإنسان على التخلص من إرهاصات قديمة والذهاب إلى أشياء جديدة”.
وأشار بونوة إلى “تزايد إقبال الشباب على الفن المعاصر”، مدللًا “بجذب أصحاب الأروقة الفنية، والشباب الموهوب الذي سيجد له عقودًا وشراكات تساعده في الولوج إلى الاحتراف الحقيقي”، وأردف: “كانت تنقصنا الاستراتيجية، لكننا اليوم نحاول إيجاد مشاريع ليتمكن من خلالها الفنان الدخول إلى ساحة الفن الدولي”.
من جهته، قال وسام عبد المولى، الأستاذ المحاضر في نظريات الفن بالمعهد العالي للفنون الجميلة في تونس، والمشارك في فعاليات المهرجان: “في الفن المعاصر العربي نتحدث عن فنانين عرب لهم تجارب معاصرة، فالفن المعاصر ليس حكرًا على الغرب”، وأضاف: “نحن في فترة ما بعد الحداثة، ومنذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم، هناك مجموعة كبيرة ومهمة من الفنانين المغاربة وعرب ساهمت بتجارب فنية معاصرة”.
وبحسب عبد المولى، “أسمى ما وضعته الحضارات كان في الفن، الذي يعد كائن حي يتغذى ويحيا ويتغير ويغير أدواته”، وتابع: “مؤخرا نتحدث كثيرا عن الفن الحديث بعد فترة كلاسيكية طويلة، ونؤكد أن وصول الفن وإدراجه تاريخيًا، راجع للمرجعية الغربية، لكنه اليوم تغير مقارنة بما سبقه”.
وأكد عبد المولى أن “الفن هو نشاط إنساني يُبدع أشياء نمارسها وننظر إليها، لكنها تحمل فكرا يتمثل من خلال الشكل والمواد التي يختارها، وتحمل ثقافته”، مشيرًا إلى أنه “رغم الفن الحديث لا نزال نعرض لوحات من التصوير ومنحوتات تعتمد على الخشب”.
وأكدت صونيا بوزيدي، الطالبة في الفن التشكيلي المعاصر، والمشاركة في المعرض، أن هذه “مشاركتها الأولى في المعرض، من خلال لوحتين تخوضان في موضوع ما وراء الحدود”، شارحة أن “اللوحة الأولى تعبر عن الحدود، التي يوجدها الإنسان لنفسه وتمنعه من الوصول لأهداف، فيما عبّرت اللوحة الثانية عن الإنسان الذي يوجد لنفسه حدود تحميه من العالم الخارجي”، متمنية أن “تُعرض هذه اللوحات في معارض دولية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





