بدعم كامل من الرئيس تبون… ثورة هادئة في “الجوية الجزائرية”

بدعم كامل من الرئيس تبون… ثورة هادئة في “الجوية الجزائرية”
بدعم كامل من الرئيس تبون… ثورة هادئة في “الجوية الجزائرية”

أفريقيا برس – الجزائر. أكد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، أن استراتيجية الشركة ترتكز على الاستغلال الأمثل للوجهات التقليدية نحو عديد عواصم القارة الإفريقية وكذلك تحسين الربط مع بلدان الجنوب.

وفي حديث لـ”وأج”، أوضح بن حمودة أن رؤية الشركة للسوق الإفريقية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية “وهي الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة عبر الوجهات التاريخية على غرار داكار، أبيدجان، نواكشوط، نيامي، واغادوغو، وكذا وضع شبكة إقليمية محددة ولاسيما عبر ليبرفيل، كوتونو، كوناكري، وهي نقاط استراتيجية تسمح بتحسين فرص الربط وتعزيز الاتصال بين بلدان الجنوب. في حين يتعلق المحور الثالث بالتوسع في السوق الدولية من خلال إعادة تشغيل خط جوهانسبورغ.

ثلاث رحلات أسبوعيا اعتبارا من 15 جانفي 2026

واضاف أنه سيتم في ذات الإطار تطوير الوجهات نحو أديس أبابا، لاغوس، أكرا، “مما يعزز حضور الخطوط الجوية الجزائرية في أهم محاور الطيران القارية. وهي رؤية تتماشى مع الديناميكية المتصاعدة للسوق الإفريقية، التي تعد اليوم من أكبر أسواق النقل الجوي نموا على مستوى العالم”.

وبعد أن عبر عن امتنانه لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على “الدعم الاستراتيجي والدائم” الذي يقدمه للخطوط الجوية الجزائرية وعلى الثقة التي يوليها للشركة وقدراتها على التطور، أكد المسؤول أن الشركة تبذل كل الجهود لتعزيز دورها كفاعل أساسي في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء على المستوى الوطني أو القاري وتتجسد هذه الطموحات خصوصا من خلال فتح خطوط جديدة نحو إفريقيا.

في هذا الصدد، ذكر بشروع الشركة في أفريل الفارط في تشغيل رحلات جوية نحو أبوجا، ومنذ 21 أكتوبر نحو نجامينا وهما وجهتان يتم استغلالهما بشكل ثلاثي عبر دوالا، التي تم افتتاح خطها منذ سنة 2023، مضيفا أن الكاميرون ونيجيريا وتشاد منحت الجوية الجزائرية حق الحرية الخامسة، مما سمح لها ابتداء من العام الجاري بتشغيل أولى خطوطها القارية داخل إفريقيا: دوالا-أبوجا-دوالا ودوالا-نجامينا-دوالا.

تعزيز الانتشار في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط

وبخصوص باقي القارات، “تواصل الجوية الجزائرية تعزيز شبكتها الأوروبية الكثيفة أصلا”، يؤكد بن حمودة، لافتا إلى ان سنة 2025 عرفت إضافة مطار ثان في لندن (ستانستد) إلى جانب إطلاق خط روتردام في هولندا، مع برمجة وجهات جديدة في 2026 مثل برمنغهام في إنجلترا وبودابست عبر فيينا.

وفضلا عن قيام الشركة باستئناف البرنامج الدولي التابع لشركة “طاسيلي للطيران” سابقا، بما في ذلك وجهات ستراسبورغ، نانت وتعزيز منصة رواسي، أبرمت الجوية الجزائرية اتفاقيات المشاركة بالرمز بهدف توسيع شبكتها في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، على غرار الشراكات مع الخطوط الجوية التركية والقطرية.

وستمكن هذه الاتفاقيات -يوضح بن حمودة- الجوية الجزائرية من اقتراح وجهات إضافية لزبائنها مثل هونغ كونغ، كوالالمبور، مسقط، زنجبار، أثينا، دار السلام، بانكوك، سيول، أنقرة، طرابزون، إزمير، عبر شركات الطيران الشريكة، مشيرا إلى ان هذه الأخيرة، منحت ولأول مرة، حق التشغيل على الشبكة الداخلية، وهو تطور من شأنه استقطاب زبائن جدد، وتحسين الربط، وتسهيل شراء التذاكر، والترويج لوجهة الجزائر.

وبخصوص استلام الشركة مؤخرا أول طائرة ايرباص “A330 neo” في إطار برنامج طموح لتدعيم اسطولها والمتضمن اقتناء 18 طائرة، أوضح أن تجديد الأسطول “بات أكثر من ضروري” لكون متوسط عمر الأسطول الحالي يتراوح بين 18 و20 سنة ما يستلزم أعمال صيانة وتكاليف تشغيل مرتفعة، مؤكدا أن العملية من شأنها تخفيف الضغط على نشاط الصيانة والعمليات الجوية، وهذا الضغط يؤثر سلبا على جودة الخدمات ويتسبب في اضطرابات متفاوتة في برنامج عمل أفراد طاقم الطائرة المقيدين بأوقات خدمة منتظمة.

