أفريقيا برس – الجزائر. نشروا صورها على نطاق واسع، وأطلقوا فيديوهات تظهر فرحتهم الكبيرة باقتناء أضحية العيد… هي أول الصّور التي صنعها حدث بيع أضاحي العيد المستوردة، أين أظهر أصحابها فرحة عارمة لأنهم سيؤدون شعيرة النحر، بعدما كانوا فقدوا الأمل في ذلك.. ولأنه يفصلنا قرابة الشهر عن عيد الأضحى، يقدّم البيطريون جملة نصائح للعائلات، لحسن رعاية أضحيتها من ناحية الأكل والشرب والمبيت.
فرحة كبيرة عاشتها العائلات التي اقتنت أضاحي العيد المستوردة، شاهدناهم صغارا وكبارا متجمعين حول أضحيتهم، فخورين بها ومستمتعين بشكلها… بل إن البعض لم يصدق أمر تمكّنه من اقتناء أضحية العيد بعد سنوات من الحرمان منها بسبب قلة ذات اليد.
وهو حال “محمد”، موظف بسيط من ولاية بجاية، سجل فيديو أظهر فيه فرحة أبنائه الكبيرة بقدوم أضحيتهم، قائلا بأنه لم يشتر أضحية منذ زواجه في 2019، وكانت يتحصل على صدقات اللحوم من الأهل والأقارب، وآخر قال: “وأخيرا، ستحضّر زوجتي العصبان والبوزلوف في منزلنا… وانصدقوا وأنديرو شوا.. كما كنا نشتهي كل سنة”.
ولأن العائلات التي اشترت الكباش المستوردة تحسبا لعيد الأضحى، والذي يفصلنا عنه قرابة الشهر، فمن المهم امتلاكها لثقافة الاعتناء بهذه الأضحية، لضمان صحتها وجاهزيتها للذبح.
تقديم العلف تدريجيا وتجنّب الحشيش
وفي الموضوع، ترى المفتشة البيطرية والخبيرة في القطاع الزراعي، الدكتورة هدى سميرة جعفري، بأن الشراء المبكّر لأضحية العيد المستوردة، لابد له من جملة مراحل، أولها مرحلة التكيّف، والتي تحتاج فيها الكباش المستوردة إلى فترة تكيّف مع المناخ المحلي والأعلاف الجزائرية. ولذا، فهي تنصح بتقديم العلف تدريجيا، وعدم تغيير النظام الغذائي للكبش بشكل مفاجئ.
تأتي معها مرحلة التغذية المتوازنة والمركّزة بهدف تسمين الأضحية صحّيا من دون إرهاق الجهاز الهضمي، وذلك باعتماد التبن والشعير بالتناوب، وتجنّب تقديم الحشيش الأخضر لأنه قد يسبّب اضطرابات هضمية، وتنصح هدى سميرة جعفري، بتوفير الماء النظيف للكبش باستمرار خصوصا في الجو الحار.
وضعه في مكان نظيف ومهوّى وسهل للحركة
أما من ناحية الوقاية الصحية، فلابد، حسب المختصة، من مراقبة سلوك الحيوان وجسمه من سيلان الأنف، العرج، الإسهال أو فقدان الشهية، مع ضرورة استشارة بيطري في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية عليه، خاصة أن هذه السلالات غير معتادة على البيئة المحلية، على حد قولها.
مع التركيز على تأمين مكان مظلل، نظيف وجيّد التهوية لمبيت الكبش، بعيدا عن التيارات الهوائية القوية وأشعة الشمس المباشرة، مع ترك الحيوان يتحرك بحرية قليلا كل يوم، مما يساعد على تحسين صحته وتقوية عضلاته. وأخيرا، على العائلات مراقبة وزن الكبش مرة كل أسبوع، تقريبا للوقوف على تطوره، مع تعديل الحصة الغذائية عند الحاجة.
الكبش للذبح.. وليس للتهجين
ومن جهة أخرى، لفتت المختصة البيطرية إلى نقطة مهمة، وهي محاولة البعض تربية الكبش المستورد والسعي لتكاثره، وإن كانت فكرة مستبعدة نوعا ما.
وهو ما جعلها تنبّه احتياطا على أن الكبش المستورد موجّه للذبح لا للتهجين، وقالت: “رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمر باستيراد مليون رأس غنم تحسبا لعيد الأضحى المبارك، وهو قرار جاء للمحافظة على القطيع الوطني والقدرة الشرائية للمواطن، ولذلك، علينا أن نربح عيدا ولا نخسر قطيعا بسبب سلوكات فردية غير محسوبة العواقب”.
وحسبها، علينا عدم التفريط في مكاسب السيادة الغذائية، ولا في الثروة الحيوانية الجزائرية، التي تشكّل ركيزة أساسية في النسيج الزراعي الوطني، وهو ما قد يهدّده تفكير البعض في عملية التهجين غير المراقب للكباش المستوردة مع نعاج السلالة الجزائرية المشهورة بجودتها وملاءمتها للمناخ المحلي، ما يؤدي إلى فقدان “الهوية الوراثية” للكبش الجزائري.
وكل من يفكر في إعادة بيع الكبش المستورد أو تهجينه، فسيضع نفسه تحت طائلة المحاسبة القانونية وقد يدخل في خانة جرائم المضاربة التي لا تقل أدنى عقوبة لها عن 10 سنوات سجنا نافذا، خاصة وأن هذا السلوك يهدّد السلالة الحيوانية الجزائرية. وختمت المفتشة البيطرية، على أن ما نعيشه اليوم ليس مجرد موسم للذبح وتأدية لشعيرة النحر، بل هو أيضا “اختبار حقيقي لمفاهيم إستراتيجية في الأمن الغذائي، السيادة البيولوجية والتخطيط الزراعي”، وهو ما جعلها تناشد الجزائريين لإنجاح عملية استيراد الكباش المستوردة التي كلفت البلاد أموالا طائلة، عن طريق حسن رعاية الأضاحي وتوجيهها لغايتها وهي الذبح.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس