برميل النفط عند 20 دولارا.. والعواقب وخيمة

9

قالت صحيفة “لاتريبون” الفرنسية إن هبوط سعر برميل النفط إلى ما دون 20 دولارا لن يمر بدون عواقب، وعزت هذا التدهور السريع منذ جانفي الماضي إلى صدمة مزدوجة: صدمة طلب تفاقمت بسبب تأثير وباء كورونا على الاقتصاد، وصدمة إمداد بسبب الصراع بين السعودية وروسيا، بعد أن رفضت موسكو خفض إنتاجها من النفط، كان رد فعل الرياض بتخفيض أسعار بيع نفطها وزيادة إنتاجه بشكل حاد.

ومع أن السعودية لا تخسر مالا إذا باعت النفط بسعر 20 دولارا للبرميل لأن إنتاجه لا يكلفها سوى 2.80 دولار، فإن حكومتها تحتاج إلى سعر برميل يزيد عن 80 دولارا لموازنة ميزانيتها، وتنفيذ خططها الطموحة لتنويع الاقتصاد، وفق تقرير الصحيفة الفرنسية.

أما بالنسبة لروسيا حيث تكاليف الإنتاج أعلى بكثير من 20 دولارا، فإنها يمكن أن تقوم بموازنة الميزانية بسعر يتراوح بين 40 و50 دولارا للبرميل،

ويقول المراقبون إن البلدين رغم تمتعهما ماليا بمجال للمناورة، لن يكونا قادرين على المقاومة مع مرور الوقت، ويبقى أن نرى أيهما سيستسلم أولا، بحسب الصحيفة.

بعيدا عن العمالقة الثلاثة في السوق السعودية، روسيا، بالاضافة الولايات المتحدة يمكن أن يكون لانخفاض الأسعار عواقب وخيمة أكثر بكثير على الدول المنتجة الأخرى، وبشكل خاص على الدول الناشئة التي تعتمد ميزانيتها بشكل كبير على الإيرادات المرتبطة بالنفط مثل الجزائر.

ويمكن أن تسقط دول في إفريقيا مثل الجزائر ونيجيريا وأنغولا ضحايا جانبيين لفيروس كورونا والصراع بين الرياض وموسكو، وكذلك دول مثل العراق وإيران وليبيا وحتى فنزويلا، كما تقول الصحيفة.

وإذا لم ترتفع الأسعار بسرعة -حسب الصحيفة- فسيتعين على جميع هذه الدول اتخاذ تدابير تقشفية شديدة، مما قد يؤدي إلى أزمات اجتماعية، أو حتى أزمات سياسية.

ويهدد بقاء سعر البرميل عند 20 دولارا الآن ربحيتها، وقد يترجم إلى انخفاض حاد في الإنفاق الاستثماري على المدى القصير بانتظار انتعاش الأسعار، كما ترى الصحيفة.

ويمر النفط الصخري الأمريكي بفترة صعبة – كما تشير الصحيفة- لأن انهيار الأسعار يمكن أن يكون قاتلا للعديد من الشركات في هذا القطاع، علما بأنها تحتاج في المتوسط إلى سعر برميل بنحو 50 دولارا لتحقيق الأرباح.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here