واضاف أن اقتناء ما مجموعه 34 طائرة في أفق سنة 2028، سيسمح بالتجديد الجزئي لأسطول كل من الخطوط الجوية الجزائرية وشركتها التابعة للخطوط الجوية الداخلية، من أجل تلبية الطلب المتزايد على النقل الجوي عبر الشبكتين الداخلية والدولية، ويحقق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية التي رسمها السيد رئيس الجمهورية، لاسيما من خلال تعزيز الربط الجهوي.

من جهة أخرى، أكد بن حمودة أن استراتيجية الشركة التي تجمع بين فتح الخطوط بشكل فردي أو في إطار شراكات، والمدعومة ببرمجة فعالة للرحلات الجوية، “ستخلق الديناميكية اللازمة لتطوير مطار الجزائر العاصمة المحوري”.

وأشار في ذات السياق إلى ان تحقيق هذا الهدف “لن يكون ممكنا من دون مساهمة جميع الفاعلين ضمن المنظومة المحيطة الضرورية لظهور هذا القطب، وعلى رأسها قطاعات التجارة، الفندقة، النقل البري، وكل الخدمات الأخرى التي تساهم في تعزيز الاستقطاب نحو مطار الجزائر العاصمة المحوري”.

8.5 مليون مسافر على خطوط الشركة خلال العام الجاري

وفي سياق آخر، من المرتقب ان ترتفع حركة نقل المسافرين على الخطوط الدولية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية خلال العام الجاري إلى 8.5 مليون مسافر مقابل 8 ملايين مسافر سنة 2024، حسب ما أكده بن حمودة، مضيفا ان الشركة دعمت عدد رحلاتها بشكل معتبر، لتتجاوز 320 رحلة يوميا خلال الصائفة الماضية مقابل 230 رحلة في نفس الفترة من العام الماضي.

وبخصوص المقاربة التي تعتمدها الجوية الجزائرية في مجال تحسين الخدمات والأسعار، ذكر بن حمودة ان العمل جار على توسيع العروض الترويجية لتمكين الجزائريين داخل الوطن وخارجه من السفر من وإلى الجزائر بأسعار معقولة، وذلك من دون المساس براحة المسافرين على متن الطائرة، ولاسيما سلامتهم.

كما أن الاتفاقيات التجارية مع شركات طيران رائدة عالميا سيسهم في تعزيز نمو الشركة العمومية وتنويع عروضها بما يخدم مصالح الزبائن، يضيف المسؤول، لافتا إلى ان هذا هو الدور الطبيعي للناقل الوطني، الذي تضطلع به الخطوط الجوية الجزائرية “بكل فخر واقتناع، مع الاستمرار في تقديم أفضل الأسعار الممكنة لزبائنها، بفضل الدعم الدائم للدولة”، والتزام عمالها وموظفيها في كل محطة.

“الجوية الجزائرية” ستتحول إلى شركة قابضة “هولدينغ”

ومن جهة أخرى، أوضح بن حمودة ان الشركة ستواصل “إعادة هيكلة نشاطاتها من خلال تحويل قسم الصيانة إلى فرع مستقل، إضافة إلى استحداث نشاط جديد يخص تنظيم الرحلات السياحية، وبهذا تتجه الشركة نحو إعادة تنظيم هيكلي في شكل شركة قابضة هولدينغ وهو ما سيوفر لها مزايا جبائية وتشغيلية ناتجة عن هذا الشكل القانوني للشركة”.

وتدعيما لفروع الشركة العاملة حاليا على غرار التموين الجوي (كاترينغ)، والشحن الجوي وفرع أمديوس الجزائر، وشركة “دومستيك إيرلاينز”، أكد المسؤول أنه تم انشاء فرعين جديدين مخصصين للخدمات الأرضية وللتكوين، وهما شركة الخطوط الجوية الجزائرية للخدمات الأرضية وأكاديمية الطيران، “على أن يبدأ نشاطهما الفعلي في جانفي 2026”.

وأضاف أن الشركة الوطنية استطاعت، منذ إنشائها، اكتساب “معرفة واسعة وخبرة في مختلف مهن الطيران، إلى جانب كفاءات معترف بها من قبل هيئات التصديق والمنظمات المهنية الدولية التي تعد شركتنا الوطنية عضوا فيها”.

وأبرز بن حمودة في السياق ذاته تطلع الجوية الجزائرية “لتثمين هذا الرصيد من التجربة والاحترافية عبر مسار يقوم على تحويل الأنشطة إلى شركات فرعية متخصصة، بهدف رفع الأداء، وتقاسم المخاطر والتكاليف، وتحسين العمليات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here