أفريقيا برس – الجزائر. بعد أشهر من الانتظار، أصبحت رخص الجيل الخامس رسميا بيد المتعاملين الثلاثة جازي وأوريدو وموبيليس، عقب صدور المراسيم التنفيذية الموقَّعة من طرف الوزير الأول سيفي غريب في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، وبهذا التطور، سيشرع المتعاملون مباشرة في تنصيب تجهيزات الجيل الخامس وتحضير العروض التجارية، وسط توقعات بأن تكون الخدمة في متناول الجزائريين خلال 30 يوما فقط، إذا سارت الإجراءات بالوتيرة المطلوبة.
غير أن خبراء يؤكدون أن تسريع دخول الجيل الجديد مرتبط بتسهيل الجمارك لعمليات تحرير التجهيزات عند وصولها للموانئ، وتخفيف البلديات -عبر “الأميار”- لإجراءات رخص البناء الخاصة بالمحطات، إضافة إلى ضمان انسيابية الحصول على الذبذبات لدى السلطات المعنية.
صدور مراسيم رخص إقامة واستغلال الجيل الخامس
وفي السياق، صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية مرسوم موقع من طرف الوزير الأول سيفي غريب، يتضمّن الموافقة على رخصة إقامة واستغلال شبكة للاتصالات الإلكترونية النقالة المفتوحة للجمهور من الجيل الخامس، وتوفير الخدمات المرتبطة بها، والممنوحة لشركة أوبتيموم تيلكوم الجزائر، كما يرخص للشركة، بصفتها شركة ذات أسهم، بأن تُقيم وتستغل الشبكة وأن توفّر الخدمات المرتبطة بها، وفق الشروط التقنية والتنظيمية المحددة في دفتر الشروط.
يُذكر أن الرخصة موضوع هذا المرسوم شخصية، ولا يمكن التنازل عنها أو تحويلها إلا في إطار ووفق الأحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها، وحسب الشروط المحددة في دفتر الشروط.
ويحدَّد مبلغ الجزء الثابت للمقابل المالي للرخصة بـ20.7 مليار دينار، ويجب أن يُدفع وفق الشروط والكيفيات ورزنامة التسديد المقررة في دفتر الشروط.
كما تم ترسيم الموافقة على رخصة إقامة واستغلال شبكة للاتصالات الإلكترونية النقالة المفتوحة للجمهور من الجيل الخامس، وتوفير الخدمات المرتبطة بها، الممنوحة للشركة الوطنية لاتصالات الجزائر، شركة ذات أسهم، وقد حُدّد مبلغ الجزء الثابت للمقابل المالي لهذه الرخصة بـ 21.571962 مليار دينار، ويجب دفعه حسب الشروط والكيفيات ورزنامة التسديد المحددة في دفتر الشروط.
وتم كذلك ترسيم الموافقة على رخصة إقامة واستغلال شبكة للاتصالات الإلكترونية النقالة المفتوحة للجمهور من الجيل الخامس، وتوفير الخدمات المرتبطة بها، الممنوحة لشركة أ تي أم موبيليس، شركة ذات أسهم، ويحدَّد مبلغ الجزء الثابت للمقابل المالي لهذه الرخصة بـ22.95406231 مليار دينار، ويجب أن يُدفع وفق الشروط والكيفيات ورزنامة التسديد المقررة في دفتر الشروط.
بداية العد التنازلي لتوفير الخدمة وتوقعات بأسعار تنافسية
وفي السياق، يؤكد خبير الاتصالات يونس قرار أن الحكومة كانت قد أطلقت قبل أشهر مناقصة لخدمة الجيل الخامس للهاتف النقال، وبعد الموافقة المبدئية للمتعاملين الثلاثة، صدر الترخيص الرسمي بتوقيع الوزير الأول سيفي غريب في الجريدة الرسمية، وهو ما يعني – حسبه – أن المتعاملين سيباشرون مباشرة تجسيد المشروع على أرض الواقع.
وأوضح قرار أنه ابتداء من لحظة صدور الترخيص رسميا، أصبح بإمكان المتعاملين تركيب التجهيزات والشبكات المطلوبة، مشيرًا إلى أن العروض ستكون جاهزة قبل نهاية السنة، وقال: “هم جاهزون، وقد تواصلت شخصيا مع بعضهم، في حال سارت الأمور بالشكل المطلوب، الخدمة ستكون في متناول الزبون قبل نهاية السنة”.
وشدد الخبير على أن المطلوب في هذه المرحلة هو تسهيل حصول المتعاملين على الذبذبات “الترددات”، بالإضافة إلى ضرورة أن تتجنب الجمارك تعطيل دخول تجهيزات الجيل الخامس، باعتبارها جزءا أساسيا من استراتيجية الرقمنة التي أكد عليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأضاف أن البلديات مطالبة أيضا بتسهيل إجراءات رخص البناء الخاصة بتركيب المحطات، بهدف تمكين المتعاملين من استكمال تجهيز الشبكة قبل 15 ديسمبر وإطلاق العروض من دون عوائق، موضحا أن ذلك ضروري لدعم مشروع المدينة الذكية وتطوير الرقمنة في الجزائر.
وفي ما يتعلق بالأسعار المتوقعة، قال قرار إن سلطة اضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ستلعب دورا محوريا لضمان شفافية الأسعار التي سيقترحها المتعاملون، على غرار تحديد مثلا تكلفة مائة جيغا، من الخدمة وبالمقابل حجم الربح الذي يحرزه المتعامل، مؤكدًا ضرورة أن تكون الأسعار معقولة من دون أن يتعرض المتعاملون للخسارة ولا الزبون للسعر المرتفع.
ودعا قرار إلى منافسة “شرسة” بين المتعاملين، بعيدا عن أي تفاهمات قد تضر بالمستهلك، مع التأكيد على أن جمعية حماية المستهلك يجب أن تقوم بدورها في المتابعة.
الفلاحة الذكية أول المستفيدين… وهذه القطاعات ستنتعش
كما أشار الخبير إلى أن الجيل الخامس سيفتح آفاقًا واسعة لعدة قطاعات، أبرزها الفلاحة التي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا في إحصاء الأراضي والمواشي وجمع المعطيات الميدانية وفق الخطط التي سبق وأن كشف عنها وزير القطاع، إلى جانب دور إنترنت الأشياء التي تتضمنها شبكة الجيل الخامس في تطوير المدن الذكية، مثل تسيير مواقف السيارات، معالجة الاختناق المروري، جمع المعلومات آليا من مختلف مناطق المدينة.
وختم قرار بالقول إن الجيل الخامس يمثل خطوة محورية لضمان رقمنة حقيقية تدعم كل القطاعات وتضع الجزائر على مسار التكنولوجيات الحديثة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





