مشروع لبعث النشاط التضامني التربوي في الزوايا

3
مشروع لبعث النشاط التضامني التربوي في الزوايا
مشروع لبعث النشاط التضامني التربوي في الزوايا

أفريقيا برس – الجزائر. لا يمكن لأحد أن ينكر اليوم، دور الزوايا في المجتمع الجزائري، رغم كل التطورات الحادثة، والتحول الرقمي السريع، لأنها تبقى تحمل تلك الرمزية الاجتماعية والثقافية للموروث الإنساني، وترتبط بالوجدان التاريخي، والبناء العلمي والديني، والتكافل والتضامن الشعبي دون التمييز بين مختلف الشرائح المجتمعية.

وتعكف وزارة الشؤون الدينية، على إعادة الثقة في الزوايا كمؤسسات دينية تراثية، يمكن جعلها تدخل في المنافسة القوية مع مؤسسات أخرى في التنمية البشرية، بإدخال التطور التكنولوجي والرقمي، لإعطاء صورة فكرية للمجتمع الجزائري، والمساهمة في التكافل التضامني التربوي الديني.

وقال في السياق، الدكتور موسى اسماعيل، رئيس المجلس العلمي بجامع الجزائر، على هامش جلسات رمضانية تحت شعار “القيم الحضارية ورهانات المستقبل” بقصر الثقافة مفدي زكريا، إن الزوايا لها أبعاد فكرية، وعلمية واجتماعية قوية، حيث تم تطرح موضوعها لمعرفة كيفية الاستفادة من الزوايا والصوفية في الحياة اليوم، سواء من جانب الثقافي التكافلي التضامني التربوي، أم للوصول إلى مقترحات وحلول وجعلها فضاء يجمع بعض الفئات الشعبية في ضوء التضامن والتقرب من الفقراء والمساكين، وإعانتهم، وفتح المجال لهم لتعلم القرآن الكريم.

ودعا إلى إعادة الثقة في مثل هذه المؤسسات، مشيرا إلى أن في كل المناطق الجزائرية، زوايا، رغم اختلاف عددها من ولاية إلى أخرى، إلا أنها مفتوحة للتعليم القرآني، والإصلاح الاجتماعي، وإطعام ابن السبيل.

وأكد الدكتور موسى اسماعيل، رئيس المجلس العلمي بجامع الجزائر، أن هناك مشروعا سيجعل من الزوايا مكانا اجتماعيا دينيا، يتقرب إلى فئات المجتمع التي تحمل في وجدانها دلالة رمزية للزاوية، حيث ستدخل الرقمنة والتكنولوجية في هذا الفضاء الذي سيضم لقاءات في المناسبات الدينية والوطنية.

وفي السياق، أوضح الدكتور والباحث رشيد بوسعادة، عضو المجلس العلمي بجامع الجزائر، ومختص في الأنتروبولوجيا الاجتماعية، أن الزوايا تجمع بين الناس في مختلف الشرائح، وتساعد على الوحدة الاجتماعية والثقافية في المجتمع، ويمكن أن نستفيد منها في منظوماتنا الثقافية، حيث تعلب التجارب الصوفية دورا في ترسيخ الأخلاق والعلاقات الإنسانية.

وقال ذات المتحدث، خلال الجلسة الثانية لـ”القيم الحضارية ورهانات المستقبل”، التي جاء عنوانها هذه المرة “التصوف والزوايا وأثرها في نشر قيم المحبة والتضامن”، إن تجديد الثقة والتطوير لهذه المؤسسات، كمجتمع قائم بذاته ويتضمن بناء ثقافيا اقتصاديا وسياسيا وتعليميا، هو في حد ذاته سعي جدي لخلق التضامن والتلاحم الشعبي الأخلاقي.

والمطلوب، بحسب الدكتور بوسعادة، من كل الهيئات أن تستفيد من هذا التراث، بوضع خطة لمحاولة التنسيق بين بعض الزوايا، حيث تعكف وزارة الشؤون الدينية، بحسبه، على إحياء هذه المؤسسات كمشاريع جديدة لبعث دورها التنموي.

وقال: “لا يمكن فهم المجتمع الجزائري دون العودة إلى الزوايا، هناك زوايا علمية ليس بها شيخ ولا زيارة، وزاويا مبنية على العلم بها شيخ يحمي الفقراء والمساكين، وزوايا بها ضريح وهي الزوايا الطرقية تعطي من الناحية الاجتماعية صورة عن مجتمع بعض المناطق الجزائرية”.

وأشاد بدور بعض الزوايا التي باتت أشبه بمكتبات علمية تنافس الجامعات يعول عليها في دخول معركة التنمية البشرية والتطور العلمي المواكب للتكنولوجيا.

وأجمع المتدخلون، في جلسات رمضانية بقصر الثقافة، على أن هناك العديد من الزوايا عبر الوطن، لعبت خلال هذا رمضان دورا قويا في التكفل بإطعام ابن السبيل، والفقراء والمساكين، سواء من خلال توزيع طرود غذائية ومالية، أم باستقبال هؤلاء للتناول وجبة الإفطار التي يعدها المتطوعون.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here