صالح فلاحي ينتقد بن بلة وبومدين وبوتفليقة ويؤجل الحكم على الشاذلي وزروال

10

أصدر، مؤخرا، الدكتور صالح فلاحي من جامعة باتنة، ثلاثة كتب جديدة عن دار نسيبان للنشر والتوزيع بالجزائر العاصمة، وقد عنون الكتاب الأول بـ “الصراع السردمي.. أو عندما يأبى التاريخ أن يتوقف”، أما الإصدار الثاني فصب في الشق الاقتصادي ويحمل عنوان “المسار التنموي بين الانكسار وأمل الانتصار..” تضمن رؤى تحليلية ونقدية لبعض المشكلات التنموية، فيما كان الكتاب الثالث بعنوان “السراج المنير في هندسة وضبط قواعد البحث والتحرير”، وهو بمثابة دليل مهم يساعد الباحثين في ضبط آليات كتابة البحوث والرسائل الجامعية.

يرى الدكتور صالح فلاحي من جامعة باتنة في كتابه الجديد “الصراع السرمدي.. أو عندما يأبى التاريخ أن يتوقف”، الذي قدم له الأستاذ محمد الهادي الحسني، بأن الجزائر تفاعلت مع أحداث جسام وويلات عظام، ماضيا وحاضرا، أكثرها إيلاما تلك التي لها صلة بـ “الاستدمار” الفرنسي وتكاليفها الباهظة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، مضيفا أنه من الضروري استهجان سلوك السياسيين الخانعين لقوى الاستكبار أيا كان مصدره ولونه الإيديولوجي. وفي الوقت ذاته ينحني تقديرا وإجلالا لكل من أسهم في الدفاع عن كرامة الإنسان في بلدي في المقام الأول. ويقول الدكتور فلاحي في هذا الجانب: “قد أبتلع عن مَضَضٍ ما ألَمَّ بي من أوجاع في صباي، ولكن ما الأمر عندما تلاحقني المآسي في كبري؟”، مضيفا أنه كان أملنا ولا يزال أن يكون لنا قادة من طينة متميزة يحرّرون الفرد من ثقافة الخنوع لقوى الاستكبار؛ ويقيمون العدل الغائب لمدة قرن وثلث القرن.

وقد ورد هذا الكتاب في ثلاثة فصول تضمنت عدة جوانب وصفها الكاتب بالمهمة، حيث دوّن في الفصل الأول بعض السلوكيات المربكة حينا والمستهجنة أحيانا كثيرة من الذين أصابهم التيه حسب قوله، وهي محاولة لكشف سوءة الظاهرة الاستعمارية وتبعاتها في الجزائر. كما تناول انتكاسة المسار السياسي في الجزائر. وفيه عرض تحليل لأداء ثلاثة من الرؤساء خلال فترة حكمهم، وهم أحمد بن بلة وهواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة، لقناعته بأن هؤلاء ألحقوا أضرارا بليغة بالبلد، وكل منهم جنى عليه بطريقته الخاصة، فيما أرجأ الحديث عن الرؤساء الآخرين (الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف وعلي كافي ولمين زروال)، لأن حالهم حسب قوله لم ينكشف بعد أو أقل سوء ممن ذُكِروا، مبررا ذلك بحدوث مآس مفجعة، منها حوادث 5 أكتوبر 1988 الدموية التي كانت حسب قوله نقطة تحوّل في المسار الديمقراطي وما تلاها من منكرات ارتكبت في مناطق كثيرة من الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضي. وقال فلاحي: “لقد أُقِيل الشاذلي واغْتِيلَ بوضياف وأُبعِدَ كافي وأُرغِمَ زروال على الاستقالة”. أما الفصل الثاني فتناول فيه ظاهرة انبعاث الأفكار الوطنية في الوطن العربي بداية واضمحلالها في مراحل لاحقة، مشيرا إلى ما اصطلح عليه بالربيع العربي الذي أيقظ حسب قوله الضمائر النائمة وأزال عنها ما أمكن من أدْرَانِ الديكتاتوريات التي جثمت على صدورها عقودا من الزمن. ومع ما هنالك من تفاوت فيما بينها من حيث الليونة وندرتها والقساوة وكثرتها. كما أشار إلى نماذج الاستبداد في العالم، ومفارقات في رؤى الدول الغربية للحريات، وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي أفضت إلى الصدمة العنيفة، أو ما أصبح يعرف بأحداث 11 سبتمبر 2001. فيما وقف عند ختام الفصل الثالث على وقفة الأتراك ضد الانقلابيين، وحرصهم حسب قوله على حماية المكاسب التي تحققت لهم من خلال الممارسة الديمقراطية.

من جانب آخر، فقد تضمن الكتاب الثاني “المسار التنموي بين الانكسار وأمل الانتصار..”، للدكتور صالح فلاحي، رؤى تحليلية ونقدية لبعض المشكلات التنموية في الجزائر وفي الدول العربية والعالم، وهذا من خلال عرض الانتكاسات التي تعرضت لها بعض الدول العربية منها الجزائر في المجال التنموي، حيث وردت مواضيع الكتاب في عشرة فصول، مثل المسار التنموي في الجزائر منذ الاستقلال، مركزا على قطاع السياحة والفلاحة والصناعة وغيرها، أما الكتاب الثالث “السراج المنير في هندسة وضبط قواعد البحث والتحرير” فهو محاولة لمساعدة الطلبة الجامعيين والباحثين على تجاوز المشكلات البحثية والتحكم في مختلف الجوانب المنهجية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here