تدنيس السور البيزنطي و”باب كركلا” في تبسة بكتابات مشينة

15
تدنيس السور البيزنطي و”باب كركلا” في تبسة بكتابات مشينة
تدنيس السور البيزنطي و”باب كركلا” في تبسة بكتابات مشينة

أفريقيا برس – الجزائر. أصبح سكان مدينة تبسة، نهار السبت، على صدمة ما حدث في السور البيزنطي، بوسط المدينة، الذي يعد من أهم المعالم الأثرية للمدينة، حيث طاله التدنيس، من خلال كتابات مشينة وقبيحة، ونقش على حجارته القديمة، التي تعود للعهد البيزنطي.

وباشرت الجهات الأمنية بتبسة فتح تحقيق حول الكتابات المسيئة وغير الأخلاقية التي كتبت على حجارة السور البيزنطي، سواء بمدخل “باب قسنطينة”، أو القريبة من “باب كركلا”، وقد خلف هذا السلوك العدائي ضد الموروث الثقافي، استنكارا واسعا من طرف المواطنين وفعاليات المجتمع المدني، الذين حمّلوا المسؤولية لعناصر مراهقة لا هدف لها إلا تلويث المجتمع وموروثه الثقافي، وطالبوا للمرة الألف بضرورة وضع حراس في النهار والليل للمكان، الموجود في وسط مدينة تبسة وكثيرا ما تطاله الأفعال المشينة.

وقد تحركت صباح أمس الدائرة الثقافية ومصالح مديرية الثقافة وحظيرة البلدية، بمختلف الوسائل المادية المتوفرة لها، لإزالة مختلف الكتابات التي كان بعضها بالطلاء الأسود، والتي يمكن إزالتها، بينما يصعب تدارك ما تم نقشه وحفره.

المصادر التي تنقلت إلى مكان الجريمة، سألت مسؤول الآثار عز الدين بديع عن مستوى التدنيس، فقال بأن هذا التدنيس الصارخ على الآثار، هو جريمة لا تغتفر، وتشويه للمواقع الأثرية المصنفة وطنيا، بهذه الكتابات العشوائية، مؤكدا بأن الآثار التاريخية تعبّر عن تجذر الشعب الجزائري، في عمق التاريخ ورمز للهوية وعنصر أساسي للذاكرة وثروة وطنية، وجزء لا يتجزأ من تراث الإنسانية جمعاء.

أما مدير الثقافة السيد جمال الدين لعبادي، فقد دعا، كافة فعاليات المجتمع المدني والجمعيات والباحثين إلى التجند التام لحماية المواقع والمعالم الأثرية، من جهته، رئيس المجلس الشعبي البلدي عبد الرجمان عوايشية، تأسف، لما أقدم عليه بعض الأشخاص، من تدنيس لأماكن تحمل قيما حضارية، وهي وجهة لآلاف السياح الذين يأتون من مختلف الدول الأوروبية والآسياوية والأمريكية لزيارتها، حيث بلغ عدد السياح السنة الماضية، من الأجانب، الآلاف لهذه المواقع، مناشدا كافة فعاليات المجتمع المدني والجمعيات بالتبليغ عن كل شخص يسعى للمساس بالإرث الثقافي والحضاري.

من جهته، قال الناشط الجمعوي في المجال السياحي ورئيس المنظمة الوطنية للعمل السياحي، سلطان جبايلي، إن السلطات العمومية مطالبة الآن بضرورة وضع كاميرات مراقبة، لوضع حد للعبث والسلوكيات المراهقة التي شوهت وسط المدينة والآثار التاريخية، حيث نلاحظ القمامة قرب الآثار وأحيانا ملتصقة بجدرانه، ناهيك عن هذه الأعمال الصبيانية، خاصة وأن ولاية تبسة حطمت في سنة 2023 رقما قياسيا في عدد السياح الأجانب، الذين كانوا جميعا يتوقفون أمام السور البيزنطي وباب كركلا وغيرها من المعالم التي تزخر بها المدينة، كما زارت المكان بعثة جامعية بحثية، من اسطنبول التركية، وكان الانبهار هو ما يبديه هؤلاء، تجاه هذه الكنوز الموجودة عكس كل الآثار الرومانية في الجزائر، في قلب مدينة تبسة التي تربى فيها العلامة الشيخ العربي التبسي والمفكر مالك بن نبي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here