عشرة آلاف مصل يملؤون جامع الأمير عبد القادر في التراويح

8
عشرة آلاف مصل يملؤون جامع الأمير عبد القادر في التراويح
عشرة آلاف مصل يملؤون جامع الأمير عبد القادر في التراويح

أفريقيا برس – الجزائر. عاد المصلون، بقوة في رمضان 2024 إلى جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، ولم تعد ساحة الجامع الكبير، أو ثاني جامع في الجزائر، ولا الساحات المحيطة بها، قادرة على استيعاب مئات السيارات التي يريد أصحابها ركنها غير بعيد عن الجامع، من أجل التمتع بأداء الصلاة في الجامع التاريخي، الذي صلى فيه العشرات من علماء الأمة الإسلامية، من أمثال الشيخ القرضاوي والشيخ سعيد البوطي والشيخ حسان والفنان الإنجليزي كات ستيفنس المعتنق للدين الإسلامي، إضافة إلى الدعاة المعروفين في العالم الإسلامي من الشيخ القرني إلى الدكتورة سعاد صالح.

ويحتفل جامع الأمير عبد القادر الآن، بمرور ثلاثين سنة عن تدشينه بصفة رسمية وانطلاق صلاة الجمعة والصلوات المفروضة فيه، في سنوات الأزمة الجزائرية في سنة 1994.

ويتميز جامع الأمير عبد القادر عن كل جوامع الجزائر والعالم الإسلامي بزخرفته الفريدة من نوعها، والتي أخذت من الزمن مالا يقل عن العقدين، حتى ظهر بهذا الجمال الخرافي، بشهادة المصريين والخليجيين والإندونيسيين من الذي تبهرهم هندسته ويرونه واحدا من أجمل البنايات المعمارية في العالم الإسلامي بأسره.

تدشين جامع العاصمة الأكبر في الجزائر والعالم، بعد مسجدي رسول الله والحرم المكي، بعث جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة من جديد، وفي أول يوم من صلاة التراويح، التي أمّها القارئ العالمي محمد إرشاد مربعي، لاحظ جموع المصلين كثافة الحضور، سواء من الرجال أم من النساء اللائي ملأن المصلى الكبير المخصص لهن.

وبالرغم من أن صلاة التراويح لم تُنقل من الجامع كما جرت العادة، على القناة التلفزيونية الرسمية، إلا أن الآلاف من مختلف ولايات شرق البلاد ومن ضيوف المدينة، كانوا يبحثون لهم عن مكان وهو ما مكّن الجامع من احتواء ما لا يقل عن 10 آلاف مصل، ليس في صلاة التراويح فقط، وإنما في أول صلاة جمعة في شهر رمضان، مع شبه امتلاء في بقية الصلوات المفروضة ومنها صلاة الصبح.

جمعية المسجد الكبير الأمير عبد القادر، أطلت في رمضان الحالي بزربية عملاقة واحدة بديعة، مفروشة على المقاس وبطريقة جميلة، إضافة إلى لونها الأزرق المبهر، في كل بلاط الجامع، كما لاحظ المواطنون تحسينات رائعة في الإضاءة وسلاسة في الدخول والخروج إلى المسجد، ونظام على طريقة رئيس جمعية الجامع ومؤسسه الأول المرحوم أحمد بن عبد الرحمان، الرجل الذي شاهد في المنام في ستينيات القرن الماضي بعد الاستقلال، نفسه يصلي في جامع في نفس المكان، الذي كان مجرد هضبة مترامية الأطراف، فنقل للرئيس الراحل هواري بومدين منامه، وبدأت الفكرة إلى أن تجسدت في زمن الشاذلي بن جديد، مسجدا وجامعة إسلامية للشريعة، وواصل الشيخ أحمد بن عبد الرحمان عمله على رأس الجمعية وسنّه على حدود مئة عام، إلى أن توفي في زمن كورونا وترك برنامجا من العمل الاحترافي، الذي يجعل أي وافد على الجامع يشعر بأنه في مؤسسة قائمة بذاتها.

عودة المصلين بقوة، يمكن ملاحظته في مساءات رمضان، وما ساعد فيه، هو أن الجامع تقابله محطة لخط ترامواي، سواء للقادم من قلب مدينة قسنطينة بمحطة بن عبد المالك رمضان، أو بالنسبة للقادمين من المدينة الجديدة علي منجلي، فبمجرد الانتهاء من الإفطار، حتى تلاحظ اكتناز قاطرات ترامواي بالمقبلين على الجامع وأحيانا هم عائلات من الرجال والنسوة والأطفال، يتوقفون ليتمتعوا ويستريحوا بصلاة التراويح في الجامع التحفة.

في الجمعة الأول من شهر رمضان، بقي المئات من المصلين بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، في رحاب وبين أرجاء وساحات المسجد مستغلين الجو الربيعي، حيث قاموا بالتقاط صور وفيديوهات، وحتى الذين لم يفعلوها على مدار ثلاثين سنة من افتتاحه، فعلوها هذه المرة والتقطوا لأنفسهم صورا أمام بوابات وفي قلب الجامع، الذي استهلك بناؤه ما لا يقل عن ربع قرن من الزمان، حيث تم تسليم جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في سنة 1984، وتأخر تسليم الجامع إلى عشر سنوات لاحقة، وكان من المفروض أن تعلوه أربع منارات ليتوقف العدد على منارتين يمكن مشاهدتهما، من أي مكان من عاصمة الجسور المعلقة التي مدّت جسرا عاطفيا جديدا، نحو جامع الأمير عبد القادر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here