إنزال قوي للسياح الأجانب على الصحراء الجزائرية

إنزال قوي للسياح الأجانب على الصحراء الجزائرية
إنزال قوي للسياح الأجانب على الصحراء الجزائرية

أفريقيا برس – الجزائر. فتح الجنوب الجزائري، مع انطلاق موسم السياحية الصحراوية، أبوابه لعشاق الرمال ودفء الشمس والمبيت في العراء. ففي الوقت الذي تتنافس فيه الوكالات السياحية على استقطاب أكبر عدد من السياح الأجانب، يزداد الطلب من طرف الجزائريين، على حجز أماكن رحلات نحو الجنوب كثقافة انتشرت بينهم في الآونة الأخيرة، فساهموا بذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي في الترويج للسياحة الداخلية، ولمواقع جذابة بأقصى الجنوب.

وكان السياح الذين وصلوا الموسم الماضي إلى ولاية إليزي ومنذ شهر أكتوبر 2024، وإلى الفاتح جانفي من العام الجاري، قد بلغ عددهم 2580 سائح من مختلف الجنسيات، حيث يتوقع الفاعلون في قطاع السياحة، عودة قوية للسياح الأجانب والجزائريين، خلال الموسم الحالي والذي يأتي في ظل الكثير من الجهود المبذولة لتوفير الراحة والطمأنينة للسائح والأمن.

توافد غير مسبوق للسياح الأجانب على الجنوب الجزائري

ويشهد فصل الخريف، بحسب الصور والتعليقات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الوكالات السياحية، وعشاق الصحراء، توافد يبشر بموسم سياحي واعد في الجنوب، فبعد فترة الصيف الحارة التي حدت من الأنشطة في الجنوب، بدأت وكالات السياحة مع مطلع نوفمبر في تنظيم رحلات جماعية نحو الواحات والكثبان الرملية، في أجواء مثالية تجمع بين اعتدال الطقس وتعدد الفعاليات الثقافية، بحيث أشار بعض ممثلي الوكالات السياحية، إلى ارتفاع الحجوزات بنسبة 30 بالمائة مقارنة بموسم 2024، وهذا بفضل تحسين البنية التحتية وفتح خطوط طيران جديدة تربط المدن الشمالية بمناطق الجنوب، وهذا ما أكده رئيس الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، عبد الوهاب بولفخاد، موضحا أن التأشيرة الالكترونية التي أعلن عن إصدارها وزير السياحة سابقا، بهدف تسهيل دخول السياح الأجانب الراغبين في زيارة الصحراء الجزائرية، ساهمت بقدر كبير في زيادة هؤلاء السياح.

رحلات مباشرة من أوروبا وتعزيز المرافق السياحية

وقال بولفخاد، إن تعزيز الرحلات الجوية المباشرة من عواصم أوروبية، وتحسين مرافق الإيواء، خدمات الاستقبال، وتوفير الأمن، وتنظيم بعض الوكالات السياحية لرحلات من المطار إلى الجنوب الجزائري، كلها خطوات تجعل الجزائر وجهة سياحية بامتياز في المستقبل القريب، كما يمكن أن يعول على السياحة الصحراوية كمشروع سياحي اقتصادي يساهم في التنمية المستدامة.

ودعا في السياق، إلى تعميم التأشيرة الالكترونية، لتوسيع السياحة في مناطق أخرى عبر التراب الوطني، مشيرا إلى أن هناك وجهات صحراوية باتت معروفة، ويمكن أن نبدأ الترويج لوجهات أخرى، بحيث تم هذا العام بحسبه، إدراج بعض المناطق السياحية الصحراوية في ظل توفر حالة الأمن وبعض المرافق الخدماتية.

مخيمات تجمع بين روح الصحراء والمعايير العصرية

ويرى رئيس الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، عبد الوهاب بولفخاد، أن انتشار بعض المخيمات العصرية في الجنوب الجزائري، أعطى للسياحة الصحراوية ذوق خاص واستثنائي، لاسيما عندما تجتمع روح الصحراء بمعايير عصرية، تضمن الراحة وتبهر الزبون بما هو مختلف، قائلا إن التسهيلات في الوصول والتمتع بالمناظر الخلابة وافتتاح مسارات جديدة للسياحة الإيكولوجية، جذب الجزائريين الذين باتوا يزاحمون السياح الأجانب في تمنراست وتيميمون وتاغيت، وغرداية، والوادي وغيرها من مناطق الجنوب.

وللإشارة، فإن تمنراست تتصدر المشهد السياحي الصحراوي، بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة في جبال الأهقار وتشكيلاتها الصخرية الفريدة مثل “أسكرام” و”تازروك”، فقد أطلقت السلطات المحلية حملة بعنوان “اكتشف الأهقار 2025” لتشجيع السياح على زيارة المنطقة والاستمتاع بعروض الطوارق التقليدية، من موسيقى “الإمزاد” إلى الأسواق الحرفية التي تعكس تراث المنطقة، فيما الواحات الحمراء في تيميمون إلى وجهة مفضلة لعشاق التصوير والسياحة البيئية، بعد افتتاح مسارات جديدة للسياحة الإيكولوجية، إلى جانب مهرجان “ألوان الصحراء” الذي يحتفي بالرقص والموسيقى المحلية.

وأما في جانت، عاصمة النقوش الحجرية القديمة، فهي المنطقة الأولى للرحلات السياحية الأجنبية من فرنسا وألمانيا، ضمن برامج “السياحة الثقافية” التي تجمع بين استكشاف التاريخ والطبيعة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here