مسجد خالد بن سنان التاريخي مهدّد بالانهيار

11
مسجد خالد بن سنان التاريخي مهدّد بالانهيار
مسجد خالد بن سنان التاريخي مهدّد بالانهيار

افريقيا برسالجزائر. غير أن هذا المشروع الذي رصد له مبلغ 7 ملايير سنتيم، طاله التجميد ولم ير النور إلى اليوم، لتزداد وضعية هذا المسجد سوءا مع مرور الوقت، بسبب قدم بنايته وعدم التعجيل بإحداث الترميمات اللازمة والكفيلة بإعادة الاعتبار لهذا المعلم وحمايته من الانهيار الكلي. فهذا المعلم الديني والثقافي والسياحي الشهير، تم انجازه عام 1917 بفضل تبرعات المواطنين، من ساكنة المنطقة. حيث قرّر هؤلاء جمع الأموال تطوّعا لبناء مسجد، وقد تم لهم ذلك، بالاستعانة بأحد أبرز البنائيين المعماريين آنذاك، عمر قاقة الذي تؤكد عديد المصادر أنه من تكفل بزخرفة قبة المسجد الداخلية، كما قام بزخرفة بناية البريد المركزي بالعاصمة ومقر ولاية الجزائر، وكذا مقر الزاوية التيجانية بعين ماضي وزاوية الشيخ المختار بأولاد جلال.

فبعد إتمام البناء حمل هذا المسجد اسم خالد بن سنان العبسي، الذي تضاربت حوله الروايات، بين من يراه “النبي المنسي الذي ضيعه قومه” وهو حديث ضعيف، وبين كونه رجلا حكيما صالحا، صاحب كرامات من قبيلة بني عبس. وقد انتقل إلى المنطقة وتوفي فيها، حسب بعض الروايات، ليبنى ضريح على قبره ثم يشيّد مسجد بذات المكان. وبعيدا عن هذه الروايات، فإن الأكيد أن هذا الصرح الديني العتيق، نال طوال العقود السابقة وإلى اليوم مكانة خاصة لدى ساكنة سيدي خالد، كما أنه ضمن المعالم السياحية، فيما يعرف بالسياحة الدينية، حيث يستقطب يوميا عديد الزوار فضلا عن تحوله الى قبلة للمئات والآلاف من الزوار في ليلة 26 من شهر رمضان من كل سنة.

وبسبب طبيعة مواد البناء التي بني بها هذا المسجد، وتعاقب السنين، فإن هيكله بدأ يتضرر من سنة إلى أخرى، سيما مع نهاية التسعينات. حين بدأت التشققات تتسع على مستوى الجدران والأعمدة الرئيسية، وكذا على مستوى القبة الأثرية، والجدران والسقف. ولأن الأمر خطير، ويتعلق بانهيار هذا المعلم الديني، فإن مساعي الكثيرين، أسفرت في حدود العام 2009، عن تخصيص وزارة الثقافة، مشروعا لترميم هذا المسجد، وحسب مصادرنا، رُصد مبلغ 7 ملايير سنتيم، كتكلفة إجمالية لعملية الترميم، وكم كانت الفرحة عندما رأى رواد هذا المسجد، بداية إصلاح السقف، لوقف تسرب مياه الأمطار تمهيدا لانطلاق عملية الترميم الكبرى.

ولكن مع الأسف فإن عملية الترميم، توقفت عند مرحلة المناقصات، حيث دخل هذا المشروع في قائمة المشاريع المجمدة، إلى يومنا هذا.

وجرى إسناد الأقواس الداخلية، وبعض أجزاء البناية الكبرى للمسجد، بدعائم خشبية ومعدنية، لحماية الأجزاء المتضررة من الانهيار. لكن مع مرور سنوات طويلة، تضررت تلك الدعائم بدورها، ليصبح المسجد ككل مهددا بالانهيارـ أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يتطلب تدخلا من وزارتي الثقافة، والشؤون الدينية والسلطات العليا للبلاد، كما يتمنى ذلك ساكنة سيدي خالد ومحبو المعالم الأثرية والدينية بالمنطقة. فمن غير المعقول، يقول هؤلاء، أن يبقى مسجد خالد بن سنان العتيق مهددا بالانهيار، في أية لحظة، بسبب مشروع ظل مجمدا لسنوات دون رفع التجميد عنه خدمة لمعلم قد يكون من الصعب جدا تعويضه، لقيمته الدينية والعلمية والسياحية، ويقع في ولاية مرشحة لأن تكون رائدة في مجال السياحة الدينية، بفضل مثل هذه المعالم .. فهل من منقذ لمسجد خالد بن سنان قبل فوات الأوان؟

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here