بن دودة تدعو إلى استثمار الموروث الأمازيغي في الأعمال المسرحية

بن دودة تدعو إلى استثمار الموروث الأمازيغي في الأعمال المسرحية
بن دودة تدعو إلى استثمار الموروث الأمازيغي في الأعمال المسرحية

أفريقيا برس – الجزائر. أشرف ليلة السبت، على انطلاق فعاليات الطبعة الـ14 للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة، “عبد الرزاق بابا”، ممثل وزيرة الثقافة والفنون، ووالي الولاية رفقة السلطات المحلية وإطارات من القطاع الثقافي، وذلك بالمسرح الجهوي الدكتور صالح لمباركية، وسط حضور نوعي لوجوه فنية ومسرحية وجمهور غفير جاء للاحتفاء بأبي الفنون وللانغماس في أجواء الفرجة الأمازيغية التي دأب المهرجان على تقديمها منذ تأسيسه.

وفي كلمة لوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، قرأها نيابة عنها عبد الرزاق بابا، أكدت على أهمية هذه التظاهرة باعتبار أن “المسرح كان دائما مرآة للمجتمع ومنبرا حيا لوعيه”، مبرزة أن “احتضانه للموروث الأمازيغي وتوظيف رموزه وفنونه يعد خطوة راقية في تثمين مكون أصيل من مكونات هويتنا الوطنية”.

وأضافت الوزيرة في كلمتها: “فحق لنا أن ننظم المهرجانات والفعاليات والملتقيات التي تعيد الاعتبار لهذا الإرث وتحفزنا على الارتقاء به”، داعية إلى “تشجيع المبدعين على استثمار الموروث الأمازيغي في الأعمال المسرحية والسينما والسعي إلى استرجاع رموزه والاحتفاء بروافده وكذا ضرورة الانخراط في مقاربة إنتاجية وجعل المهرجان فعالية حية ومتواصلة لا ترتبط ببضعة أيام”.

من جهته، أكد محافظ المهرجان، عبد الحميد علاوي، أن هذه التظاهرة “تبقى فضاء للمبدعين في مجال المسرح للمساهمة في ترقيته والنهوض به وأيضا إثراء المشهد الثقافي الوطني”، داعيا المسارح الجهوية إلى دعم فعاليات التظاهرة بعروض مسرحية باللغة الأمازيغية ترفع من مستوى المنافسة.

وتُقام الطبعة الحالية بمشاركة سبع فرق مسرحية تمثل مسارح جهوية وتعاونيات وجمعيات ثقافية من مختلف ولايات الوطن، تتنافس على جوائز المهرجان في أصناف متعددة. وقد تم اختيار العروض بعد عملية انتقاء دقيقة خضعت لشروط فنية وتقنية تخص جودة النص والإخراج وتماشي العمل مع ضوابط المسرح الأمازيغي، إلى جانب احترام الثوابت الوطنية ومقومات الهوية. وتشمل قائمة العروض المنتقاة أعمالًا حديثة الإنتاج ناطقة بالأمازيغية بمختلف لهجاتها، تتنوع بين التراجيديا، الكوميديا، المسرح الغنائي والتجريبي.

وأكد المنظمون أن الشروط التقنية للترشح، المتعلقة بالإضاءة والصوت والديكور، إضافة إلى مدة العرض المحصورة بين 50 و90 دقيقة، جاءت بهدف رفع مستوى المنافسة وضمان تقديم عروض احترافية تستجيب لرهانات تطوير المسرح الأمازيغي. وستتولى لجنة تحكيم تضم نقادًا ومخرجين وفنانين تقييم الأعمال وفق معايير فنية دقيقة، على أن تُمنح جوائز أحسن عرض متكامل، أحسن نص، أحسن إخراج، أحسن أداء تمثيلي، فضلًا عن جائزة لجنة التحكيم.

وتتضمن فعاليات المهرجان ندوات علمية تتناول قضايا المسرح الأمازيغي ومكانته في المشهد الثقافي الوطني، من بينها ندوة حول الاستثمار في التراث الشعبي لصناعة الفرجة المسرحية وأخرى حول الخطاب البصري وجماليات التمثيل البصري للموروث الأمازيغي. كما خُصصت جلسات أكاديمية لعرض تجارب مسرحة التراث القبائلي والشاوي و”الإيراد”، بما يعكس الطابع الهوياتي للمهرجان وحرصه على بحث جذور الفرجة الشعبية.

وفي جديد هذه الطبعة، فتحت المحافظة باب التسجيل في ورشات تكوينية في الإخراج والسينوغرافيا وفن التمثيل، يشرف عليها مخرجون محترفون، مع توفير الإقامة للمشاركين الراغبين من مختلف ولايات الوطن، بهدف صقل مهارات الشباب ومنحهم فرصة للاحتكاك المباشر مع الخبرات المسرحية.

وتميّزت دورة هذا العام بتكريم المسرحي الراحل صالح حوش، الذي تحمل الطبعة اسمه، تقديرًا لمسيرته الطويلة وجهوده في خدمة المسرح الجزائري والأمازيغي، حيث تم تكريم أفراد عائلته خلال حفل الافتتاح وسط أجواء مؤثرة تعكس الوفاء لمن وضعوا اللبنات الأولى لهذا الفن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here