تسويق الورق للمدارس والخواص بأسعار منخفضة

تسويق الورق للمدارس والخواص بأسعار منخفضة
تسويق الورق للمدارس والخواص بأسعار منخفضة

أفريقيا برس – الجزائر. قرر الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وعبر جميع فروعه، الشروع في تسويق مادة الورق الأبيض الممتاز من نوعية رفيعة، بأسعار تنافسية وبتخفيضات هامة، لفائدة الراغبين في اقتنائها من مؤسسات تربوية وإدارات عمومية وحتى الخواص، وهو ما يعد تحولًا وظيفيا مفصليا في نشاطه، إذ لم يعد يقتصر على طبع الكتاب المدرسي فحسب، بل اتسعت مهامه لتشمل أنشطة أخرى، على غرار بيع المطبوعات الإدارية، وذلك لأجل دعم المؤسسات التربوية والإدارية، خاصة وأن الديوان يعد مؤسسة اقتصادية وهي مطالبة بتحقيق توازن مالي من خلال استغلال جميع مواردها بفعالية.

أفادت المصادر أن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات قد وجه مراسلة رسمية إلى كافة المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة “مدارس ابتدائية ومتوسطات وثانويات”، وإدارات عمومية وهيئات أخرى، بالإضافة إلى المواطنين، يبلغهم من خلالها بأنه سيتم الانطلاق وبصفة رسمية في بيع الورق الأبيض الممتاز من نوعية رفيعة، وبأسعار تنافسية، بحيث تم اتخاذ قرار يقضي باعتماد تخفيضات معتبرة وعروض ترويجية هامة.

هذه الأسعار الجديدة للورق

وفي هذا الصدد، لفتت مصادرنا إلى أن السعر الجديد الذي اعتمدته مؤسسة الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية يقدر بـ440.00 دينار خارج الرسوم و523.60 دينار بكل الرسوم، فيما أشارت إلى أن الكمية متوفرة بكميات معتبرة والجودة عالية ومضمونة.

وإلى ذلك، أبرزت ذات المصادر أن مصالح الديوان المختصة قد دعت جميع الهيئات والإدارات العمومية، الراغبة في اقتناء الورق الأبيض، لاغتنام هذه الفرصة المميزة، والاستفادة من هذا التخفيض الكبير قبل نفاد الكمية.

وفي هذا الإطار، أوضحت المصادر نفسها أن الديوان ومنذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي، ظل أحد أهم أذرع الدولة في خدمة المدرسة الجزائرية. وعليه فقد ارتبط اسمه لعقود بطباعة الكتاب المدرسي وتوفيره للتلاميذ في الوقت المناسب وبكميات هائلة وبأسعار مدعّمة، باعتباره أداة سيادية في يد الدولة للحفاظ على مجانية التعليم وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين.

وعليه، فإن المتتبع اليوم لمسار الديوان، وهو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، يلاحظ تحولًا وظيفيا مفصليا في نشاطه، بحيث اتسعت مهامه لتشمل أنشطة أخرى، أبرزها بيع الورق الأبيض والمطبوعات الإدارية لفائدة الإدارات والهيئات العمومية وحتى الخواص، وهو ما يطرح جملة من التساؤلات حول طبيعة هذا التحول وأسبابه ومآلاته.

نحو إعادة التموقع ضمن سوق النشر والطباعة

وأكدت مصادرنا على أن الديوان يسعى من خلال قراراه الأخير إلى دعم المؤسسات التعليمية والإدارية، والتي تعاني من ارتفاع أسعار الورق في السوق الوطنية والعالمية، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وندرة المادة الأولية المستوردة.

ومن ثم يُمكن فهم مبادرة بيع الورق كخطوة نحو إعادة تموقع الديوان ضمن سوق الطباعة والنشر والمستلزمات المدرسية، غير أن الشفافية والتقييم المستمر ضروريان، لضمان أن تظل الأولوية للمصلحة العامة، لا لمنطق الربح وحده.

ومن حيث المبدأ، يبدو القرار اقتصاديًا واجتماعيًا إيجابيًا، لأنه يتيح للمؤسسات التعليمية شراء الورق بسعر منخفض وجودة مضمونة.

أما بخصوص قرار التوسع في المهام ومبررات اللجوء إليه، فقد أبرزت مصادرنا أنه وجب التوقف عند مسألة التحولات الكبرى التي مست سوق الكتاب المدرسي في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، ومنذ إطلاق الرقمنة التربوية واعتماد الكتب الإلكترونية والمنصات الرقمية، بدأ الطلب على الكتاب الورقي يتراجع تدريجيًا، ما انعكس على حجم الإنتاج داخل مطابع الديوان.

كما أن توحيد المناهج وندرة التغييرات السنوية في البرامج، جعلت من طباعة الكتاب عملية موسمية محدودة، بدل أن تكون نشاطًا مستمرًا طوال السنة الدراسية، تشرح ذات المصادر.

وبالتأكيد لما سبق، أفادت مصادرنا أن التحول في النشاط لا يعني بالضرورة تخليًا عن المهمة التربوية، بل قد يعكس تكيّفًا مع الواقع الاقتصادي الجديد ومحاولة للبقاء فاعلًا في سوق متغير.

التوسع في النشاط لتحقيق الربح وتصريف المخزون

وقد يصبح هذا الإجراء خيارا مريحا لتصريف المخزون واستثمار القدرات الإنتاجية في نشاط مدرّ للربح، خاصة وأن الورق أضحى مادة استراتيجية في ظل الارتفاع العالمي للأسعار، تضيف مصادرنا.

وإلى ذلك، يرى متتبعون للشأن التربوي أن تنويع النشاطات يعزز الاستقلالية المالية للمؤسسات العمومية ويخفف العبء عن الخزينة، في حين يرى آخرون أن مثل هذه المبادرات قد تُحدث تشويشًا على الدور التربوي الأصلي، وتحوّل المؤسسة من منتج للمعرفة إلى تاجر في المادة الخام.

واستخلاصا مما سبق، فإنه في مثل هذه الظروف قد يشكل دخول مؤسسة وطنية مثل الديوان إلى مجال بيع الورق تدخّلًا استراتيجيًا لضبط السوق وتوفير البديل المحلي بأسعار معقولة.

غير أن هذا الدور لا يمكن أن ينجح من دون شفافية في التسعير وآليات توزيع عادلة، حتى لا تتحول المبادرة إلى نشاط تجاري محض بعيد عن أهداف الخدمة العمومية.

وعليه يمكن القول إن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية يمر بمرحلة إعادة تموضع بين ماضيه كناشر رسمي للكتاب المدرسي ومستقبله كمؤسسة متعددة النشاطات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here