تبادل المنتجات بين العائلات لمواجهة انهيار القدرة الشرائية

12
تبادل المنتجات بين العائلات لمواجهة انهيار القدرة الشرائية
تبادل المنتجات بين العائلات لمواجهة انهيار القدرة الشرائية

أفريقيا برسالجزائر. أفقرت الأزمة الاقتصادية التي تعرفها الجزائر في المدة الأخيرة عديد الطبقات الاجتماعية في البلاد والتي كانت إلى وقت قريب ميسورة الحال تغطي احتياجاتها الأساسية في أريحية من أمرها، وهو ما دفعها إلى البحث عن سبل كريمة في محيطها العائلي المقرب أو في بعض الجمعيات التي أدرجت مبدأ تدوير المنتجات والسلع بين المواطنين، لاسيما ما تعلق بالكتب المدرسية والملابس وبعض الأثاث المنزلي والتجهيزات الكهرومنزلية.

الملابس والمستلزمات المدرسية والأثاث.. أهم المعروضات

وفرضت موجة غلاء الأسعار التي تعرفها البلاد في مختلف المجالات عادات جديدة على المواطنين والعائلات التي عدلت نظام استهلاكها العام بما يحافظ على ما تبقى من قدرتها الشرائية المنهارة، حيث تخلت عن تحضير عديد الأطباق التي تدخل في مكوّناتها عناصر غذائية مرتفعة الثمن حتى البطاطا التي كانت على مدار الفترات السابقة غذاء “الزوالية” لم تعد في المتناول وقاطعها الأولياء لغلائها وتجاوز سعرها عتبة 100 دج، ناهيك عن بعض الخضر الأخرى واللحوم البيضاء التي استبدلتها العائلات بـ “الكاركاسة” أو الهياكل فقط لتحسين المذاق وتنهكيه الطعام.

ويعود عديد الأولياء أدراجهم من التسوّق خائبين بقفف خاوية بعد أن بلغت أسعار مختلف الخضر والفواكه والسلع اليومية مستويات عالية جدا، فيما غاب الغدو والرواح عن كثير من الأسواق والمحلات التي كانت إلى وقت قريب جدا تعج بالزبائن خاصة النسوة اللواتي كن يجدن في التسوّق متنفسا لهن من متاعب الحياة وروتينها.

وأكّد عديد أرباب العائلات أنّ قدرتهم الشرائية انهارت وأنّ غلاء الأسعار في مختلف المجالات وارتفاع تكاليف الخدمات أيضا جعلهم يتنازلون عن كماليات عديدة و”بريستيج” عوّدوا عليه أولادهم، بل إن منهم من بات يعتمد على ملابس إخوته أو أقارب من عائلته أو ما يعرف بتدوير الملابس والأدوات المدرسية من أجل تخفيف العبء عليه والتمكن من توفير أساسيات أخرى أكثر أهمية على غرار العلاج والغذاء ومستحقات الكراء، حتى الأثاث القديم بات وجهة للبعض لمواجهة غلاء الأثاث الجديد.

واعترف بعض تجار الملابس المستعملة والأثاث القديم بأن الطلب عليهم زاد في الآونة الأخيرة لاسيما مع الدخول الاجتماعي، حيث يعرب لهم الزبائن عن محدودية إمكانياتهم ويفاوضونهم أحيانا في السعر، ما يجعلهم في حرج من أمرهم.

وتنشط في هذا الإطار بعض الجمعيات الخيرية في مجال توفير سلع ومنتجات في حالة جيدة لاستفادة أشخاص آخرين منها، حيث تشترط دوما في نداءاتها أن تكون حالة المنتجات المتبرع بها جيدة.

وبرزت مع ذلك أيضا صفحات ومواقع على مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل المنتجات بين الأعضاء أو لفائدة غرباء عن الصفحة، في سياق تبادل المنافع وترشيد النفقات وتسيير أفضل للميزانية المحدودة.

وكشفت بعض المنتسبات لهذه الصفحات والمشاركات في تلك المواقع أنها استطاعت تبادل أو بيع أثاثها القديم مقابل مبالغ أو أشياء معتبرة، مكنتها من اقتناء أغراض كانت في أشد الحاجة إليها.

وتؤكّد المعطيات الحالية وتأكيدات عديد جمعيات حماية المستهلك بأن متوسط أجور الجزائريين الحالي يناهز معدل 40 ألف دج وهو أجر هزيل جدا لا يسد احتياجاتهم، وينبغي العمل على مراجعته من أجل ضمان كرامة المواطن الجزائري، حيث قدر المختصون أجر الكرامة في حدود 80 ألف دج لضمان أهم الاحتياجات اليومية.

ولعل من أهم ما أثلج صدور المواطنين، خاصة الموظفين هي الإجراءات الأخيرة المعلن عنها من قبل السلطات العليا للبلاد والتي ستسمح لا محالة برفع الراتب وبالتالي سد العجز المسجل على مدار الأشهر الفارطة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here