المسجد العتيق بقالمة حكاية أجيال في العلوم والجهاد

5
المسجد العتيق بقالمة حكاية أجيال في العلوم والجهاد
المسجد العتيق بقالمة حكاية أجيال في العلوم والجهاد

أفريقيا برس – الجزائر. لا يمكن أن تزور قالمة من دون التوجه إلى مسجدها العتيق، ولا يمكن أن تصلي في المسجد العتيق ابن خلدون من دون أن تذكر الأيام الخوالي وتاريخ المدينة ما بين علمائها ومجاهديها.

كانت مدينة قالمة “كالاما” قلب نوميديا الشرقية قديما مهدا لحضارات عديدة تعاقبت منذ العصور القديمة من نوميديا ماسينيسا ويوغرطا إلى إمبراطورية بيزنطا، روما وقرطاج إلى الفتوحات الإسلامية وصولا إلى الحكم العثماني ثمّ الاستعمار الفرنسي انتهاء بقالمة سويداني بوجمعة وهواري بومدين.

ومن المعالم الإسلامية بقالمة هو المسجد العتيق أو ابن خلدون، إذ يتوسط مدينة قالمة، في نهج مليكة بوزيت، وهو من أقدم المساجـد بولاية قـالـمـة، ويعتبر أحد الشّواهد التاريخية لمدينة قالمة، يجمع بين الفترتين العـثـمـانـيـة والفرنسية، حـيـث تـمّ تـشـيـيـده سنة 1824م في أثناء ولاية أحمد باي في أواخر العهد العثماني، وتمّ افتتاحه في بداية الفتـرة الاستعمارية، سنة 1852م، ويقال إنّ أول صلاة أقيمت به سنة 1851م.

والمسجد العتيق واحد من أبرز المعالم الدينية التاريخية، تم بناؤه بفضل سواعد أبناء المنطقة ومن خالص مالهم عن طريق التطوع وجمع التبرعات وبخاصة بعد كل موسم حصاد، وهو مبرمج تصنيفه ضمن التراث الوطني، تمّ ترميمه مؤخرا.

فهو تحفة هندسية مميّزة بالتصميم الفريد الذي يمزج بين الجمال والبساطة، حيث استعملت في بنائه الأحجار المصقولة ذات الأشكال المستطيلة وهي من بقايا المدينة الرومانية القديمة التي كانت متناثرة في كل مكان، وتقنيات هندسية دقيقة ويحتوي على زخارف فنية جميلة مستوحاة من عهد بني حماد، وله مئذنة دائرية الشكل من الرخام الوردي، يبلغ ارتفاعها حوالي 7 أمتار. يتربّع المسجد على مساحة 1387 م2، ويشمل على قاعات للرجال وللنساء وقسم لتعليم القرآن الكريم. كما يحتوي أيضا على غرفة كبيرة تحت الأرض عبارة عن مخزن بنيت في عهد العثمانيين، وضعت فيه المئونة إبان الثورة التحريرية.

ومن المعلوم، أن طبيعة الأرضية لهذا المعلم هي وقف مقيّد تحت البند رقم 03 من سجل رقم 02 المتضمن الأملاك المخصصة، بموجب القرار الوزاري الصادر بتاريخ 20 جانفي 1945، والقرار المؤرخ في 18 ماي 1945 الصادر عن الحاكم العام الفرنسي في الفترة الاستعمارية، وبالمختصر المفيد فهو مسجد يروي من صلوا فيه تاريخه، من هواري بومدين الذي حفظ بعض القرآن فيه، إلى الشهيد سويداني بوجمعة الذي تتلمذ فيه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here