أسعار اللحوم تثير أزمة بين المنتجين والحكومة الجزائرية

8
أسعار اللحوم تثير أزمة بين المنتجين والحكومة الجزائرية
أسعار اللحوم تثير أزمة بين المنتجين والحكومة الجزائرية

أفريقيا برس – الجزائر. عاودت أسعار اللحوم بأنواعها المختلفة الارتفاع في الجزائر، مسجلة أرقاماً غير مسبوقة، ما أشعل أزمة بين مربي الماشية والحكومة من جانب، وبين التجار ومنظمات حماية المستهلك من جانب آخر، على خلفية القفزات التي شهدتها الأسعار في الأيام الأخيرة، والتي جعلت هذه السلعة خارج متناول الكثيرين.

ولا تلوح في الأفق بوادر لتوصل الأطراف إلى أرضية اتفاق، ما ينذر بقفزات جديدة لأسعار اللحوم، بعد تهديد الموالين (مربي الماشية) بالتصعيد وتجميد الإنتاج.

وقفزت أسعار لحم الدجاج إلى 550 ديناراً للكيلوغرام (4.4 دولارات) و1100 دينار (8.14 دولارات) للحم الديك الرومي، فيما بلغت أسعار لحوم العجول والأبقار أكثر من 1500 دينار (11.1 دولاراً) للكيلوغرام، في حين لامست أسعار لحوم الغنم بالأخص الخراف 2000 دينار، بارتفاع تراوح بين 200 و300 دينار للكيلو مقارنة بأسعار الأسابيع الماضية.

ودفع الانفلات الذي مسّ أسعار اللحوم خاصة البيضاء منها، التي ظلت لسنوات ملاذ معظم العائلات الجزائرية، وزارة التجارة للتدخل بإرسال فرق تفتيش ورقابة لأسواق الجملة، مع استدعاء المنتجين ومسيّري الشعبة لاجتماع طارئ في الأيام الأخيرة.

وقال مسؤول بارز في وزارة التجارة، إن الاجتماع استهدف وضع سقف لهامش الربح عند كل حلقة من حلقات سلسلة الإنتاج والتسويق، لضمان استقرار الأسعار، وهو ما تحفظ عليه بعض المنتجين ومربي الدجاج والماشية.

فيما سارعت وزارة الفلاحة إلى رفع التجميد على استيراد اللحوم البيضاء والحمراء المجمدة لكسر الأسعار، وتعديل كفتي العرض والطلب. وحسب مصدر في الوزارة، فإن الدولة تستعد لاستقبال شحنة من اللحوم الحمراء المستوردة من أيرلندا، وذلك لأول مرة منذ 1990، بحجم 20 طناً، بدلاً من فرنسا، في مسعى لتنويع الممونين، مضيفا أن الوزارة بصدد إتمام عقدٍ لاستيراد عجول التسمين من أيرلندا أيضا.

ولم ينتظر مربو الدواجن والماشية كثيراً للرد على الحكومة، حيث اعتبر فاعلون في الصناعة أن وزارة التجارة تلجأ إلى الحلول السهلة بدلا من حل مشاكل القطاع ومراقبة الأسواق التي أنهكتها المضاربة وتغولت عليها “مافيا الأسواق”.

وقال رئيس الجمعية الجزائرية لمربي الدواجن، مراد بلحسن، إن “السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو عزوف صغار المربين عن تربية الدجاج اللاحم، والذين يشكلون 70% من الإنتاج الوطني، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف خلال السنة الحالية، وكذلك عدم استفادة غالبية المربين الصغار من اتفاقية تزويدهم بالأعلاف وبأسعار مناسبة بين وزارة الفلاحة وغرفة الفلاحة والمربين، لافتا إلى بقاء أسعار الأعلاف مرتفعة في الجزائر، بالرغم من تهاويها في السوق العالمية، وكذلك ارتفاع تكاليف النشاط، آخرها سعر الصيصان (صغار الدجاج) ، والتي قفز سعرها لأول مرة إلى 250 ديناراً للواحد بسبب ندرتها، بعدما كان لا يتعدى سعره 50 ديناراً.

وأضاف بلحسن: “على وزارة التجارة الاهتمام بشقها المتعلق بمراقبة الأسواق لأن ارتفاع الأسعار ليس بسبب المنتج فقط، وإنما هناك من التجار من قفز هامش ربحه إلى 200% وهذا أمر لا يعقل ولا يشجع على الإنتاج”.

من جانبها، دخلت منظمات حماية المستهلك على خط الأزمة، حيث أطلقت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، حملة لمقاطعة شراء اللحوم البيضاء، كرد على انفلات الأسعار، ورفعت الحملة شعار “خليه يربي الريش” (دعه يربي الريش)، أي اتركه حتى يموت. وحثت المنظمة المواطنين على الاستعداد للحملة ومساندتها، لعلها تساهم في خفض أسعار اللحوم البيضاء.

وقال مصطفى زبدي رئيس المنظمة: “لاحظنا أن أسعار الدجاج وصلت لأرقام جنونية غير مبررة، راقبنا الأزمة عندما كان سعر الدجاج يتراوح بين 400 و420 دينارا للكيلوغرام، لكن عندما وصل سعره إلى حدود 550 دينارا في بعض المناطق تحملنا مسؤوليتنا في حماية المستهلك عبر الدعوة للمقاطعة كون الأسعار تغطي التكاليف بهامش ربح جنوني وهذا الأمر لا يمكن قبوله”.

وأضاف زيدي أن “عدة أسباب أدت لتفاقم الوضع في شعبة الدواجن، من بينها نقص الإنتاج، غلاء أسعار الأعلاف، فكل هذه الأسباب نتج عنها عزوف وامتناع عن تربية الصيصان، وهي أسباب نعيها ونتفهمها، لكننا ندعو المنتجين إلى التعقل وعدم استغلال الظرف لمصالحهم الشخصية، فالأسعار ليست في متناول الجميع، فلحم الدجاج تحول من ملاذ إلى كماليات للأسر الجزائرية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here