استقطاب واسع للسياح الأجانب وانطلاق رقمنة المواقع الأثرية بباتنة

استقطاب واسع للسياح الأجانب وانطلاق رقمنة المواقع الأثرية بباتنة
استقطاب واسع للسياح الأجانب وانطلاق رقمنة المواقع الأثرية بباتنة

أفريقيا برس – الجزائر. شهد الموقع الأثري لضريح إمدغاسن النوميدي زيارة وفد سياحي أجنبي يضم أفرادا من عدة دول أوروبية، في مؤشر على تنامي الاهتمام الدولي بولاية باتنة كوجهة سياحية وثقافية.

وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من النشاطات التي تشمل مواقع أثرية أخرى مثل تيمقاد وتازولت، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية بالموقع الأثري زانة أولاد سبع، ما يتيح للزائر تجربة مزيج من التاريخ والثقافة الحية.

وأكد ديوان تسيير الممتلكات الثقافية أن هذه التحركات تعكس ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى الولاية، سواء من الداخل أو الخارج، مؤكدًا أن توافد الزوار على المواقع التاريخية أصبح ملموسًا ويزداد بشكل مستمر.

ارتفاع ملموس في أعداد الزوار

أحصت مديرية السياحة بولاية باتنة خلال عام 2024 قدوم 2653 سائحًا أجنبيًا، وهو رقم قياسي مقارنة بعام 2022 الذي سجل 600 سائح فقط. كما استقبلت المؤسسات الفندقية 4589 سائحًا أجنبيًا، إلى جانب أكثر من 45 ألف زائر جزائري، ما يعكس قدرة الولاية على استيعاب أعداد متزايدة من السياح ويبرز الأهمية المتنامية للقطاع السياحي الثقافي.

ويؤكد المسؤولون أن هذا النمو في أعداد الزوار يمثل دفعة كبيرة لتحفيز الاستثمار في السياحة الثقافية، ويعزز مكانة ولاية باتنة كوجهة سياحية للمهتمين بالتراث والحضارات القديمة.

زيارات متعددة للمواقع الأثرية

في سياق متصل، سجل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية استقبال سبعة وفود أجنبية دفعة واحدة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لموقع تيمقاد.

وشملت الوفود زائرين من بريطانيا والنمسا والمجر وبلغاريا وإيطاليا ورومانيا، بالإضافة إلى ثلاثة وفود أمريكية، حيث كان في استقبالهم موظفو ديوان تسيير الممتلكات الثقافية لتقديم شرح مفصل حول تاريخ الموقع وأهميته.

مشروع لرقمنة موقع تيمقاد

بالتوازي مع ذلك، شرعت وزارة الثقافة في مشروع رقمي لموقع تيمقاد، بالتعاون مع خبراء من مركز التراث العالمي وخبراء جزائريين، لإنشاء نسخ ثلاثية الأبعاد دقيقة للموقع الأثري باستخدام أحدث التقنيات الرقمية.

ويهدف المشروع إلى متابعة حالة الموقع، وحفظ تفاصيله، وتسهيل الترويج له على الصعيدين المحلي والدولي، ضمن مبادرة «الغوص في التراث الثقافي» التي أطلقتها اليونسكو لتوثيق المواقع الأثرية العالمية.

وأوضح مسؤول بمديرية الثقافة أن المشروع يشمل جمع البيانات وتحليلها وحفظها في قاعدة بيانات عالية الدقة، بما يضمن حماية التراث وتعزيزه كعامل جذب ثقافي وسياحي.

إدراج مواقع جديدة ضمن قائمة الحفظ

على صعيد حماية التراث المحلي، قامت مديرية الثقافة بإدراج أربعة مواقع أثرية جديدة ضمن الممتلكات الثقافية المحمية بالولاية، وهي: سوقرول ببلدية بوزينة، جبل بوغيول ببلدية تاكسلانت، ميلولاغ ببلدية بومقر، تاغيت بوزيد ببلدية نقاوس. وتعرض هذه المواقع رسومات صخرية تحاكي الحياة البدائية للإنسان، بما في ذلك الصيد والزراعة الأولية، ما يؤكد التواجد البشري في المنطقة منذ آلاف السنين.

كما تعمل المديرية على جرد ستة مواقع إضافية، من بينها مقلع الحجارة الروماني ببيطام ومسجد سيدي عبد السلام بتكوت، لتقييم إمكانية إدراجها ضمن الممتلكات الثقافية، بما يضمن حمايتها وإتاحة فرص البحث العلمي والدراسات التاريخية.

ويشير الخبراء إلى أن الاهتمام بالسياحة الأثرية والرقمنة الرقمية يعكس استراتيجية واضحة لتعزيز مكانة ولاية باتنة سياحيًا وثقافيًا، ويعكس مدى التزام السلطات المحلية والجهات المعنية بالحفاظ على التراث الثقافي الجزائري وترويجه عالميا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here