إيكروم – الشارقة يطلق برنامج “مدينة”

8

أطلق المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم – الشارقة) مبادرة إقليمية جديدة بعنوان “مدينة”، تركز على حماية المدن التاريخية وتهدف إلى دعم إدارة التراث الحضري في المنطقة العربية وتثمين دور التراث الثقافي في التنمية المستدامة.

وأفاد بيان للمركز تلقى موقع “الشروق أون لاين”، نسخة منه، أن الإعلان عن هذه المبادرة تم في ختام جلسة النقاش الافتراضية التي عقدت، الإثنين 6 جويلية، والتي كانت الأخيرة ضمن سلسلة من خمس جلسات نقاش افتراضية امتدت على مدار شهر، بهدف الاستفادة من الخبرات المتراكمة في المنطقة ووضع إطار عمل فعال يقوم على الاحتياجات ذات الأولوية، التي يواجهها العاملون على أرض الواقع، لإطلاق وتنفيذ هذه المبادرة.

وشارك في جلسات النقاش الافتراضية الخمس عدد من الجهات الفاعلة على الصعيد الوطني، التي تعمل في مجال حفظ التراث الحضري في الدول العربية، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الإقليمية والدولية (بما في ذلك خبراء من يونسكو، والبنك الدولي، وأليسكو، وإيكوموس، إضافة إلى عدد من الخبراء الذين شاركوا في تنظيم وتنفيذ العديد من المشاريع الأورومتوسطية ذات العلاقة بحفظ التراث العمراني الحضري في المنطقة العربية).

وتناولت الجلسات الافتراضية خمسة مواضيع رئيسة، وهي: تأثير التطور العمراني على المدن التاريخية وخطط التعافي بعد انتهاء الصراع؛ القدرات المؤسسية وإدارة المدن التاريخية والتراث العمراني، المعارف التقليدية واقتصادات المدن التاريخية، إدارة التراث العمراني ضمن بيئته الطبيعية وإدارة المخاطر، والإطار العام لبرنامج “مدينة” وتكامل المبادرات.

وخلصت المناقشات بين المشاركين إلى الاتفاق على أنه، من خلال بناء القدرات الوطنية، يتم النظر إلى مبادرة “مدينة” كبرنامج طويل الأجل يركز على مدن تاريخية مختارة بهدف تحسين جودة حياة المجتمعات المحلية صاحبة العلاقة في الحفاظ على المدن التاريخية وذلك من خلال: التركيز على المعارف التقليدية والحرف اليدوية المحلية، والحفاظ على المدن التاريخية في بيئاتها الطبيعية؛ ودعم المنظمات غير الحكومية والمبادرات المحلية التي تهدف إلى تحسين الاقتصادات الصغيرة؛ وأخيراً رفع الوعي وبناء ودعم مرونة تعامل المجتمع مع الأزمات.

وسيعمل برنامج “مدينة” مع أصحاب المصلحة والجهات المعنية في المؤسسات الوطنية ذات الصلة لتحسين خطط الإدارة، مع التركيز بشكل خاص على: توثيق التراث المادي وغير المادي والمعارف التقليدية المحلية اعتماداً على قواعد بيانات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) كأدوات للإدارة الفاعلة؛ وتعزيز النهج والمهارات الخاصة بالإدارة الحضرية بالتنسيق مع الجهات المتعددة المعنية بالمدينة التاريخية؛ ودمج مناهج الحفظ الوقائي وإدارة المخاطر، خاصة فيما يتعلق بتغير المناخ وصون التراث الطبيعي، في خطط الإدارة الحضرية؛ وأخيراً توفير الحوافز الاقتصادية وغيرها من الأدوات لتحسين مشاركة المجتمعات في الإدارة الحضرية والحفاظ عليها.

وسيعمل كذلك برنامج “مدينة” على المستوى الإقليمي لإنشاء شراكات من أجل: تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين المتخصصين ومديري المدن التاريخية، وإنشاء منصة للتواصل بين المهنيين والمنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة، وأخيراً توفير المواد الإرشادية والأدوات الخاصة بإدارة التراث الحضري ضمن منصة خاصة، مع الإشارة إلى قصص النجاح من المنطقة التي تتناول جوانب الإدارة الحضرية الناجعة التي يهدف البرنامج لدعمها.

وصرّح الدكتور زكي أصلان، مدير ايكروم-الشارقة قائلاً: “برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة- من خلال استضافتها للمكتب الإقليمي لمنظمة ايكروم، تمكنت المنظمة من تلبية واحدة من أكثر الاحتياجات إلحاحاً للمدن التاريخية في الدول العربية، والتي ترتبط بشكل وثيق مع أهداف التنمية البشرية المستدامة للأمم المتحدة وسبل العيش الأفضل للمجتمعات”.

وأضاف: “تعاني المدن من ضغوط مختلفة تتراوح من التنمية الحضرية غير الخاضعة للقانون والتدهور الاقتصادي والفقر، إلى صحة وسلامة الناس الذين يعيشون في هذه البيئات، والتي تفاقمت مؤخراً بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)”.

وختم الدكتور زكي أصلان قائلاً: “نأمل أن تتم معالجة المقاربات التي تتمحور حول الناس والقطاعات المختلفة لإدارة التغيير في البيئات الحضرية التاريخية بدعم من إيكروم وشركائها الوطنيين والإقليميين. علماً بأنه سيتم تنفيذ برنامج “مدينة” بشراكة وثيقة مع الجهات المحلية، وسيركز على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الحفاظ الدقيق على البيئات الحضرية التاريخية”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here