أفريقيا برس – الجزائر. حتى العاشر من الشهر المقبل، يتواصل في “مركز الفنون والثقافة/ قصر رؤساء البحر” بالجزائر العاصمة معرض “شهادات فوتوغرافية” للمناضل والفنان الجزائري محمد كواسي (1922- 1996)، الذي افتتح أمس الإثنين.
يضيء المعرض محطّات بارزة من ثورة التحرير الجزائرية التي انخرط فيها كواسي، من خلال أكثر من مئة وخمسين صورة من أرشيف الفوتوغرافي الراحل، وبدأ توثيقها منذ عام 1955 حيث صوّر يوميات المجاهدين في أرض المعركة في مختلف المناطق الجزائرية، ومعايشاته داخل قواعد جيش التحرير الوطني، ومنها ما تتعلّق بالتدريب والتسليح وإدارة الصحة والفرق الطبّية النسائية.
الصور التي التقط أغلبها كواسي بالأبيض والأسود يمتدّ زمنها إلى عام 1963، تُسجّل أيضاً اجتماعات قادة الثورة ونشاطاتهم، ومجموعة من بورتريهات قادتها ورموزها السياسية والدبلوماسية، ومنهم أحمد بن بلّة (1916 – 2012) أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، وحسين آيت أحمد (1926 – 2015) الذي اصطدم مع رفاقه بعد التحرير، وعاش في منقاه الاختياري بسويسرا حتى عام 1988، ومحمد بوضياف (1915 – 1992) الذي اشترك مع آيت أحمد في صفوف المعارضة إلى حين عودته للجزائر وانتخابه رئيساً لكنّه اغتيل بعد نحو ستة أشهر.
وكذلك صور بن يوسف بن خدة (1920 – 2003) الذي عُيّن رئيس الحكومة المؤقّتة للثورة الجزائرية عام 1961، واعتزل السياسة وتفرّغ للعمل صيدلانياً بعد الاستقلال، وكلّ من السياسيّين، لخضر بن طوبال، وكريم بلقاسم، وعبد الحفيظ بوصوف، وامحمد يزيد، وفرحات عباس، وسعد دحلب، ومحمد الصديق بن يحي.
كما تعرض الصور أيضاً بورتريهات لعدد من السياسيين الذي عُرفوا بانحيازهم إلى الثورة، ومنهم المناضل الأُممي تشي غيفارا، والرؤساء الكونغولي باتريس لومومبا، والكوبي فيدل كاسترو، واليوغسلافي جوزيف تيتو، وقادة عرب من بينهم الحبيب بورقيبة وجمال عبد الناصر وحسين بن طلال.
كما يتضمّن المعرض صوراً لأطفال اللاجئين الجزائريين في تونس، إبّان حرب التحرير، ضمن مجموعة بعنوان “مجموعة أيتام الحرب”، وهي صور التقطها على الحدود بين تونس والجزائر، إلى جانب مجموعة بعنوان “أقسام الدراسة” وفيها صورهم وهم يتعلّمون، فيظهرهم بتعابير متناقضة تجمع بين الهلع من الحرب والتشرّد والأمل في العودة والمستقبل.
يُذكر أن محمد كواسي وُلد في مدينة البليدة سنة 1922، والتحق بجبهة التحرير الوطني حيث أصبح مسؤول مصلحة التصوير بوزارة الإعلام للحكومة المؤقتة عام 1958، وشغل منصب نائب مدير بوزارة الاعلام بعد الاستقلال قبل أن يتفرّغ للتصوير بشكل مستقلّ، ويقيم معارض عدّة في فرنسا وسويسرا ويوغسلافيا والجزائر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس