شحّ التساقط يجدّد الدعوة لصلاة الاستسقاء

شحّ التساقط يجدّد الدعوة لصلاة الاستسقاء
شحّ التساقط يجدّد الدعوة لصلاة الاستسقاء

أفريقيا برس – الجزائر. رغم التّهاطل الكبير للأمطار عبر عدّة ولايات من الوطن، عرفت مناطق أخرى شحّا في التساقط، بل جفافا حقيقيا، وهو ما جعل وزارة الشؤون الدينية تدعو لإقامة صلاة الاستسقاء يوم الاثنين، أمر استحسنه سكان بعض الولايات المتضررة، فيما دعا الأئمة، إلى المشاركة الواسعة في إقامة الصلاة، مع الالتزام بآدابها من إخلاص في الدّعاء والصّيام والصّدقات والتوبة الخالصة.

دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أئمة مساجد الجمهورية لإقامة صلاة الاستسقاء الاثنين المقبل، إثر تأخر سقوط الأمطار عبر كثير من ولايات الوطن.

حجيمي: الاستسقاء مطلوبة في أي زمان ومكان

وحسب ما ورد في البيان الصادر عن الوزارة فإنّه ”وبالنظر إلى الطلبات الملحة التي وصلت إلى الإدارة المركزية للوزارة من ربوع الوطن، بخصوص ضرورة إقامة صلاة الاستسقاء بعد تأخر سقوط الأمطار بها، راسلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كافة مديريات القطاع بالولايات، من أجل إقامة صلاة الاستسقاء يوم الاثنين 15 جمادي الأول 1443 هجري الموافق لـ20 ديسمبر الجاري، على الساعة العاشرة صباحا”.

جمال غول: نُرحب بالدعوة للصلاة.. ولكن لدينا تحفظات

وأضاف البيان أنّه ”طلب من الأئمة اغتنام كل متاح، للتذكير بأحكام صلاة الاستسقاء وآدابها، ومنها التوبة والاستغفار وردّ المظالم والتحلل منها وصلة الأرحام والصيام قبل الصلاة، وإخراج الصدقات تحقيقا لمعاني التكافل الاجتماعي”.

تيبازة وبجاية عرفتا تساقطا فوق المعدل السنوي

وفي الموضوع، أكّد المختص في أحوال الطقس، الشيخ فرحات، بأن مناطق الجزائر عرفت تفاوتا في كمّيات التساقط، فبينما سجلت ولايات معدل تساقط فاق المعدل السنوي بكثير، عرفت ولايات أخرى ندرة في الأمطار، بل جفافا.

وأوضح في تصريح لـ”الشروق”، بأنّ المناطق الساحلية، والوسطى، والوسطى الغربية، والوسطى الشرقية، عرفت تساقطا معتبرا للأمطار، “أمّا مناطق مثل الجلفة، تبسة، أم البواقي، سوق أهراس، عنابة، الطارف، باتنة، خنشلة، بسكرة، سكيكدة، قسنطينة، المسيلة، عين تيموشنت، تلمسان، النعامة، البيض.. فمنها ما شهد تساقطا للأمطار بكميات قليلة جدا، وأخرى انعدمت فيها الأمطار”.

وأكّد المتحدث، بأنّ كثيرا من الولايات، عرفت معدل تساقط فصلي تحت المعدل السنوي.

بينما عرفت مناطق أخرى تساقطا معتبرا للأمطار، وقال “ولايات مثل الجزائر العاصمة وتيبازة والمدية وعين الدفلة والشلف وبومرداس وتيزو وزو وبجاية وغيرها.. كانت الأكثر انتعاشا بالأمطار، لدرجة أنّ ولاية مثل تيبازة، سجّلت كمية تساقط في ظرف شهر واحد فقط، تفوق المعدل السنوي للتساقط فيها بمرتين، حيث كانت تسجل معدل تساقط بين 800 و1000 ملمتر سنويا، فيما سجلت خلال شهر نوفمبر وبداية ديسمبر فقط تساقطا وصل الى 500 ملمتر. وفي بجاية مثلا فأكد بعض سُكانها، بأنه من شدة تساقط الأمطار، أضحت المياه تنفجر من تحت الأرض إلى السطح”.

وفي هذا الصّدد، أكد رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، جمال غول في تصريح لـ”الشروق”، بأنّ صلاة الاستسقاء، عبادة جليلة لما فيها من إظهار الافتقار والعبودية لله الخالق الرازق، تقام عند عدم نزول المطر طلبا للسقيا من الله.

المطلوب صلاة استسقاء للولايات المُتضررة فقط

وثمّن غول قرار وزارة الشؤون الدينية، بدعوة المصلين لإقامة صلاة الاستسقاء “نثمّن من جانبين، فبعض الولايات لازلت تحتاج إلى نزول الغيث، وهي مهددة بالقحط وفساد الموسم الفلاحي لا قدر الله، والجانب الثاني، الإعلام بها مسبقا حتى يُحضّر الناس أنفسهم لإقامتها، كالتوبة والصدقة والصوم ورد المظالم.. وغيرها”.

فيما تحفظ المجلس المستقل للأئمة، على الدعوة لإقامة الصلاة من جانب عدم تخصيصها للولايات التي هي بحاجة إليها، كولاية باتنة وبسكرة والجلفة وتلمسان وغيرها، وفي تعميمها على جميع الولايات، ما نعتبره حرجا من حيث أن الأمطار تساقطت بكثرة وتسببت أحيانا في بعض الخسائر، مثل ما حصل في الجزائر العاصمة”.

أما الجانب الثاني، حسب غول، فهو تخصيص يوم الاثنين لإقامة صلاة الإستسقاء، وهو يوم مناسب لصوم النافلة، ولكنه غير مناسب من حيث كونه يوم عمل، وكثير من المصلين لن يتمكنوا من الاجتماع لأدائها، وذلك من مقاصدها”.

ورفعا للتحفظات، يقترح المجلس أن يُلغى التعميم وتخصص الصلاة للمناطق المحتاجة إليها، وأن يُترك مجال الاجتهاد للمجالس العلمية، على مستوى المديريات من حيث مكان إقامتها، كتعيين المصليات أو المساجد التي تقام فيها، حتى يجتمع الناس فيها ولا يتفرقون في كل المساجد.

الإستسقاء سنّة مؤكّدة ومطلوبة في أي وقت

بينما، أكد لأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي لـ”الشروق”، بأن المناطق التي تحتاج الى غيث، فمن السنة النبوية الشريفة، أن نُصلّي الاستسقاء لها طلبا من الله عز وجل، وحسب الجهات التي تحتاج إلى الغيث، مع الأخذ بشروطها وأسبابها، مثل الصيام والصدقات، وخروج الناس إلى البيداء استجابة للدعاء، وقال “هي سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومتى احتاج الناس إليها يكررونها حتى يستجيب الله سبحانه وتعالى وينزل الغيث”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here